مجلة الرسالة/العدد 137/يد الأيام

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 137/يد الأيام

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 02 - 1936



للسيد الياس قنصل

لو كانت الأيام تقضى مرةً ... للمرءِ ما يصبو إليه، معجبا

لخلعتُ عن نفسي ثيابَ رزانتي ... ورجعتُ مسروراً إلى عهد الصَّبى

هي حقبةَ في العمر يحرس صفوَها ... ظلٌّ من الطهر الصميم ظليلُ

وكأنها لخلوِّها من كلِّ ما ... يئدُ العواطفَ للكمال سبيلُ

يسخو الزمان بما لديه على الذي ... رضىَ الوجودُ بأن يريه ضياَءهُ

لكن حُمَّاه ترافق جودَه ... سراً، وتتلف ما يفوق عطاَءهُ

إني بلغتُ إلى الشباب مضيّعا ... من حيث لا أدري جمالَ هنائي

في كل يومٍ كان يهلك بعضُ ما ... زخرتْ به نفسي من الآراءِ

فإذا التفتُّ إلى الوراء رأيتني ... أشلاء ضمّتها الليالي الماضيَه

ووجدت حولي ما يماثل غربةً ... تغشى بلاقعَها الأماني الذاويَه

والحق أني قد غُبنتُ ولم أفزْ ... إلا بساعات من الآلامِ

ما خبرتي إلا شعور طهارةٍ ... خنقْته في صدري يدُ الأيامِ

(عاصمة الأرجنتين)

الياس قنص