مجلة الرسالة/العدد 12/الورد الأبيض

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 12/الورد الأبيض

مجلة الرسالة - العدد 12
الورد الأبيض
ملاحظات: بتاريخ: 01 - 07 - 1933



مجموعة أقاصيص مصرية

بقلم محمد أمين حسونة

الأستاذ محمد أمين حسونة كاتب من شباب الكتاب خصب الخيال طبع القريحة لامع الذكاء جم النشاط كثير الحركة، عني على الأخص بالجانب القصصي من الأدب المصري الحديث فعالجه في توفيق وإجادة، ومجموعة (الورد الأبيض) باكورة نظيرة من ربيعه المونق جمع فيها ثلاث عشرة أقصوصة ثم سماها باسم الأقصوصة الأولى، وتقرأ هذه الأقاصيص فترى أثر مواهبه ظاهراً في وصف الأشخاص وتصوير المناظر ورسم البيئة وسلسلة الحوار، ومن خير الأمثلة على براعة فنه ودقة ملاحظته وصدق شعوره الأقصوصة الثانية (في الواحة). فلو انه أوتي من سلامة التعبير ما أوتي من سلامة التصوير والتفكير لكان له في هذا ألفن شأن غير هذا الشأن، وخطر غير هذا الخطر، على أن أسلوبه أحيانا يرتفع إلى درجة محمودة من البلاغة كقوله في ختام (في الواحة).

(ويعود عدنان في صبيحة اليوم التالي بعد أن أصيب بجرح عميق في صدغه، فيفتش عن مأوى فلا يجدها، ويطوف بالبادية نهارا وليلا، يسأل الرمال والحصى فلا تهديه، ويناجي النجوم والسحاب فتمر في طريقها ولا تجيبه. . . . ويعثر على جوادها مصادفة ملقى إلى جانب الصخور وقد طمرت الرمال نصفه الأدنى. . . . فيدرك لأول وهلة ما حدث لصاحبته، وأي مصرع لقيت المسكينة؟ فيحاول أن يبكي فيستعصي عليه الدمع، ويتحجر الأسى في مآقيه، ويرجع ثانية إلى مقره شريد النفس كاسف البال، تلوح على محياه إمارات اليأس والقنوط. .!!) وعسى أن يتدارك الأستاذ في الطبعة الثانية ما وقع في هذه الطبعة من أغلاط النحو والإملاء ومخالفة العروض فيما رواه من الأبيات.

كواكب في فلك

للأستاذ توفيق وهبة

يشتمل هذا الكتاب على نحو عشر قصائد وعدة مقطوعات من الشعر؛ وعدد كبير من المقالات القصيرة مما نشره المؤلف الفاضل في صحف مصر وسوريا. ولذلك تغ النزعة الصحفية في كثير من المقالات، فهي عادة قصيرة لا تتجاوز صفحتين أو ثلاث، ولهذا يختار المؤلف عادة موضوعات سانحة قصيرة كموضوع (عبادة المال) أو (على سطح البحر) حيث يتكلم عن خشية الراكب متن البحار. و (تركيا والألقاب) و (التأنق والتجمل) و (الرأي العام) وهلم جرا. وقد يرى البعض أن هذه الموضوعات في حاجة إلى التوسع والتعمق، لكن المؤلف عرف كيف يلم بكل منها إلمامة قصيرة، ولكنها في كثير من الأحيان لا تخلو من جمال: أنظر إلى قوله من مقال (خطاب عن الموسيقى).

إن الكون كله قصيدة أنشدتها الطبيعة

إن الملائكة تغني

إن الطيور تغرد

إن حفيف الأوراق والأشجار غناء

إن زمهرير الرياح غناء الغضب

إن هينمة النسيم غناء الرقة والعذوبة

وفي الكتاب بحث في موضوع المبارزة بشيء من التفصيل وشرح الاعتبارات القانونية للمبارزة في مختلف البلاد. ليس هذا البحث وأمثاله أحسن شيء في الكتاب. بل خير ما فيه هو تلك القطع الأدبية، التي يصور بها المؤلف عاطفة أو فكرة أو خيالا، وكنا نود لو أسقط المؤلف مقاله عن (العرى) وعن (حفظ القلوب) فما كان يفقد الكتاب من قيمته شيئا. أما القصائد والمقطوعات، فمن رأينا أنها دون المقالات طبقة. وإلى القارئ مثالا يستطيع به أن يقارن بينه وبين ما ذكرنا له من منشور، قال يهنئ صديقا بالزواج:

بارق البشر بهيا طلعا ... فابسمي إن به كل الرجا

أنت رمز الطهر والحسن معا ... وأبوك الندب رمز للحجى

م. ع. م

1