مجلة الرسالة/العدد 128/الحياة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 128/الحياة

ملاحظات: بتاريخ: 16 - 12 - 1935



للأستاذ فخري أبو السعود

ليت شعري لأي أمرٍ مُراد ... قد سرتْ منكِ نفحةٌ في الجماد؟

فاستقلت أجزاؤه من همود ... وصحا بعد طول ذاك الرقاد

دائبَ السعي لا يمل حراكاً ... مستمراً ولا طويل جلاد

ساعياً دون غاية يجتليها ... سعي ذي غاية جَلَّيِ المراد

صابراً للصروف كيف توالت ... مستجما للنازلات الشداد

فيك بؤس له وفيك نعيم ... وهو في الحالتين لهفان صاد

يبلُغ الجوعُ منه والخوف والحز ... ن وعادتٍ من نازل الداء عاد

باسماً للرجاء يشرق بعد ال ... كد منه وبعد وَعْزِ الجهاد

آملاً كيفما تمادى شقاءٌ ... أن يدورَ الزمان بالإسعاد

وهو مهما أصاب خيراً مُريغٌ ... غيره منك طامعٌ في ازدياد

وهو مهما طال البقاء به را ... ج بقاءٌ وراغبٌ في التمادي

وحريصٌ على هواكِ وأنْ لم ... تتْق غير الجفاء والإبعاد

فرط حبٍ قد استوى أفتَكُ الفُتّ - اكِ فيه وأزهدُ الزُّهَّاد

ليس يدري سواكِ أصلاً وفصلاً ... ليس يَسْبيه غيرَ وَاديكِ واد

يكره الموتَ جُهْدَهُ وهو رَوْحٌ ... وقرارٌ له على الآباد

وإذا حَنَّ للخلودِ تَقِيٌّ ... يبغي بالصلاح دارَ الرشاد

فهو يبغي في الخْلدِ ما فيكِ من نُع ... مى ومن فتنةٍ ومن إرغاد

وهو يبغي جميع ذلك صفواً ... من صفوف القذى وَريْب العوادي

وهو يبغي جميع ذاك مُقيماً ... مستمراً له لغير نفاذ

جَنّةُ الُخلدِ صورةٌ منكِ تَغْذُو ... منه شتّى المُنى وحاج الفؤاد

فخري أبو السعود