مجلة الرسالة/العدد 1023/لغويات
مجلة الرسالة/العدد 1023/لغويات
قطط
أنكر أحد الباحثين استعمال الجمع (قطط) مع أنه صحيح لأنه جمع قطة أنثى القط بكسر القاف فيهما. وهذا الجمع قياسي فهو بديهي لا يحتاج إلى نص. وللقطة والقطط نظائر لا تحصى كثيرة.
وقد جاء في المعاجم اللغوية: الهرة وجمعها هرر مثل قربة، وقرب والهرة والقطة متحدتان وزناً ومعنى. وجاء في المعاجم: القردة أنثى القرد وجمعها قرد بكسر القاف وفتح الراء، ومن نظائرها بدعة وبدع وحكمة وحكم وسلعة وسلع.
فقولهم ذكاء القطط، ومخالب القطط. . . صحيح، ولنا الحق في أن نقول: قط من القطط (على التلفيق) مثل قولهم خليفة من الخلفاء لأن الخليفة جمعه خلائف، وأما خلفاء فجمع خليف مثل شريف وشرفاء.
الدستور في اللغة
الدستور: لفظ فارسي معرب (دستور) بفتح الدال وبدون ال وهو مركب من (دست) أي يد أو قاعدة ومن (ور) أي صاحب فمعناه صاحب اليد ويراد به القوة والسلطة أو صاحب القاعدة لاشتماله على القواعد والقوانين الأساسية التي يعمل بمقتضاها وهو كما ترى بفتح الدال في اللغة الفارسية ولما عرب ضموا الدال ليلتحق بأوزان العرب وقد زعم الحريري أن فتح الدال خطأ بناء على أنه لا يوجد وزن (فعلول) بفتح الفاء وهذا ليس بصحيح، وله نظائر كثيرة وردت بضم الأول وفتحه مثل: سندوق وصندوق وعصفور. . .
جربوع
جاء في (المصباح المنير - مادة ريع) اليربوع: دويبة (تصغير دابة أي حيوان) نحو الفأرة لكن ذنبه وأذناه أطول منها ورجلاه أطول من يديه عكس الزرافة والجمع يرابيع والعامة تقول (جربوع) بالجيم.
وقيل إن اليربوع نوع من الفيران. ويظهر أن شكله يلفت النظر. ومنه ندرك السر في قولهم فلان جربوع وهي جربوعة وهم جرابيع، وقد اشتقوا منه أفعالاً وأوصافاً فقالوا: جربوع ومجربع، إذا صار مثل الجربوع في شكله وهيئته، والجرابيع اسم بلد بمديرية المنيا.
ثقات لا ثقاة
من الأخطاء الشائعة قولهم (ثقاة) بالتاء المربوطة في جمع (ثقة) لأنه جمع مؤنث سالم وهو يكتب بالتاء المفتوحة لا غير ونظيرهما صفة وصفات وصلة وصلات وعدة وعدات وهبة وهبات، والثقة في الأصل مصدر وثق به ومن شأن المصدر أن يوصف به المفرد والمذكر وفروعهما بدون تغيير، فيقال: هو أو هي أو هما أو هم أو هن ثقة، وقد يجمع باعتبار إفراده وأنواعه فيقال هم أو هن. . . ثقات، ولعل حضرات القراء يراعون هذا ونحن في عهد التحرير والتطهير.
قشطة وقشدة
القشطة لغة عربية صميمة من قشطه ويقشطه قشطاً مثل كشطه فهي بمعنى المقشوطة مثل القطعة بمعنى المقطوعة لأنها تقشط، وأما القشدة فهي من قشده يقشده قشداً بمعنى قشطه وكشطه أيضاً. ولا يخفى أن القشطة خفيفة لطيفة ومألوفة فلماذا نلجأ إلى الغريب نؤويه، وإلى الميت نحييه، ونشكك الجمهور في لغته الصحيحة.
ومن الغريب أن اللغويين ذكروا لغة أخرى وهي (القشذة) بالذال المعجمة وهي كما ترى أثقل من زميلتها.
علي حسن هلالي