مجلة الرسالة/العدد 21/(جاردن ستي) والريف

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 21/(جاردن ستي) والريف

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 11 - 1933



// لمن مقاصير خلف الجسر ضاحكة ... يشرقن في العين إشراق الضحى الحالي

تلهو الهناءة نشوى في مسارحها ... ويمرح الأنس فيها هادئ البال

ألقى النعيم العصا في ظل سرحتها ... وراح يرسل فيها ذيل مختال

ملاعب لبني الدينار ناضرة ... خضراء تنضح آمالا لآمال

فلو رآهن كسرى الفرس لاقتحمت ... عيناه إيوانه في عصره الخالي

تحبو لدات الدرارى فوق عاتقها ... وتطلع الشمس من عرينها العالي

زهراء رفت رياحين الحياة بها ... بيضاء دون سناها ومضة الآل

ترنو عيون الأماني في مشارفها ... ويبسم العيش في بشر وإقبال

إن كانت الخلد تحكيها فوا لهفي ... قد قصرت عن منال الخلد أعمالي

يا أخضر العيش ما للريف تهجره ... كأن قلبك عن أنصافه سال؟!

تركته تستبد الحادثات به ... ويستطيل الأسى في عوده الحالي

كم بالقرى من قلوب سلن من شجن ... قد أوغل اليأس فيها أي إيغال

كم بالقرى من جفون غاض مجمعها ... من طول ما نزفت من دمعها الغالي

مشى نذير الضنى في سندس خضل ... وشوهت صفحتيها أزمة المال

فما الصباح إذا يبدو بمتسق ... ولا الغدير إذا تلقى بسيال

ولا الهزار صدوح في خمائلها ... يشدو لدى الماء في خفض وإرسال

ضاف من البؤس رواها فأترعها ... فغير القوم من حال إلى حال

لا تشهد العين من أبنائها أحدا ... إلا خدين هموم ثوبه بال

يمضي النهار وحر الشمس يلفحه ... رطب الجبين دءوبا غير مكسال

وحوله مثل أفراخ القطا زغبا ... باتوا إلى الفجر في سهد وإعوال

الله يعلم لم أكفر بحكمته ... لكنها خطرات هجن بلبالي

هذا يهاب الصبا تدمى أنامله ... وذاك يعسف في فقر وإذلال

علي ش