مجلة الرسالة/العدد 120/العامية والعربية أيضا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 120/العامية والعربية أيضا

ملاحظات: بتاريخ: 21 - 10 - 1935


ً

ألفاظ صحيحة لم لا نستعملها؟

للأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني

لما فتح العرب مصر لم تكن العربية لغة البلاد، وإنما كانت لغة القوم خليطاً من المصرية القديمة والإغريقية والرومانية وغيرها، ثم أخذت العربية تحل محل هذا المزيج، وبدأت مصر بعد رسوخ الإسلام فيها تساهم بحظ في النشاط الذي كانت بغداد مصدره، على خلاف الحال في إفريقية الشمالية، حيث كان انتشار العربية بطيئاً جداً، حتى أنه - إلى القرنين التاسع والعاشر - لم تكن ثم دائرة أدبية تستحق الذكر إلا في القيروان بتونس، على حين كانت مصر قد صارت في القرن التاسع مركزاً لمدرسة تاريخ مستقلة في العالم الإسلامي. ومما ساعد على رسوخ اللغة العربية في مصر ونجاتها من العوامل التي كانت تحدث أثرها في هذه اللغة في آسيا، دخول الفاطميين وقيام دولتهم في مصر، فقد كانوا أنصاراً للعلم والثقافة، ومن أجل آثارهم هذا الأزهر الذي ظل بعد خراب نظائره في أسيا أكبر جامعة إسلامية، ولا يزال كذلك إلى الآن؛ فلا عجب إذا كانت عامية مصر أصح من عاميات الأمم العربية الأخرى وأقرب إلى الفصيح

وقد سقت أمثلة في فصل سابق، وإلى القراء طائفة أخرى من الألفاظ التي يتوهم الكثيرون أنها عامية، وهي صحيحة لا عيب فيها

فمن ألفاظ الطعام والآكال وما إلى ذلك:

النّشا - شيء يعمل به الفالوذج

القطائف - دقيق يعجن قريباً من الميوعة ويخمر ويحشى بالفستق وما إليه ويقلى

المُرَبَّي - معروفة

القَرَاصيا - الثمر المعروف

الزَّلاَبْيَةُ - حلواء معروفة

البَسيسة - دقيق يُلتُّ بالسمن ويؤكل ولا يطبخ، أو يطبخ

الكُرُنب، أو الكَرْنَبُ، والقُنَّبيط (تلفظه العامة قرنبيط) والخس، واللفت، والفجل، والكراث، والإسفاناخ، والفول، والحمص، والباذنجان، والعدس، والثوم، والرّجلة، والشبث، والجرجير، والسلق، واللوبيا، والقلقاس، والكرفس، والقرفة، والدّارصيني، والقرنفل، والكراويا - وهي جميعاً معروفة

قرّصت العجين - بسطته بالتقطيع لتجعله أرغفة

الفرن - ما ينضج فيه الخبز

الطابون - من طبن النار دفنها لئلا تطفأ، والموضع الطابون والعامة في مصر يؤنثون اللفظ

الرُّقاق والكعك - معروفان

قَشَشْتُ الشيء - أخذته بأجمعه

التمطُّق بالشفتين - أن تحدث صوتاً وأنت تضمهما وتفتحهما

الكوز - والجمع كيزان وأكواز

المسعور - الحريص على الأكل

الطبق - ما يؤكل عليه

الرائب - اللبن إذا خثر

الرُّوبة - الخميرة في اللبن

مَخْضُ اللبن - أخذُك زبده

تَجَبّن اللبن - صار كالجبن

الحالوم - الجبن الطري

العُلبة - معروفة

زهمت يدك - صارت فيها رائحة الشحم، والزُّهومة، ريح اللحم السمين إذا أخذ يفسد

ومن ألفاظ البيت التي يستعملها العوام وهي صحيحة:

الدهليز - ما بين الباب والغرف

الرُّواق - يستعمل في مصر للحجرة الكبيرة الواسعة

الصحن - وسط الدار

الرف - معروف

الكنيف - المرحاض الصفة في البناء - معروفة

الدكة - للقعود

الإسطبل - للدواب

الحارة والشارع والزُّقاق - معروفة

المصطبة - مكان للجلوس

المِدْماك - الصف من الَّلِبن في البناء

الطيّان - الرجل الذي يصنع الطين للبناء

البلاط - الحجارة تفرش بها الأرض

العتلة - حديدة طويلة تقلع بها الحجارة

الزيج، والأمام، خيط البناء

الرَّزَّةُ - حديدة يدخل فيها القفل

الخوخة - الكوة في الجدار أو في الباب

العريش - الظلة من شجر أو نحوه

الحصير - نسيج من القش معروف

النُّخ - بساط خشن معروف

المِخدة - الوسادة للرأس

المسند - الوسادة يُستند عليها

الخُرْجُ - جوالق ذو ناحيتين

الدُّرج - ما تحفظ فيه الأشياء الصغيرة

القنّينة - إناء للشرب

الشباك - النافذة

إن اتخاذ هذه الألفاظ وما إليها، في مواضعها، يمنع التكلف الذي يجعل اللغة غريبة، وينفي ما تقرر في النفوس من أن لنا لغتين: واحدة نكتب بها، والأخرى نستعملها في الكلام

ويأخذ الطريق على الذين يدعون إلى اتخاذ العامية لغة للكتابة، فإن كل حجتهم هي أن العامية هي لغة السواد، وأن العربية أجنبية، ومتى ثبت أنهما شيء واحد، فقد سقطت الحجة

وليس من همي الاستقصاء، وما أريد إلا أن أنبه إلى أن درس العامية واجب، وأن من العبث والتكلف الذي لا موجب له، أن نبحث عن ألفاظ وهي على ألسنتنا كلما تكلمنا

إبراهيم عبد القادر المازني