مجلة الرسالة/العدد 266/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 266/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 08 - 08 - 1938



فلسطين وصاحب الرسالة

جاءتنا هذه الكلمة الكريمة من صديقنا الأستاذ الجليل محمد إسعاف النشاشيبي فنشرناها نزولا على إرادته. قال شكر الله له:

يُطلّ من مصر كاتبُ العرب وأديبهم الأستاذ أحمد حسن الزيات صاحب (الرسالة) على أخوته الأشقياء البائسين من العرب والمسلمين في هذا الإقليم الشقيّ المبتلَي بالإنكليز وباليهود، ويشاهد ما يشاهد - ولا تسلْ عن هول تلك المشاهد - فتُملى على يراعته إسلاميّتُه وعربيته وبلاغته مقالته: (يا لله لفلسطين!)

وإنها (والله) لصفحة عربية عبقرية تضاف إلى صفحات لها مثلها كثيرات، وحسنةٌ أحمدية حَسَنِيّة مضمونة عند الله وفي التاريخ إلى مآثر جمة له وحسنات

وإن (أحمد) لَلْمسلم المؤمن يذكّره (كتابُ الله) فيدعو ويقول، وإنه لَلْبليغ كل البليغ يجول في ميادين الإنشاء والإبداع ويصول. وما (رسالته) في مصر إلا رسالة الإسلامية تخدم محمداً (صلوات الله عليه) وقرآنه وأمته ولغته وبيانه و (فيها هدًى ونور)

فحيّا الله أخانا في الدين والعربية، وحيّا رَبْعَه، وشكراً له وشكراً لهم، وبارك الله في (مصر) التي وقت حضارة الإسلام والعرب في الأمس، وأعادت ذلك المجد القديم اليوم

محمد إسعاف النشاشيبي

رأي مجلس الشيوخ في الجامعة المصرية

قدمت اللجنة المالية في مجلس الشيوخ تقريرها عن ميزانية الجامعة بهذه الكلمة:

ثلاثون سنة انقضت على وضع الأسس الأولى للجامعة قبل أن تتسلمها وزارة المعارف العمومية وتلحق بها تباعاً للمدارس العليا فتكون منها كليات تتألف منها (الجامعة المصرية) الآن وهي كليات الآداب والعلوم والحقوق والطب والهندسة والزراعة والتجارة والطب البيطري. وقد نمت روح الجامعية وترعرعت وكان لها أثر يذكر في بيئاتنا العلمية والاجتماعية على حداثة عهد هذه المؤسسة عندنا

فالجامعة المصرية بفضل عدد الكليات التي تتألف منها، والدرجات العلمية التي تمنحها، وأعلام الأساتذة الذين يشغلون كراسيها، والروح الجديدة التي أشاعتها في أساليب البحث والدرس، قد أصبحت أداة صالحة لنشر الثقافة العليا، وهيئة كاملة التكوين من الهيئات المماثلة في البلدان الراقية

على أننا نطمع في أن تسير جامعتنا خطوات واسعة إلى الأمام من حيث رفع مستوى التعليم، وبث روح البحث والتنقيب في صدور الأساتذة والطلبة رغبة في العلم من أجل العلم، حتى تصبح في القريب من الزمن منارة علم وعرفان يشع نورها في أنحاء هذا الشرق فيقصدها طلابه من كل صوب للاستزادة من التثقيف، كما يقصدون الجامعات المعروفة في أوروبا وأمريكا، وكما يقصدون الجامعة الأزهرية للاستزادة من العلوم الدينية، ولا شك في أن النهوض بهاتين الجامعتين لمن أهم العوامل الكفيلة بالاحتفاظ للمملكة المصرية بزعامتها الأدبية والفكرية، بل والسياسة أيضاً بين دول الشرق، فتستعيد سالف مجدها وعزها

وليس بنا من حاجة إلا الإضافة في هذا الموضوع، فان كمبردج وأكسفورد في إنجلترا، والسوربون والكوليج دي فرانس في فرنسا، من أهم دعائم عظمة هاتين الأمتين. ويقال مثل هذا في سائر الجامعات في سائر البلدان. ولعلنا قائلون قريباً مثل هذا القول عن جامعتنا المصرية بالنسبة إلى مصر

المجمع اللغوي وتبسيط قواعد النحو

ذكرنا من قبل أن وزارة المعارف ألفت لجنة من أساتذة الجامعة ودار العلوم ومفتشي اللغة العربية بالوزارة، وأن هذه اللجنة أتمت مهمتها وهي وضع قواعد لتبسيط اللغة العربية وتدريسها لطلبة المدارس

وقد تلقت رئاسة المجمع الملكي للغة العربية كتاباً من وزارة المعارف تطلب فيه من المجمع درس المقترحات التي وضعتها اللجنة خاصة بتبسيط القواعد وموافاتها بملاحظات المجمع على هذه المقترحات. وأرفقت الوزارة بكتابها صورة من قرار اللجنة

وقد أرسلت إدارة المجمع كتاباً خاصاً إلى جميع الأعضاء تبلغهم فيه كتاب الوزارة وصورة مقترحات اللجنة وتطلب إلى كل منهم دراستها وإبلاغ إدارة المجمع ملاحظاته عنها

وقد تلقت الإدارة بعض ردود من الأساتذة الأعضاء تضمنت طائفة من هذه الملاحظات، سترسل إلى وزارة المعارف، بعد وصول تقارير بقية الأعضاء

مؤتمر تعليمي عربي

فتى العرب الدمشقية:

علمت أن وزارة المعارف السورية تدرس فكرة عقد مؤتمر تسليمي عربي تدعو إليه الأقطار العربية كافة، وقد وضعت الوزارة النقط اللازمة لدراستها والعمل على تحقيق هذه الفكرة

وقد اتصل بها أن الوزارة تفكر الآن في إرسال بعثة من الطلاب والأساتذة إلى العراق لزيارة القطر الشقيق وأخرى إلى القطر المصري لتبادل الزيارات بين الأقطار العربية وتوطيد العلائق والروابط بينهما

تأثير اللاسلكي في اللهجات

جاء في نشرة هيئة الإذاعة البريطانية الأسبوعية للإذاعة العربية ما يلي:

بين الأحاديث التي يتناولها برنامجنا لهذا الأسبوع حديث الأستاذ حميدة الذي سيعالج فيه مسألة السينما واللاسلكي وتأثيرها في مختلف اللهجات. والموضوع من حيث فكرته ليس بالجديد في أوربا فقد شغلت هذه المسألة بال علماء اللغة في إنكلترا منذ أن استهدفت اللغة الإنكليزية لخطر النطق المبتور والتعبيرات المهلهلة التي بدأت تتسرب إليها عن طريق بعض الأفلام الأمريكية.

ولا غضاضة - في عرفنا - أن يكون كل من السينما الناطق واللاسلكي أداة لتقريب اللهجات المختلفة، فمصلحة أبناء اللغة الواحدة تقضي بأن يفهموا جميع لهجاتها. ولكن هل من مصلحة أمة تتفاوت في اللهجات كالأمة العربية مثلا أن تتكلم لغة واحدة؟ وإذا كانت المصلحة تقضي بذلك فأي اللهجات ستختار؟ هل تختار يا ترى اللهجة الحجازية أو العراقية أو لهجة مصر أو الشام؟ أو هل يمكن النهوض بالتعليم إذا تكلم جميع أبناء العربية اللغة الفصحى؟ هذه هي المعضلة التي تجابه في إنكلترا أنصار توحيد اللهجات فاللغة الإنكليزية تشمل عدة شعوب وأقوام كل منها يتكلم لغته الخاصة وإذن كان من الصعب التوفيق بين هذه اللهجات المتنافرة؛ وطبيعي أن تثير هذه المسألة اهتمام هيئة الإذاعة البريطانية فسعت لحلها بطريقة من شأنها الاحتفاظ بكرامة اللغة الصحيحة مع عدم المساس بلهجتها المحلية فهداها البحث إلى الاستعانة برأي لجنة استشارية مؤلفة من أعلام اللغة الإنكليزية أسندت إليهم مهمة توحيد النطق ووضع قواعد له وقيدت مذيعها باحتذاء هذه القواعد في إذاعتهم للأخبار والبيانات. واحتفظت فيما عدا ذلك باللهجات المحلية المختلفة وبذلك أمسكت العصا من طرفيها - على حد التعبير الغربي - على أن هذا الحل الوسط إذا أرضى مستمعي هيئة الإذاعة البريطانية فأنه لا يعتبر حلا كاملا لهذه المسألة الدولية التي ما زالت مدار بحث جدلي بين العلماء

حول لجنة من لجان الوزارة. .

حمدنا لوزارة المعارف عنايتها باللغة العربية والعمل على إنهاضها وتقوية أركانها، ووضع ما يضمن للتلميذ حياة أدبية خالصة تقوم على العلم الصحيح والمعرفة الحقة بأساليب الأدب وضروبه. . .

وكنا نرقب مع الراقبين ما تطالعنا به اللجنة المؤلفة من أعلام وزارة التربية والتعليم لمعالجة مشكلة لغة الضاد، وما يجده الطالب من صعوبة في تفهم ما في بطون الكتب من معان وأفكار

وقد قامت اللجنة بوضع المبادئ التي رأتها صالحة لتقوية الناحية الأدبية من نفوس النشء، كما واعتمدت في عملها هذا على ما لها من خبرة واسعة بالتعليم وشئونه. . . بيد أن هناك ملاحظة بخصوص الكتب الحديثة التي اختارتها اللجنة على أنها صورة من أدب العصر، تدرس في معاهد العلم. وقد وقع اختيارها على الكتب الآتية: (قصص القرآن. ويوميات نائب في الأرياف وديوان الجارم. والنظرات. وزينب. وعلى هامش السيرة. والأيام. وديوان حافظ. والفضيلة. والمختار (الجزء الأول). وحياة محمد. ومطالعات في الكتب. وديوان شوقي. والمثل الكامل. وقادة الفكر. وعلى هامش السياسة. وحصاد الهشيم. وضحي الإسلام. وديوان البارودي. وابن الرومي)

وفي ذلك الاختيار كثير من التجني على الأدب والأدباء معا؛ فليس من الخير في شيء أن تختار اللجنة كتابين أو ثلاثة لأديب واحد في الوقت الذي أغفلت فيه طائفة من الأدباء الأفذاذ الذين لهم أثر ظاهر في توجيه الحياة الفكرية في الشرق، ولهم أيضا أدب أثر يمتاز بقوة العبارة وسمو المعنى وجمال اللفظ. . .

وبعد فهذه ملاحظة أردنا أن نسوقها إلى أعضاء اللجنة، وإليهم يساق الحديث

بني مزار

الطهناوي

(الرسالة)

جاءنا في هذا الموضوع طائفة من الرسائل وكلها مجمعة على أن اللجنة لم ترع جانب الحق حين قصرت اختيارها على كتب أعضائها ومن ترجوهم أو تخشاهم من الأصدقاء والرؤساء. . .

حقيقة جامع طوكيو

كتب العلامة السيد سليمان الندوي في مجلة (المعارف) التي تصدر عن أعظم كره (الهند) في عددها الصادر في شهر يونيه حقيقة جامع طوكيو ما يأتي:

(نجم قرن الإسلام في اليابان وأخذت أشعته تنبسط في عواصمها - فأسس أول بيت الله في مدينة كوبي، وذلك قد تم بفضل التجار الهنود. وكان أولو الأمر بهذا المسجد قد سعوا لدى الحكومة اليابانية راجين منها أن تعترف به معبداً للمسلمين رسمياً، فذهب سعيهم سُدًى؛ بيد أنهم أرسلوا هذا العام وفداً من أعضاء لجنة التنظيم للمسجد إلى طوكيو عاصمة اليابان بفضل مساعيهم زال بعض العراقيل من أمامهم

وبعد تشييد الجامع بكوبي شعر المسلمون في طوكيو بحاجة إلى مسجد، لكنهم جماعة قليلة العدد ولا يتيسر لهم أن يجمعوا مالاً كافياً لبناء هذا المسجد بها، ففطن بعض رجال الحكومة اليابانية إلى أهمية عمل هكذا في عاصمة اليابان. ثم فجمعوا من ذوي الخير والسراوة نحو مليون وربع مليون (ين) وبنوا بها جامعاً ومدرسة بجانبها. تم بناء الاثنين وافتتحا رسمياً في شهر مايو الماضي، وأدى رسم الافتتاح المستر (توياما) من دهاة اليابان وهو الذي دخل المسجد أولا ومشى بقدميه قبل الناس فلحقه التتار داخلين مكبرّين، ثم صلوا ركعتين شاكرين، وكان بخارج المسجد سرادق نصب للاحتفال خطب فيه دهاة اليابان وأكابر المندوبين من البلاد الإسلامية. وكان الأمر الذي يبدو عجيبا للمسلمين الحاضرين أن مندوبي أفغانستان وتركيا وإيران لم يحضروا الحفلة؛ ولعل سبب ذلك أن هذا المسجد ذو صبغة سياسية

يقيم في طوكيو زعيم تتاري معروف باسم قربان علي، له مكانة ممتازة نصفها من لون ديني والنصف آخر من لون سياسي - وله جماعة من الأنصار من التتار عدتها خمسة وعشرون رجلاً، وغيرهم من التتار المقيمين في طوكيو وغيرها من مدن اليابان وعددهم يصل إلى خمسمائة على التقريب - كانوا يشكون منه مرّ الشكوى - فاعتقل لذلك في وسط مايو وفوضت الزعامة إلى الشيخ عبد الرشيد إبراهيم فزال بعض العراقيل التي كانت تؤدي إلى عدم تعاون التتار مع رجال الحكومة في شأن المسجد. ثم أرسل رجال طوكيو دعوتهم إلى المسلمين بكوبي يرجون اشتراكهم في أمور جامع طوكيو؛ غير أنهم أجابوا: (نحن مستعدون للاشتراك إذا كان للمسلمين حرية مطلقة في تصريف أموره). فوعدهم رجال الحكومة اليابانية بذلك وها نحن أولاء ننتظر الوفاء. . .)

بدر الدين الصيني

تأديب الناشئة بآداب الدين الإسلامي

أذاعت وزارة المعارف منشوراً على نظار المدارس هذا نصه:

(تحرص وزارة المعارف على أن تكون دراسة الدين الإسلامي مقصوداً بها تأديب الناشئة بآدابه وإحساسها الإيمان الصحيح والخلق السليم، وأن المرء لا يكمل إيمانه حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وتهذيب نفس الناشئ وتقوية عقله وقلبه بالمبادئ الإسلامية السامية مبادئ الإباء والأنفة والمحبة والإيثار والبر والتقوى ليصل بذلك إلى كمال الخلق وليحصل منه القواعد السليمة لصلاته بغيره، وهذه قواعد لحضارة إنسانية يقوم النظام الروحي والحياة لكمال الخلق ويكون الخلق فيها أساساً للمعاملات فيها أساساً الاقتصادية.

وتثبيت هذه القواعد في نفس الناشئة بتفقيههم في قواعد الإسلام وعباداته وتوجيههم إلى إدراك الحياة على أساسها إدراكا علمياً دقيقاً وتفتح أذهانهم بذلك إلى المثل الأعلى الذي يدعو الإسلام إليه وتقويم أخلاقهم ليكون هذا المثل الأعلى غاية مبتغاهم، هو ما نرجو أن يكون الثمرة للتعليم الديني في المدارس حتى يتأتى لمصر بقوة إيمان أبنائها أن تنهض بحظها من رسالة الحضارة في العالم).

جامعة عليكرة الإسلامية

جاء من مراسل الشرق العربي في بمبادئ أن عظمة نواب رامبور قرر أن يساهم بمبلغ كبير في توسيع نطاق جمعية الطلبة في جامعة عليكرة الإسلامية التي يشملها عظمته برعايته.

وجامعة عليكرة فريدة في نوعها في العالم الإسلامي؛ وقد أنشأها السير سيد أحمد خان وهو أول مسلم أذاع فوائد الثقافة الغربية في بلاده، وحاول التوفيق بين هذه الثقافة والثقافة الإسلامية في الهند. وبفضل مساعيه قررت الحكومة الاشتراك في جامعة عليكرة، ولا تزال إلى الآن تدفع لها إعانات مالية تخليداً لذكرى سيد أحمد خان.

وكان المرحوم حميد علي خان والد عظمة نواب رامبور من الذين شملوا الجامعة برعايتهم، وكانت الجامعة في ذلك الوقت تدعى المدرسة الإسلامية الإنكليزية الشرقية.

ومساهمة عظمة نواب رامبور السخية في توسيع جمعية الطلبة جاءت الآن برهاناً جديداً على أهمية اتحاد الطلبة وهو أقدم اتحاد في الهند اشترك فيه عدد كبير من الأشخاص البارزين والطلبة يتمرنون في هذا الاتحاد على الخطابة وغيرها من العلوم والفنون والاتحاد يتمتع باستقلال خاص والطلبة ينتخبون رؤساء الاتحاد ولجانه. وقد تألفت في جامعة عليكرة جمعيات عدة تعني بالدروس الدينية الإسلامية ويلقي فيها كثيرون من الطلبة القدماء محاضرات نفيسة في الشؤون الاجتماعية والدينية.

وقد أنشئ أخيراً في الجامعة فصلان جديدان لتدريس الشرع عند الشيعة والسنيين ويدير هذين الفصلين فرع الشريعة في الجامعة.

وكانت الصلاة في الجامعة تفرض على الطلبة بموجب قانون خاص ولكن هذا القانون لا يعمل به الآن نظراً إلى اهتمام الطلبة بشؤونهم الدينية من تلقاء أنفسهم.

إعادة الحياة بعد الموت

لقد دفع حرص الناس على الحياة منذ العصور القديمة بعض العلماء إلى محاولة إعادة الحياة إلى الأجسام بعد أن تفارقها أرواحها. وزعم فريق منهم أنهم قاموا بتجارب رجحت إمكان وصولهم إلى ما يبتغون. ولعل أحدث تجربة من هذا النوع هي التي قام بها الدكتور روبرت كورنيش أحد أطباء كلفورنيا ولكنه لم يجرها على إنسان بل على كلب.

وطريقة ذلك أنه خدر الكلب بالكلوروفورم ثم قتله به. وبعد أن تأكد أن الكلب أصبح جثة هامدة انتظر بضع دقائق ثم حقنه في القلب بمادة الأدرنالين ومدده على مائدة في الهواء الطلق. فبعد دقائق لاحظ أن القلب عاد يعمل وأن دقاته بدأت تعود إلى حالتها الطبيعية.

وبعد بضع ساعات استطاع الكلب أن ينهض وأن يلعق بعض السوائل؛ وبعد عشرة أيام استطاع أن يتناول طعاماً، ثم يحرك رجليه بضع خطوات.

ولكن الدكتور لاحظ أن الكلب لم يستعد قواه الذهنية وأنه فقد الكثير من حساسيته، إذ أصيب بالصمم فلم يسمع صفيراً حاداً كما فقد حاسة الشم؛ وضعف نظره ضعفاً شديداً فكان لا يرى إلا المرئيات القريبة الكبيرة الحجم كما أن صوته ضعف فاصبح لا يقوى على النباح.

وظل الكلب يعاني هذه الحالة ثلاثة شهور ثم فاضت روحه من الضعف الشديد الذي أنهك جسمه.

على أن الدكتور روبرت كورنيش يزعم أن هذه التجربة التي قام بها تعتبر الأولى من نوعها من حيث نتيجتها، كما أنها مكنته من ملاحظة حالات سيسترشد بها في التجارب القادمة التي اعتزم القيام بها.

وبالرغم من أن بعض العلماء يرجحون إعادة الحياة إلى الأجسام التي تفارقها أرواحها، فهم يشكون في إمكان إعادة الحساسية إلى الأعضاء والقوة إلى الذهن. وأقصي ما يطمعون فيه هو أن يطيلوا خفقان القلب بضع ساعات يتمكنون فيها من القيام ببعض الأبحاث العلمية.