مجلة الرسالة/العدد 14/في الأدب العربي
مجلة الرسالة/العدد 14/في الأدب العربي
من طرائف الشعر
مداعبات شوقية لم تنشر
ظفرنا بثلاث قصائد من الشعر الفكه لشاعر الخلود شوقي بك نظمها ولم يتمها (في الدكتور محجوب ثابت ومكسويني). ومكسويني هذا كان حصانا بائسا يجر مركبة الدكتور ولا يزور الإسطبل إلا لماما، فألح عليه اللغب والسغب حتى لصب جلده ووهن جلده فمات، وكان في حياته وموته موضوعا طريفا لكثير من الشوقيات الغر؛ نشر بعضها ولا يزال البعض الآخر مطويا. وسنكتفي اليوم بهذه القصيدة التي قالها الشاعر على لسان خلفه بعد موته. وكان الدكتور محجوب يومئذ معتقلا في قصر النيل عقب الثورة مدة الخلاف بين الزعيمين سعد وعدلي.
سيوفُ أبيه من خمسين عاما ... لواصق بالجدار بغير سلِّ
علاها العنكبوت فكان غمدا ... على غمد قديم العهد خلّ
ولى كالخيل اصطبل ولكن ... أفارقه وأترك فيه طلى
سلوا (بار اللواء) و (صُلْتَ) عني ... ومصطبة السرى الشيخ الأجل
من المَرشال أطلب رد روحي ... وعودة فارسي وفكاك خلي
وأنذر أن تفضل صوم عام ... ومثلي من يصوم ومن يصلي
والا مُتّ دون الحق جوعاً ... كذلك مكسويني مات قبلي
ويا كمبوت فيمَ كسرت قلبي ... وأمسِ الحادثاتُ كسرن رجلي
وما الدكتور مجنون بسعد ... ولا هو بالمحلل شتم عدلي
ولكن قبلة الدكتور مصرٌ ... وسودان يراه لها كظل
بقصر النيل بات وكل سجن ... وان كان الخورنقَ لا يُسلي
أقضي الليل حول السجن شوقاً ... للحيته أناجيها: أطِلِّي
تشير من النوافذ لي وتومي ... كغانية هنالك ذات دلِّ
ولولا الديدبان دنوت منها ... وكنت أنا الممشط والم