مجلة الرسالة/العدد 262/رسالة الشعر
المظهر
مجلة الرسالة/العدد 262/رسَالَة الشِّعر
وحي الشاعرية
مصريات
للأستاذ حسن القاياتي
الجمود العلمي - مشيخة الإسلام - أمنية الإصلاح - مناجاة
الشرق خلال العصر - النيل والحرية - الرياء والذلة -
الانتخابات الزائفة - إلى المنبت
من الملائك في زيِّ الأَناسيِّ
تبارك اللهُ يا مصر الأَمانِيِّ
النيل مجتمع الحسنى كما احتشدت
ملاحةُ الروض في خَدِّ الأقاحيِّ
علمٌ وجنَّاتُ نبت مصر بينهما
أحظى من النحل بالشهد النباتيِّ
العلم حلية عصر نحن شارته
صوغَ الهلال على العام الهلاليِّ
من يحك عَنَّا يردِّد كلَّ ساحرةٍ
كالعود ترجم للصوت الغنائيِّ
أدل بالغرْب جيلٌ أوّليتُهُ
لم تشهد الحسنَ لغربيَّ
كُنا وكانوا فتلك الشمس مخبرةً
أن ليس في الغرب نُورٌ غير شرقيَّ
في عين شمسٍ لنا أو أرض أندلُس
وَادٍ من العلم صخَّابُ الاوَاذِيِّ
لنا البديعُ كأَن الشمس قد نُثِرتْ
صبغاً على كل حالٍ منه شمسيِّ
سحر اليراعة فنَّ كم نساجله
بكل صنَّاعةٍ للسحرِ فنيِّ
ما أرسلت مصرُ بالتبيان ساحرةً
إلاّ وقد حاسنته بالقباطيَّ
عطفاً على لغة التنزيل إن لها
في ندوة الحيَّ شأناً غير منسي
صونوا البيان فللدولات ناهضةً
شَأوُ في وقع الرُّدَيْنيِّ
مصرٌ على قِلِةٍ في مصر مكثرةٌ
عَدَّ الأماجيد كالرقم الحسابي
نمشي إلى جنة العلياء نسلُبها
برد الجوانح من ظلٍّ ومن رِيّ
الجدُّ يعليك فيمن لا تشابُههُ
كالأَرض تخطر في ركب الدَّرارِي
النيل بالأزهر الوضاح نهضته
كالبيت قام على الركن اليماني
ما أنبل الأزهر الديني يقبسه
عهدُ الصقليَّ من عهد التِّهاميِّ
لله شيعيّة صَلّتْ بقبلته
فَراح أزهر سُنيِّ وشِيِعيَّ
ما أجدر العلم أن يحيا بموثقه
وُدُّ الشتيتين مشدود الأواخيَّ
بيتٌ وبيتٌ أقام الرشدُ مدرسةً
بالقاهريّ وصلَّى بالحجازيَّ
واهاً له أزهراً لو أن عالمه
مشى إلى الدين في الرأي الأمامي
العلم يَفْتَنُّ وَضَّاحاً فنطلبُهُ
بالأزهريِّ مُقيماً في الأحَاجيِّ
غفرانك الله إن العصر مُدَّخِرٌ
للأزهريين ذكراً غير مطويِّ
يا أزهر العلم دُمْ للشرق مدرسةً
عَزَّ العراقيُّ فيها بالشاميِّ
حيَّ الجديد فما يرضَى معارضهُ
حتى لدى الموت قبراً غير عصريِّ
لا نضرَّ الله للتثقيف آونةً
أنحت على الوحي بالشرح الخرافيِّ
عَهْدٌ تزار به الموتى لخشيتها
وربك الحيُّ فيه غير مخشيِّ
إن الكتاب الذي صَلَّى بسورته
محمدٌ بَاتَ صَوْتاً في الأغانيِّ
غنت به (أم كلثومٌ) فجاوبها
من (آل رفعت) أَشْبَاهُ القْمَاريِّ
دين الحنيفيِّ لا يُجْزَى بأزهره
خيراً ويجزاه للدين السِّيَاسِيِّ
الشرع في القوم يبنيه ويهدمه
غاوٍ تأنق في الحلم المَناميِّ
أزرى على العلم والدنيا مثقّفةٌ
علامةُ النَّاسِ بالعلم اللَّدُنِّيِّ
قطب من الرشد أدنى ما يؤُمُّ له
من السماحة في القطب الشماليِّ
إذا تشكيت للمنَّاع لاِعِجَةً
سقيت رِيًّا من الماءِ السَّرَابي
زين للشيوخ حَرِيٌّ أَنْ يُسَدِّدَهُ
هُدَى الكتاب إلى الجواد الفراتي
لا أظلم الجودَ كم سحتوت أرملة
لدى (الإمامين) والقبر (الحسيني)
يعطي لدى كل قبر كل مكتنز
باب الزكاة لديه عير مرضِيّ
بنو الحياة حُلاها كيف نطلبها
بكل غادٍ على الموتى قرافي؟؟
لله علامة بالدين يعصمه
إن بات عالم دين غير ديني
مِلْءُ العيون سنا والشرق محمدة
مِلْءُ النفوسِ هدى مِلْءُ الأماني
إن دام للأزهر الوَضَّاءِ حاضِرُهُ
فالأحمديُّ به فوقَ المراغي
تبا لمشيخة الإسلام يفرضها
مَنْ ينزل الوحي بالأمر الوزاري
شيخ ومن أين للإسلام مشيخة
لولا تكذّبُ داعٍ أو حواري؟
معليك يا دين إن شابتك زائفةٌ
فَلَّ الزجاجَ برأي منه ماسِيِّ
باسم الولاية كم شيخ مراشفه
على يدَيْ كل (شَبَّاك وسُبْكيِّ)
الغرب يضحك والإِسلام يخجله
من شيخه قبلة في كفِّ سُوقيِّ
بعضُ العمائم يطويه على سخَفٍ
دين العفيفيِّ عن وحي السباعي
صاد الرفاعيُّ ثعباناً فأَلَّهَهُ
يا آيَ موسى هنيئاً بالرفاعيِّ
هيهات لن يؤمن الأشياخ أو يصلوا
دون الأَناسيّ خلاَّق الأَناسيِّ
يا مصلح الأزهر المصدوق آمله
حياك باريه بالروح السَّماَويّ
طبعت للنفع طبع الشمس منتحياً
إلى الهُدى سنة النور الصباحيّ
للدين ندعوك، للإصلاح يؤنسُهً
مجدُ القُدَامىَ، وللنبت العصاميّ
أقبل كوصفك نوراً أَيَّ مشترك
لا خير في شيمة العلم الأَنانيّ
الدين إن لم تَصُلْ بالعلم حجته
فاز الخرافيُّ منه باليقينيّ
أعمل حجاك فما أحرى بنيِّره
أن يجلي الله في العرش الإلهيّ
ذمّ القديمُ فما أصفى بتكرمة
سوى عتيد العلى من كل عاديّ
أُفٍّ لنفسي فما ترضى بصالحة
ليس العصاميُّ فيها بالعظاميّ
جهل الأبوة بين النشء مقتلة
ماذا يحب من الداء الوراثيّ
في معهد أبناءٌ أبُوَّتُهُمْ
في معهد الدين ألْفَوْا كل عصريّ
إن الحنيفيّة الغراء يشغفها
لُبُّ الثقافيّ في هدْى الحنيفيّ
يا رُبّ دمع الإسلام متَّهم
كما تسمَّعتَ للنوح الحماميّ
خافوا على الدين من علم وفلسفة
ما أنت يا دين بالصرح الزجاجيّ
عداوة العلم والإسلام يعشقه
سجية الإِفن في اللُّبّ الثقافيّ
العلم أجمع فيه الخير أجمعه
كالنحل ماذية رفَّتْ بماذِيّ
مهلاُ بني العصر قد جنت شمائله
إن الهداة حمام عند بازيّ
لا السَّرحُ يحميه من أودت بعصمته
دُنيا الفُتُونِ ولا الراعي بمحميّ
مَنْ نصطفيه لدى الإصلاح ترجمةً
لآية الرشد في العصر الإباحيّ؟
يا آسي الشرق إن الشرق محتشداً
يجزيك نعماءِ هادٍ عند مَهدِيّ
واهاً لوصفك مسكيًّا ننافحه
بكل ذاكٍ من الأَمداحِ مِسْكِيّ
خُذْنَا إلى النور لذاعاً بميسمه
فلن تضئَ بنورٍ غير ناريّ
الجدُّ من بغية الإصلاح أنجبه
خلِط الحريريّ منه بالحديديّ
السائسُ البرُّ جبارٌ يصرفه
لُبُّ الدراسيّ في عزم الحماسيّ
بدِّدْ من الجهل ليلاً أنت غُرَّته
إن الصَّباح من الليل الغُدافيّ
يا حلكة الجهل فضّاحاً بسبَّته
متى تجليك بالضوءِ النَّهاريّ؟؟
لا أكذب العصر إن العصر مختلفٌ
مجد الرشيد وأكوابُ النواسيِّ!
بنا ظِماَءٌ إلى الساقي على يده
كأس تدفق بالٍسَّمّ الشَّرَابي
ويحي على النيل إن ردت مشارعه
رِيَّ القلوب من العذب الزلاَليّ
تلك الكؤوس ملاءً كيف يجرعها
من يرهن النيل في الدين العقاري
نقضي من الدين ما نخزي بمطلبه
وللكرامة دين غيرُ مقضِيّ!
لُؤمُ التصرُّف إذ نودي بنافعةٍ
قد لَفّ حَاجِيهَّا ثوبُ الكماليّ
إنَّا لنحمل بالآداب زائفةً
عبء الخدود من الورد الصِّناعي
كم في الشمائل مطليٌّ نخادعه
بكل خدٍّ صنيع الحسن مَطْلِيّ
نُنُحي على الحسن إغواءً وتحليةً
كالشعر يحنو على السحر الخياليّ
ما أعدل الحسن تجزينا لواحظه
على تصبّيه سحريًّا بسحريّ
يا ربُّ، يا ربُّ خُذْ للنيل من فئةٍ
ألقَتْ على مصر عاراً غير مصريّ
خافوا علي زيفهم من كل منتقدٍ
يا ليث رحماك للدَّلّ الكناسيّ
لو أُرَّخَ الفتحُ لم يعدل مُؤَرّخُهُ
(بيوم بدر) سوى (يوم البداري)
يوم البداريّ فوز ليس يعدله
للنيل فوزٌ سوى النصر العرابيّ
لله درُّ فلان لست أغمزهُ
ولا رثى الله للعّهد الفُلاَنِيّ
عهد بكينا له إبَّان مولده
شرَّ العهود وولَّى عيرَ مبكيّ
أنحى على الفكر نفسيًّا فوا كبدي
هل أنبت السعد فكرٌ غير نفسيّ
إن كان صاحبُ لُبٍّ ليس يعمله
فأين حدثتَ بالُّلبّ الجمادي؟
خُلْفُ الطوائف للأصلاح منقبة
شمائل الرشد في الرأي الخلافيّ
لا يملك الشائنُ الفَضَّاحُ منزلةً
بين الأبيين من ناهٍ ومنهيّ
الْحُرُّ للخطة العلياء غضبته
وغضبة الوغد للرأي العدائيّ
عُبَّاد كل رئيس لمة ضربت
في مصرفي مصنع الضرب الحكومِّي
هَمَتْ براعاتهم بالحق منصلتاً
وَيْحَ الحديديّ من وقع الحريري!
وا حر قلباه كم نفضي إلى شرسٍ
من الأَناسِيّ في صولات جِنِّيّ
الأمر يبرم سِرّيًّا فَتُلهَمُهُ
منابتُ الغيّ من بادٍ وسريي
وعدُ المحبين مأْتِيٌّ فإنْ ظفرت
به العُداة فوعدٌ غيرُ مَأْتِيّ
قيل انتخاب فعاذوا في نيابتهم
بكل ذئب حديد النَّاب وحشيّ
ما أقتل العدل في الشورى إن التفتت
عن كل محتفل بالرأي شورى
ضحوا بكل أبيٍّ ليس يفجعهم
أن رَدَّ دُستورهم بعض الأضاحيّ
ويح الكراسيّ للنُّواب كم حملت
أشلاء جَلْدٍ على سلبِ الكراسيّ
إن الدساتير إن خطت معطلةً
قتل الأمانيّ بالُّلؤْم الكتابيّ
ما أعدل الله فرداً في حكومته
وأعدل الحكم شورى عير فرديّ
للرفق إلمامةٌ بالنبت واعظةٌ
مثل الجفون ألَمَّتْ بالأناسيّ
يا نبتة النيل يا أذكى صحائفه
حييتما بين فَدَّاءٍ ومَفْدِيّ
ألنَّبْتُ للنيل فلينْهَدْ لعزته
بالجد بالعلم، بالسحر البيانيّ
السكرية - دار القاياتي
حسن القاياتي