مجلة الرسالة/العدد 174/الكتب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 174/الكتب

ملاحظات: بتاريخ: 02 - 11 - 1936



كتاب البلاغة العالية

للأستاذ عبد المتعال الصعيدي

130 صفحة من القطع الكبير، طبع المطبعة السلفية، ثمنه

خمسة قروش

يمتاز الأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي المدرس في كلية اللغة العربية، بحرية الرأي وحب التجديد، والمثابرة على البحث والتأليف، فهو لا يفتأ الفينة بعد الفينة يدبج الرسائل الضافية، والكتب العالية التي تنم عن علم غزير، وأدب وفير، وفكر دقيق لاقف، وهن رهيف خاطف

وقد أخرج للناس في هذه الأيام الجزء الأول من كتابه البلاغة العالية، وهو خاص بعلم المعاني. وأهم ميزة لهذا الكتاب أنه خالف الترتيب المعهود من عهد السكاكي والخطيب، إلى ترتيب آخر جديد، فزاد في علم المعاني فصولاً وحذف منه فصولاً، واجتهد في مسائله برأيه الذي يحرص الحرص كله على إظهاره في كل ما تخطه براعته.

وهناك ميزة ثانية لا تقل عن هذه الميزة أهمية، وهي أنه أزاح طائفة كبيرة من المسائل النحوية التي أقحمها الأقدمون في البلاغة إقحاماً عابثاً، كما ذكروا في أحوال التعريف بالإضمار أنه يكون لأن المقام للتكلم أو للخطاب أو للغيبة، وكإرغائهم وإزبادهم في تقسيم القصر باعتبار المقصور إلى قصر موصوف على صفة وقصر صفة على موصوف، وباعتبار حال المخاطب به إلى قصر أفراد وقصر قلب وقصر تعيين، إلى غير ذلك من المباحث النحوية التي طفحت بها كتب البلاغة وهي أبعد ما تكون عنها. وقد صنع الأستاذ المؤلف خيراً بإزاحته تلك الأعباء النحوية عن كاهل البلاغة، وجعلها خالصة لمعانيها الخاصة بها.

وإنا نشكر للأستاذ إتحافه طلاب البلاغة بهذا الكتاب الذي جرد فيه العناية وأظهر الكفاية حتى استحصفت وثائقه، واستحصدت علائقه، وغدا حريا - من أجله - بأن يوشح حلل المجد والثناء، حجياً بأن يطوق قلائد الشكر والدعاء.

س. ص

ديوان السري الرفاء

طبعته مكتبة القدسي بباب الخلق

السري شاعر من شعراء سيف الدولة كان في صباه يرفو الثياب ويطرزها ثم تولع بالأدب ونظم الشعر وتفنن في التشبيهات والأوصاف فأحسن في كثير منها، وشعره نمط سهل يتحدر عن طبع صاف كما يجري الماء من الينبوع وليس وراءه العلم والفلسفة ولكن وراءه النفس والطبيعة.

وقد قال فيه الإمام أبو هلال العسكري صاحب كتاب الصناعتين: ليس فيمن تأخر من الشاميين أصفى ألفاظاً مع الجزالة والسهولة وألزم لعمود الشعر منه. ويريد أبو هلال بلزوم عمود الشعر تجنب الغموض في تركيب النظم والبعد من تدقيق المعاني تدقيقاً فلسفياً، وذلك رأي كان قديماً في النقد يفرقون بين الشاعر الذي يصنع شعره صناعة عقلية دقيقة وبين المطبوع الذي يرسل شعره في جمال سبكه وصفاء لغته وإشراق معانيه كما يرسل الطائر المتغرد لحنه في التغريد.

وشعر الطبع من أحسن ما يفيد الناشئين في نهضتنا هذه فإنه صقل وجلاء وتصحيح للطريقة وتهيئته للسمو في هذه الصناعة، وديوان السري قوي الأثر في ذلك؛ وهل في الغزل أصفى وأرق وأجمل من مثل قوله:

بنفسي من أجود له بنفسي ... ويبخل بالتحية السلام

ويلقاني بعزة مستطيل ... وألقاه بذلة مستهام

وحتفي كامن في مقلتيه ... كمون الموت في حد الحسام

وله في شكوى الدهر:

يرتد عنه جريحاً من يُسالمه ... فكيف يسلم منه من يحاربه؟

ولو أمنت الذي تجنى أراقمه ... علي، هان الذي تجنى عقاربه

الإسلام في بولونيا

تأليف علي فورونوفتش ومحمد سيد الحموي بلقم الأديب محمود البدوي

رسالة صغير في أربع وستين صفحة من القطع المتوسط طبعت بمطبعة الاعتماد على ورق جيد ومحلاة بكثير من اللوحات والخرائط وصور كبار رجال الإسلام في بولونيا وبعض الفرق الإسلامية والأندية والمساجد هناك. . . وتقرأ فيها كيف نشأ الإسلام في بولونيا وامتد وتشعب واضطهد من الروس وثار عليهم وتحرر وثبتت دعائمه بعد أن استقلت بولونيا حتى غدا الآن عصره الذهبي.

والرسالة في إيجازها تشبه المختصرات التي تلقى على تلاميذ المدارس. وأسلوبها سهل بسيط يفهمه كل قارئ، يود أن يقف على حال المسلمين في تلك البلاد.

وليقرأ معنا القارئ الكريم:

(يبلغ عدد المسلمين في بولونيا 12000 نفس وليس هذا العدد بالقليل إذا نحن وازنا بينه وبين عدد المسلمين في دول غرب وشمال أوربا، وحالتهم المعيشية على جانب عظيم من التحسن، وهذا التحسن آخذ في الزيادة لاهتمام الدولة بهم ومحافظتها على مصالحهم الدينية؛ وهم يعترفون بفضل الحكومة القائمة وكرمها، ويعتبرون هذه الأيام العصر الذهبي للإسلام في تلك البلاد، وهم ينعمون في بحبوحة من العيش وقد توطدت صلاتهم بالخارج وزادت معارفهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية وسافر بعضهم لطلب العلم في الخارج وخصوصاً العلوم الدينية وحج بيت الله الحرام وزيارة الأماكن المقدسة.

وحيد

تأليف الأستاذ حسين عفيف المحامي

قصة تمثيلية طريفة في 191 صفحة من القطع الصغير طبعت بمطبعة حجازي بالقاهرة على ورق جيد. وهي في أربعة فصول طوال وحوارها شائق وأسلوبها متماسك وخيال مؤلفها فياض يروق القارئ المصري. وبطلها وحيد شاعر موسيقي فنان يعيش في كوخ في الجبل، مرت عليه سميرة إحدى بنات الباشوات فأحبها الشاعر وأحبته من أول نظرة. . . وجاءته في اليوم الثاني يدفعها وجدها وحبها ودار بينهما حديث غرامي طويل انتهى إلى عناق أطول. . وافترقا على وعد بلقاء قريب. . . ومرضت سميرة في اليوم التالي وأرسلت أختها (ألفت) ومعها رسالة رقيقة إلى وحيد فأعجب الشاعر بجمالها وأحبها وأحبته وضمهما عناق. . . وعلمت سميرة بخيانة ألفت وحب وحيد الجديد فكسر قلبها، ومرضت وماتت. . .!! ولحقت بها ألفت ومات بعدهما وحيد وهو يقول:

(هأنذا الآن أقضي ومن قبل قضت سميرة، غداً يلتقي الخلان ويعودون كما كانوا إلى الصفاء بعد أن لم يبق ثمت للعداوة موجب.

والقصة كما قلت خيالية ممتعة وسيعجب بها القارئ كثيراً.