مجلة الرسالة/العدد 263/الكتب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 263/الكتب

ملاحظات: بتاريخ: 18 - 07 - 1938



المعجم القضائي

تأليف الأستاذ خليل شيبوب

هذا سفر آخر ينضاف إلى (معجم النبات) للدكتور أحمد عيسى و (معجم العلوم الطبيعية) للدكتور شرف و (معجم الحيوان) للدكتور الفريق أمين المعلوف ليهيئ اللغة العربية إلى مجاراة الحضارة الثقافية لهذا العهد

إن اضطراب شأن المصطلحات في لغتنا أمر معروف. ولو أخذنا نرقب أعمال مجمع اللغة العربية في سبيل تقويمه لنفد الصبر قبل أن تنقع الغلة. فنهوض أفراد من العلماء والأدباء إلى تصنيف المعجمات المختلفة - وإن انطوت هنا وهناك على مغامز - أمر واجب وحقيق بالتنويه

فهذا الجزء الأول من (المعجم القضائي) لصاحبه الأستاذ خليل شيبوب الأديب الإسكندري والشاعر الابتداعي المعروف. وميزة هذا المعجم أنه يترسم المنهج العلمي للمصادر والمراجع القديمة والحديثة التي يقوم عليها، نحو (أحكام القرآن) للجصاص و (رد المحتار) لابن عابدين و (بدائع الصنائع) للكاساني و (تنوير الحوالك) للسيوطي و (كتاب الموافقات) للشاطبي ثم (كتاب الفقه على المذاهب الأربعة) لعبد الرحمن الجزيري و (القانون الدولي العام) لسامي جنينة ومؤلفات أخرى أمثال نجيب الهلالي والسنهوري وعبد السلام ذهني

وقد استعان المؤلف - فوق هذا - بكتب أدبية، نحو (المخصص) لابن سيدة و (صبح الأعشى) و (نهاية الأرب) فأحسن، وهنا فات المؤلف أن يرجع إلى (مقدمة) ابن خلدون و (الأحكام السلطانية) ثم إلى المعجمات المقصورة على الاصطلاحات، مثل (التعريفات) للجرجاني و (الكليات) لأبي البقاء و (كشاف اصطلاحات الفنون) للتهانوي، فضلا عن أنه أهمل تصانيف المستشرقين ولاسيما مباحثهم المنشورة في دائرة المعارف الإسلامية

ومن ينظر في هذا المعجم يطمئن إلى الطريقة التي أجرى عليها لما يلازم الفصول والفقر من البحث المطرد والتقصي والتفصيل. غير أن المؤلف قليلاً ما يثبت المظانّ، فيجهل القارئ آللفظة مما استعمله القدماء أم هي من وضع المحدثين

هذا ومما يحسن التنبيه إليه، على سبيل الإشارة، أن المؤلف - في تضاعيف معجمه - يقول:

(أ) ص88 - (جيش الاستعمار). والمراد (جيش المستعمرات) (لأن جيش الاستعمار) هو الذي يُجهَّز لفتح البلد المطلوب استعماره. وأما (جيش المستعمرات) فهو الذي يُعبأ من أهل البلاد المستعمرة. والعبارة الفرنسية تنظر إلى المعنى الأخير

(ب) ص231 - (طائفة) والمراد (ملّة) بمعنى جماعة دينية (ودليل ذلك (كتاب الملل والنحل) للشهرستاني و (المجلس المللي) عندنا في مصر. وأما لفظة (طائفة) بهذا المعنى فمستحدثة على ما أظن)

(ج) ص301 - (العرف. العادة) للمبادئ القانونية (المستمدة من التقاليد والعادات) والوجه أن لفظة (العرف) وحدها تفيد المعنى المقصود. وأما لفظة (العادة) فلها مدلول آخر معروف وإن جاور مدلول لفظة (العرف)

وبعد، فالمعجم في جملته نفيس لا سبيل عنه لمن يشتغل بالقضاء والمحاماة واللغة

ب. ف

علم النفس في الحياة

تأليف ماندر

ترجمة الأديب نظمي خليل

طبع بمطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر

يعتبر علم النفس من العلوم الحديثة التي أخذت تهم جمهور الباحثين ولاسيما بعد أن انفصل من الفلسفة وأصبح له طابع العلم الصحيح. فبعد أن كان الباحث يحاول أن يقف على خصائص الروح ومواطن العقل وعلاقته بالجسم وغيرهما من المسائل الدقيقة الفهم، البعيدة المنال، أصبح الآن يفسّر جميع مظاهر سلوك الإنسان ويعالج مشاكله النفسية والاجتماعية بالطرق العلمية المعروفة وهي الملاحظة والتجربة

ولقد تقدم البحث في علم النفس في الخمسين سنة الأخيرة تقدماً كبيراً حتى تغلغل في سائر العلوم الأخرى كالطب والتربية والاقتصاد والقانون، كما نشطت حركة التأليف في علم النفس الاجتماعي ومحاولة تفسير جميع علاقات الإنسان في ضوء النظريات السيكولوجية الحديثة مما كان له أكبر الأثر في رقي المجتمع وسعادة الأسرة

ومن بين الكتب الحديثة التي عالجت هذا الموضوع، هذا الكتاب الذي عنيت بنشره لجنة (التأليف والترجمة والنشر) والذي ترجمه إلى اللغة العربية الأستاذ نظمي خليل ترجمة صحيحة تتوافر فيها دقة التركيب وجودة اللفظ وسلاسة الأسلوب

أما موضوع الكتاب فقد شرحه الدكتور (عبد العزيز القوصي) في مقدمته إذ قال: يبدأ الكتاب بالتحدث عن الأسس الأولية التي تتكون منها الشخصية ثم طريقة هذا التكوين ثم يعرض إلى وسائل تنمية العادات الطيبة واستئصال العادات الضارة، ويتخلل هذا الكثير من التفسيرات الصحيحة لغرائب السلوك عند الكبار والصغار، فهو يفسر لنا سلوك من نقابل من أخواتنا وأطفالنا وأصدقائنا وتلاميذنا وأزواجنا ورؤسائنا ومرءوسينا كما يفسر لنا الكثير من سلوكنا الخاص، وما يدخل في هذا السلوك من القوى والدوافع شعورية كانت أو لاشعورية، فطرية أو مكتسبة. ولا ريب أن هذا النوع من المعرفة يجعلنا أقدر على التعامل مع غيرنا ويجعل حياتنا أكثر احتمالا، وسعادتنا أقرب منالا)

فنحن نرحب بهذا النوع من التأليف العلمي الذي سيتيح لقراء العربية الوقوف على بعض تلك الموضوعات الشائقة والمسائل الدقيقة

(* * *)