مجلة الرسالة/العدد 20/الكتب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 20/الكتب

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 11 - 1933


دائرة المعارف الإسلامية

أغلاط الكراسة الأولى

للدكتور عبد الوهاب عزام

لا يماري أحد في أن شباننا الذين شرعوا يترجمون دائرة المعارف الإسلامية جديرون بالإعجاب لعظم مقصدهم، وصدق عزيمتهم، واعتدادهم بأنفسهم في الاضطلاع بعمل بعيد المدى، عظيم الشقة. وإنا لنرجو أن ينالوا من التأييد والإقبال ما يفي بمثوبتهم على هذا العمل الجليل.

منعتني أعمالي أن أبادر إلى قراءة الكراسة الأولى من الترجمة العربية. فلما أتيحت الفرصة منذ أيام أقبلت على قراءتها إقبال المغتبط المتشوق، فقرأت الكراسة كلها في ساعات قليلة ولم أحس ضجرا ولا تعبا.

وقد ألفيت اثناء القراءة أغلاطا كثيرة أعرضها على القراء والمترجمين في الفقر الآتية:

1 - فمن الغلط في أسماء الناس والبلدان:

أرزن روم ص 10. والصواب أرزن الروم. وفي الأصل أرضروم فلم يبق المترجم على الاسم التركي، ولا اهتدى إلى التسمية العربية، ومن ذلك القرم ص 11 والصواب القريم، وكبجاك ص 14. والصواب ففجاق، وأحمد تكدر ص 15. والصواب تكودار، وكتاب قرقد والصواب قورقود كما يكتبها الترك، ومن ذلك أتميدان ص 42. والصواب آت ميداني. وهو ميدان في استنبول كان الرومان يسمونه هيبودرم فسماه الترك آت ميداني أي ميدان الخيل، ومن ذلك إروان أسم مدينة ص 49. والصواب أريوان، ومحمد صقلي باشا ص 56. والأتراك يكتبونه صوقوللي فيحسن أن يكتب بالعربية صوقولي، وججرات أسم مدينة في الهند ص 57. والصواب كجرات، وججتاي أسم لهجة تركية والصواب جغتاي بالغين.

2 - ومن غلط الأسماء الناشئ من الإضافة الفارسية وظن المترجمون أن حرف في الأصل يقابل الياء، وهو كسرة لا غير: آب - ي حياة ص1 والصواب آب حياة، وكتابي قرقد ص21 والصواب كتاب قورقود بغير ياء، وجلزاري إبراهيم ص 35 والصو جلزار إبراهيم، وسجلي عثماني والصواب سجل عثماني، ومدخلي حقوقي دول ص 55 والصواب مدخل حقوق دول، وتاريخي حقوق بين الدول ص 56 والصواب تاريخ بغير ياء، ونوسالي ثروتي فنون ص 56 والصواب نوسال ثروت فنون، وسالنامي ثروتي فنون ص 56. والصواب سالنامه ثروت فنون، وطبقاتي أكبري ص 57 وفارس نامي ص 60 وواقعاتي دراني ص 24 وتاريخي أحمد ص 24 وحياتي أفغاني ودرى دراني ص 24 والصواب في هذا كله طبقات أكبري، وفارس نامه، وواقعات، وتاريخ، وحيات ودر بغير ياء في الكلمات الأربع، وأفضع من هذا كله دري سعادت أسم استنبول. والصواب در سعادت.

3 - ومثل هذا الغلط في نقل العبارات التركية:

فقد ترجموا (آبازه كوشكي) فكتبوا كيوشكي آبازه ص 10 والصواب كوشك آبازه فإن الياء الأخيرة ياء الإضافة في التركية. فإذا نقل التركيب إلى العربية فلماذا تبقى الياء؟ ثم الياء بعد الكاف في كيوشكي غلط آخر. (وطوب عربجلري ص 51 والصواب طوب عربجيلري بالياء الثقيلة وزيادة ياء بعد الجيم. والناس في مصر يقولون عربجي لا عربج. وأصوب من هذا طوب آرابه جيلري) وايج شاهينجلر ص 45 والصواب شاهينجيلر بزيادة ياء بعد الجيم.

4 - ومن الغلط في رسم الكلمات الفارسية والتركية والكلمات العربية المستعملة في هاتين اللغتين:

سياسة نامه. والصواب سياستنامه أو سياست نامه، وجينليكيوشك ص 31 والصواب جينلي كوشك. وإن أريد الترجمة فالكوشك الصيني، وسياحات ص 31 والصواب سياحت، وأوليه. والصواب أوليا، وخاطيرات ص 56 والصواب خاطرات جمع خاطرة، وخندمير ومير خند ص 60 والصواب خوندمير ومير خوند. وكجوك وبيك ص 50 والصواب كوجك وبيوك، وحياة خان ص 24 والصواب حيات، وآتش كده ص 60 والصواب آتشكده، وقترجي أوغلو ص 10 والصواب قاطرجي، وبيرمي سكز جلبي محمد ص 58 والصواب يكرمي سكز كما تكتب في التركية.

5 - ومن الغلط في تعريب الكلمات: أرسلان بج. ولطف علي بج ص 60 وأتا بج فارس ص 59 وسليم جراي ص 11. والصواب في هذا كله بك وأتا بك وكراي بالكاف الفارسية أو بك وكراي بالكاف العربية أن أريد التعريب، فقد عربت من قبل وكتبت بالكاف العربية لا بالجيم.

6 - ومن الغلط في الترجمة: نهر جرجان رود ص 63 والصواب نهر جرجان فإن كلمة رود بالفارسية معناها النهر، وترجمتهم هذه الجملة: ' بهذه العبارة (ينابيع المياه العذبة) وهي لا تفي بالأصل، ومن الغلط في ترجمة الاصطلاحات العروضية ترجمتهم بمقطع والصواب جزء. ولو رجعوا إلى تعريف الابتداء عند العروضيين لأصابوا التعريف الاصطلاحي الصحيح.

7 - ومن الأغلاط الظريفة أن الكتاب الأوربيين ترجموا بعض الكلمات العربية ثم حرصوا على الكلمة المترجمة فوضعوها بين قوسين ليستعين عارف العربية بها على تحديد المعنى. فجاء المترجمون إلى العربية فترجموا العبارة الإنجليزية أو الفرنسية بعبارة عربية وأبقوا الكلمة العربية بين قوسين. وظاهر أنه لا حاجة إلى حبس هذه الكلمة بين قوسين بعد أن ردت إلى لغتها. ومعنى هذا أن الكلمة العربية ترجمت إلى الإنجليزية فلما أريد ردها إلى لغتها وضعت كلمة أخرى مكانها لا تؤدي معناها. وبقيت هي زائدة بين القوسين.

ومن ذلك قولهم: وألف كذلك مصنفاً عن حكمة (حلم) الهندوس ص 16 يستنزلون المطر (استسقاء) ص 23، ادارة أوقاف (متولي) ص 57.

8. ومن الأغلاط المطبعية:

لم يتقدم أكثر جوتز ص 46 وأظن هنا حرف (من) محذوفا بعد أكثر. إبراهيم باشا داماد وزير السلطان أحمد الثالث ص 48 والصواب حذف (داماد)، وثير بالثاء في حاشية الأستاذ محمد مسعود ص 16 والصواب تير بالتاء المثناة. ودراويش جانفرا (جوف) ص 46. ولست أدري من أين جاءت كلمة (جوف) والقوسان المحيطان بها.

9 - ومما يؤخذ على العبارات العربية، وأكتفي بسردها هنا، أجرى لنفسه عملية الختان ص 27: وكان ترتيبه السابع عشر بين سلاطين آل عثمان ص 29 (يسمى أبو بكر ص 35) وكانت حياة هذا الرجل اقرب إلى الأفقية والمجازفة ص 39، ثم أعدمه هناك ص 10 ثار بدوره ص 10، دخل مذهب الخوارج إلى المغرب في صورة الاباضية ص 13 (يضطر المسلمون إلى إقامة خليفة) ص 14 في مكان (يجب على المسلمين الخ)، قراءة خاطئة بدل مخطئة، وفي حاشية الأستاذ مسعود: (الأيام المسترقة (بكسر الراء) ص 16 والصواب فتح الراء. ولو ترك الأمر للقارئ ولم ينص على الكسر بين القوسين لكان أحزم).

- ثماني مائة كنيسة ومائة بيعة (بما فيها المعابد الصغيرة) ص21 وما بين القوسين لا تسيغه اللغة.

10 - ومما يؤخذ على رسم الكتاب كتابة أسماء المراجع بحروف كبيرة وتركهم شكل الأعلام والكلمات التي تحتاج إلى الشكل، وتركهم الرموز في الإشارة إلى المقالات فيقولون مثلا:

(انظر مقال عمان) ولو كتبوا (انظر: عمان) أو (ظ. عمان) لكان أوجز ألخ.

هذا ما ألفيته أثناء القراءة واستحسنت أن ألفت المترجمين الكرام أن يتجنبوه في الكراسات الآتية.

وينبغي ان يعلموا ان هذه الأغلاط وأمثالها لا تنقص من عملهم، ولا تغض من أقدارهم. ولعل في التنبيه إلى هذه المآخذ ما يدعو إلى طمأنينة القارئ حين يعلم أن هذه الدائرة العربية لا تقر على أغلاطها، وإن وراءها من ينقدها، ويشفق على قرائها، ويرجو لها كل سلامة.

وبعد فإني أختتم بتكرار الثناء والشكر، ودعوة قراء العربية إلى التأييد والمعاونة ما استطاعوا.

والله يهدينا إلى التي هي أقوم ويسددنا إلى كل عمل صالح.