مجلة الرسالة/العدد 192/من التاريخ

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 192/من التاريخ

ملاحظات: بتاريخ: 08 - 03 - 1937



المهديون المنتظرون

لأستاذ كبير

قال الأستاذ محمد عبد الله عنان في مبحثه البارع (ضوء جديد على مأساة شهيرة) في الجزء (188) من هذه المجلة: إن رجعة الحاكم قد بنيت على المقالة المهدوية، وذكر ثلاثة من الجماعة المنتظرة. وقد رأيت أن أطرف قراء (الرسالة) أقوالاً موجزة في (المهديين المنتظرين) مما خطه مؤرخو النحل الإسلامية ونقله رجال الأثر. وأنا في ذلك راوٍ لا ينقد مقالة فرقة، ولا يجادل جماعة مذهب، ولا يضيف شيئاً من عنده إلى نقله. وروايتي هي عن هذه الكتب: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين للأشعري، الفرق بين الفرق للبغدادي، الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم، الملل والنحل للشهرستاني، فرق الشيعة للنوبختي، سنن أبي داود، صحيح الترمذي، المحصل للرازي، شرح مواقف الأيجي للجرجاني. شرح الدرة المضية للسفاريني.

1 - علي بن أبي طالب

قالت السبئية: (إن علياً لم يقتل، ولم يمت، ولا يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه. ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وهو المهدي المنتظر دون غيره)

2 - ابن الحنفية (محمد بن علي)

قالت الكربية الكيسانية: (إن محمد بن الحنفية حي لم يمت، وإنه في جبل رضوي، وعنده عينان نضاختان تجريان بماء وعسل، يأتيه رزقه غدوة وعشية، وعن يمينه أسد، وعن يساره نمر، يحفظانه من أعدائه؛ وهو المهدي المنتظر)

3 - عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

(زعمت الجناحية (فرقة من الكيسانية) أن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب حي بجبال أصبهان لم يمت ولا يموت، ولا بد أن يظهر حتى يلي أمور الناس، وهو المهدي الذي بشر به النبي)

4 - محمد بن علي (الباقر)

(قالت الباقرية: إن محمد بن علي (الباقر) هو المهدي المنتظر بما روي أن النبي قال لجاب بن عبد الله الأنصاري: (إنك تلقاه فأقرأه مني السلام) وكان جابر آخر من مات بالمدينة من الصحابة، وكان قد عمي في آخر عمره؛ وكان يمشي في المدينة ويقول: يا باقر، يا باقر، متى ألقاك؟)

5 - محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب

(قالت طائفة من الجارودية الزيدية: إن محمد بن عبد الله حي لم يقتل ولا مات ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وهو مقيم بجبال ناحية الحاجر، وهو المهدي بالحديث الذي يقول فيه: يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي)

6 - جعفر بن محمد (الصادق)

(قالت الناووسية: إن (الصادق) حي لم يمت ولا يموت حتى يظهره أمره، وهو القائم المهدي. رووا عنه أنه قال: لو رأيتم رأسي يدهده عليكم من الجبل فلا تصدقوا فإني صاحبكم صاحب السيف)

7 - إسماعيل بن جعفر الصادق

(قالت فرقة من الإسماعيلية الواقفية والناووسية: إن إسماعيل بن جعفر لم يمت إلا أنهم أظهروا موته تقية، وعقد محضر وأشهد عليه عامل المنصور بالمدينة، فهو حي لم يمت ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً. فالجماعة منتظرة لإسماعيل بن جعفر)

8 - محمد بن اسمعيل بن جعفر

(قالت القرامطة: إن محمد بن اسمعيل لم يمت ولا يموت حتى يملك الارض، وإنه هو المهدي الذي تقدمت البشارة به، وهو في بلاد الروم وهو القائم المهدي؛ ومعنى القائم عندهم أنه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمد، واعتلوا في نسخ الشريعة (شريعة محمد) أنه قال: لو قام قائمنا علمتم القران جديداً)

9 - موسى بن جعفر (موسى الكاظم)

(قالت الواقفة (الموسوية، المفضلية، الممطورة): إن موسى ابن جعفر لم يمت ولا يموت حتى يملك شرق الأرض وغربها، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وهو المهدي المنتظر)

10 - جعفر بن علي الهادي (غلت النفيسية في جعفر بن علي الهادي وفضلته على علي بن أبي طالب، واعتقدت أنه أفضل الخلق بعد رسول الله، وادعت أنه القائم)

11 - محمد بن القاسم

(قالت طائفة من الجارودية إن محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين (القائم بالطالقان أيام المعتصم) حي لم يمت ولا قتل، ولا يموت ولا يقتل حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)

12 - يحيى بن عمر

(قالت طائفة من الجارودية: إن يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (القائم بالكوفة أيام المستعين) حي لم يقتل ولا مات ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)

13 - الحسن العسكري بن علي الهادي

(قالت فرقة: ان الحسن لم يمت وهو القائم، ولا يجوز أن يموت ولا ولد له ظاهر. وقد ثبت عندنا أن القائم له غيبتان، وهذه إحدى الغيبتين، وسيظهر ويعرف ثم يغيب غيبة أخرى

وقالت فرقة ثانية: إن الحسن مات لكن سيجيء وهو المعنى بكونه قائماً أي يقوم بعده (بعد الموت))

14 - محمد بن الحسن العسكري

(قالت الفرقة الثانية عشرة وهي الإمامية: لله في الأرض حجة من ولد الحسن بن علي، وأمر الله بالغ، وهو وصي لأبيه. ولا يجوز أن تخلو الأرض من حجة؛ ولو خلت ساعة لساخت الأرض ومن عليها. فنحن مقرون بوفاة الحسن وأن خلفه هو الإمام من بعده حتى يظهر ويعلن أمره. والإمام (عليه السلام) أعرف بنفسه وزمانه منا)

(لقبه المهدي والمنتظر ... والقائم المكرم المطهر

أكثر من سبعين شخصاً شاهدوا ... جماله ولاحت الشواهد

وغاب غيبتين (صغرى) امتدت ... وكانت الشدة فيها اشتدت

قريب سبعين من الأعوام ... كان اختفى عن أكثر الأنام كان له من الموالي سفراً ... إذ غاب واختفى ورام السفرا

وغيبة أخرى إلى ذا الآن ... وأنه لصاحب الزمان

لكنه لابد من أن يخرجا ... وبعد شدة نلاقي الفرجا)

15 - محمد بن عبد الله. محمد المهدي، الفاطمي

روى الترمذي وأبو داود (عن ابن مسعود أن رسول الله قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني، أو قال من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)

ومن الفرق التي تنتظر رجعة زعيمها فرقة الخلفية من الخوارج. فهم ينتظرون قيس بن مسعود وقد غرق في واد منهزماً من الخوارج الحمزية

وممن - كانوا - ينتظرون منجدين ومغيثين - وإن لم يسموا بالمهديين - القحطاني والسفياني. ومصدقو المقالة المهدوية يرتقبون هذين الرجلين وغيرهما (قبل الفاطمي) مفسدين في الأرض وعائثين لا مغيثين

(ومن أقوى علامات خروج المهدي خروج من يتقدمه من الخوارج: السفياني والأبقع والأصهب والأعرج والكندي. أما السفياني فاسمه عروة واسم أبيه محمد، وكنيته أبو عنبة. قال الشيخ مرعي في فوائد الفكر، وفي عقد الدر: إن السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، ملعون في السماء والأرض، وهو أكثر خلق الله ظلماً. قال علي: السفياني رجل ضخم الهامة بوجهه أثر جدري، بعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية دمشق، وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، ويخرج إليه رجل من أهل بيتي في الحرم فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا جاز بيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو إلا المخبر عنهم. أخرجه الحاكم في مستدركه وقال هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه. والأبقع يخرج من مصر، والأصهب يخرج من بلاد الجزيرة، ثم يخرج الجرهمي من الشام، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن. قال كعب الأحبار: فبينما هؤلاء الثلاثة قد تغلبوا على مواضعهم إذ قد خرج السفياني من دمشق من واد يقال له: وادي اليابس.

وفي الحديث: لا تحشر أمتي حتى يخرج المهدي يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة، ويخرج إليه الأبدال من الشام، والنجباء من مصر، وعصائب أهل الشرق حتى يأتوا مكة فيبايع له بين الركن والمقام، ثم يتوجه إلى الشام وجبريل على مقدمته وميكائيل على يساره، ومعه أهل الكهف. فيفرح به أهل السماء والأرض والطير والوحوش والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمتد الأنهار، وتضعف الأرض أكلها فيقدم إلى الشام فيأخذ السفياني فيذبح تحت الشجرة التي أغصانها إلى بحيرة طبرية)

وهناك فرقة تنتظر نبياً (لا مهدياً فقط) عجمياً (لا عربياً) وهي اليزيدية من الخوارج أصحاب يزيد بن أنيسة (قالوا: سيبعث نبي من العجم بكتاب يكتب في السماء وينزل عليه جملة واحدة، ويترك شريعة محمد إلى ملة الصابئة المذكورة في القران)

أحد القراء