مجلة الرسالة/العدد 213/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 213/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 02 - 08 - 1937



مختارات من أدب الرافعي

(انقطع الرافعي عن التعلم في المدارس بعد حصوله على الشهادة الابتدائية لعلة أصابته في أذنيه، فكان لذلك أثر شديد في نفسه، وكان بذلك يرى نفسه وهو في العشرين كأنما ودع الشباب؛ فهو كثير الالتفات إلى الماضي والحنين إليه؛ وما كان له ماض بعد إلا المدرسة التي هجرها برغمه من جراء العلة التي نالته. فاستمع إليه في القطعتين التاليتين يتحدث عن المدرسة وعهد الدراسة كما يتحدث الشيخ الهم عن ماضيه البعيد. والقطعتان من أول ما قال الرافعي من الشعر وهو ابن عشرين سنة). أما القطعة الثالثة فقد ألقاها في الحفلة السنوية لجمعية الاتحاد والإحسان السورية المصرية بطنطا في 22 أبريل سنة 1921

محمد سعيد العريان

(1) زمن الدراسة

زمن كالربيع حلّ وزالا ... ليت أيامه خُلقن طوالا!

يحسب الطفلُ أنه زمن الهمِّ ... وما الهمُّ يعرف الأطفالا

يا بَني الدرسِ، مَن تمنَّى الليالي ... كلياليكمُ تمنَّى المحالا

ليلةٌ بعد ليلةٍ بعد أخرى ... وليالي الهنا تمرُّ عِجالا

قد خَبَرْناَ الأنامَ في كل حالٍ ... فإذا الطفلُ أحسنُ الناسِ حالا

وهو إن جدَّ لم يزل في صعودٍ ... وكذا البدرُ كان قبلُ هلالا

غير أن الكسولَ في كل يوم ... يجد اليومَ كلَّه أهوالاً

ويرى الكُتْبَ والدفاتر والأقْ ... لامَ وأوراق درسِه أحمالا

وإذا ما مشى إلى قاعة الدرْ ... سِ ذراعاً يظنُّه أميالا!

من يقم في الأمور بالِجْدِّ يَهنْأْ ... والشقا للذين قاموا كسالى

وزمانُ الدروس أضيق من أَن ... يجدَ الخاملون فيه مجالا

أيها الطفلُ لا تضيِّع زماناً ... لستَ تَلْقَي كمثله أمثالا

ربما نلتَ ما يفوتُ، وهَيها ... تَ إذا فاتَكَ الصِّبَى أن تنالا!