مجلة الرسالة/العدد 222/نقل الأديب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 222/نقل الأديب

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 10 - 1937



للأستاذ محمد إسعَاف النشاشيبي

231 - وأما بذل بقول فمحال

في (محاضرات الأدباء): كان محمد بن بشير ولي فارس فأتاه شاعر فمدحه فقال: أحسنت! وأقبل على كاتبه وقال: أعطه عشرة آلاف درهم، ففرح الشاعر، فقال: أراك قد طار بك الفرح بما أمرت لك. يا غلام، أجعلها عشرين ألفاً. فلما خرج قال الكاتب: جعلت فداك! هذا كان يرضيه اليسير، فكيف أمرت له بهذا المال؟! فقال: ويحك! أو تريد أن تعطيه ذلك؟ إنما قال لنا كذبا سرنا، وقلنا له كذبا سره، فما معنى بذل المال؟ أما قول بقول فنعم، وأما بذل بقول فمحال

232 - فتركتها للناس لا لله

أبو جعفر القرطبي:

وأبي المدامة وما أريدُ بشربها ... صلَفَ الرقيع ولا انهماك اللاهي

لم يبق من عصر الشباب وطيبه ... شيء كعهدي لم يحل إلا هي

إن كنت أشربها لغير وفائها ... فتركتها للناس لا لله

233 - راقه باعتداله وهندسته

في (أدب الكتاب) للصولي: كتب سليمان بن وهب كتاباً إلى ملك الروم في أيام المعتمد (العباسي) فقال: ما رأيت للعرب شيئاً أحسن من هذا الشكل، وما أحسدهم على شيء حسدي إياهم عليه

وإنما راقه باعتدالته وهندسته وحسن موقعه ومراتبه

234 - وهذا أيضاً مما يكتب

كان أبو حاتم السجستاني يكتب عن الأصمعي كل شيء يلفظ به من فوائد العلم حتى قال فيه: أنت شبيه الحفظة تكتب لغط اللفظة. فقال أبو حاتم: وهذا أيضاً مما يكتب

235 - الحجاج الكهاكه في (الفائق) للزمخشري: الحجاج كان قصيراً أصعر كُهاكِهاً: هو الذي إذا نظرت إليه كأنه يضحك وليس بضاحك، من الكهكهة

236 - فأجتمع له العمى من جهتين

ابن الأثير في كتابه (المثل السائر): بلغني عن أبي العلاء ابن سليمان المعري أنه كان يتعصب لأبي الطيب حتى أنه كان يسميه الشاعر، ويسمي غيره من الشعراء باسمه، وكان يقول: ليس في شعره لفظة يمكن أن يقوم عنها ما هو في معناها فيجيء حسناً مثلها. فيا ليت شعري أما وقف على هذا البيت:

فلا يبرم الأمر الذي هو حالل ... ولا يحلل الأمر الذي هو يبرم

فلفظة حالل نافرة عن موضعها وكانت له مندوحة عنها لأنه لو أستعمل لفظة (ناقض) لجاءت اللفظة قارة في مكانها. لكن الهوى - كما يقال - أعمى. وكان أبو العلاء أعمى العين خلقة وأعماها عصبية. فأجتمع له العمى من جهتين

237 - لصحت بهذا البيت

في (الكنز المدفون): روى عن الشيخ العارف بالله أبي العباس السياري أنه قال: لو صحت صلاة بغير قرآن لصحت بهذا البيت:

أتمنى على الزمان محالا ... أن ترى مقلاتيَ طلعةَ حرِّ

238 - بأنامل الحور على النور

قال جحظة في أماليه: حدثني أبو حرملة قال: قال علي بن عبيدة الريحاني: حضرني ثلاثة تلاميذ لي فجرى لي كلام حسن فقال أحدهم: حق هذا الكلام أن يكتب بالغوالي على خدود الغواني

وقال الآخر: بل حقه أن يكتب بقلم الشكر في ورق النعم

وقال الآخر: بل حقه أن يكتب بأنامل الحور على النور

239 - وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم

قال الحريري في كتابه توشيح البيان: كان أحمد بن المعذل يجد بأخيه عبد الصمد وجداً عظيماً، على تباين طريقيهما؛ لأن أحمد كان صواماً قواماً، وكان عبد الصمد سكيراً خموريا وكانا يسكنان في دار واحدة ينزل أحمد في غرفة أعلاها وعبد الصمد في أسفلها، فدعا عبد الصمد ليلة جماعة من ندمائه، وأخذوا في القصف والعزف حتى منعوا أحمد الورد، ونقضوا عليه التهجد، فاطلع عليهم وقال: (أفأمن الذين مكروا السَّيئاتِ أن يخسف الله بهم الأرض)

فرفع عبد الصمد رأسه وقال: (وما كانَ الله ليعذِّبهم وأنتَ فيهم)

240 - جمال، جلال، كمال

قال أحد العلماء: تجلى الله على المسجد الأقصى بالجمال، وعلى المسجد الحرام بالجلال، وعلى مسجد الرسول بالكمال

فذلك يوقف النواظر، وذاك يملأ الخواطر، وهذا يفتح البصائر

241 - وتسكينها حركات الطرب

في (المُغرب في حلي المَغرب): قال أمين الدين بن أبي الوفاء شاعر الفسطاط في مغن مبدع:

تنبّأ محمدُّ في فنّه ... وآيته أن شدا أو ضربْ

بقولِ أعاجم أوتاره ... أقاولُ تخرس فصْح العربْ

فتحريكُها سكنات الأسى ... وتسكينُها حركات الطربْ

242 - رأينا العفو من ثمر الذنوب

في (خاص الخاص): كان الصاحب إذا أنشد بيت السلاميّ

تبسّطنا على الآثام لما ... رأينا العفو من ثمر الذنوب

يقول: هذا (والله) معنى قد كان يدور في خاطر الناس فيحومون حوله ويرفرفون عليه ولا يتوصلون إليه على قرب مأخذه، حتى جاء السلامي فأفصح عنه، وأحسن ما شاء، ولم يدر ما رمى به

243 - بيضاء وخضراء وسوداء

يونس النحوي: الأيدي ثلاث: يد بيضاء، ويد خضراء، ويد سوداء. فاليد البيضاء هي الابتداء بالمعروف، واليد الخضراء هي المكافأة على المعروف، واليد السوداء هي المن بالمعروف

244 - . . وامش حيث شئت

سأل رجل أحد الأئمة: إذا شيعنا جنازة فقدامها أفضل أن نمشي أم خلفها؟

فقال: اجهد أن لا تكون عليها وامش حيث شئت. . .