مجلة الرسالة/العدد 16/اللقاء العجيب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 16/اللقاء العجيب

مجلة الرسالة - العدد 16
اللقاء العجيب
ملاحظات: بتاريخ: 01 - 09 - 1933



لأندره شينه

هي: أيها الغاب هل رأيت حبيبي=قرب ماء الغدير عند الغروب؟

كم صباح أتاك بل كم مساءٍ ... عند همس الصَّبا وشَدْو الجَنو

سوف أصغي لكل صوت بعيدٍ ... فلعلِّي أحظى به من قريب

هو: إِيه يا موجة الغدير سلاماً=يا عروس الماء النمير السَّكُوب

احملي لي حبيبتي فهي عندي ... زهرة الحب فوق غصن رطيب

كم لثمت العشب الذي وطئته ... قدماها في الغاب دون رقيب!

هي: آه لو يعلم الحبيب بشوقي=وحنيني وحرقتي وشحوبي

هل أراه في الغاب؟ إن خيالي ... لَيراه في ذا المكان الرحيب

سوف أدعوه بابتسام وعطف ... فعساه يكون بعدُ مجيبي

هو: رب هب لى رحماك صبراً جميلاً=إنما الصبر جُنَّة المكروب

هل أتاها أني ليخفق قلبي ... لسماع اسمها الجميل الطروب؟

سأنادي دوماً بصوت حنونٍ ... علَّها أن تجيب صوت الحبيب

هي: آه إني رأيته فأعنيّ=يا لساني في ذا اللقاء الرهيب

إيه يا ناظري ويا شفتيا ... إهدَآ ساعة اضطراب القلوب

هو: ما لهذه الأوراق تهتز دوني؟ =قد بدا لي ثوب الفتاة اللعوب

إنه ثوبها فيا مقلتيا ... عبرا عن غراميَ المحجوب

هي: أهنا أنتَ؟ إن ذا لعجيب=أنا وحدي في ذا المكان الجديب

لم أفكر في أن أراكَ ولكن ... جُزْته نحو بيتيَ المحبوب

هو: أنا ألهو برؤية الموج وحدي=وذُرى الزيزفون تجلو كروبي

لم أفكر في أن أراكَ أمامي ... لم أفكر في ذا اللقاء العجيب!

دمشق. محمد ناجى الطنطاو