مجلة الرسالة/العدد 1022/آراء وأنباء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 1022/آراء وأنباء

ملاحظات: بتاريخ: 02 - 02 - 1953



جوائز فؤاد وفاروق

علمنا أن الرأي قد استقر على أن تبقى جوائز فؤاد وفاروق للأدب والعلوم والتاريخ والقانون على النظام الذي وضع لهما في المرسومين اللذين أنشئتا بهما. ولن يقع تغيير يمسهما إلا في اسميهما وموعديهما. فأما الاسم فسيكون (جوائز الدولة)؛ وأما موعداهما فسيكونان في غير ذكرى وفاة فؤاد وذكرى جلوس فاروق، وسيعلنان فيما بعد.

المؤتمر العلمي العربي الأول

وافق مجلس جامعة الدول العربية على قرار اللجنة الثقافية بعقد مؤتمر عربي، في مدينة الإسكندرية، في أوائل شهر سبتمبر سنة 1953، يشتمل على ثلاث شعب وهي:

شعبة البحوث العلمية المبتكرة، وشعبة المشكلات العلمية العامة، وشعبة المحاضرات الثقافية العامة.

وقد تكونت بالقاهرة لجنة للإعداد لهذا المؤتمر، بناء على القرار من المكتب الدائم للجنة الثقافية. ورأت هذه اللجنة أن تشمل البحوث التي تقرأ في الشعبة الأولى من شعب المؤتمر فروع العلم الآتية: علوم الرياضة والطبيعة والأحياء والكيمياء والجيولوجيا، وتقترح اللجنة أن يقتصر البحث في الشعبة الثانية من شعب المؤتمر على المشكلات الآتية: المصطلحات العلمية، التأليف والترجمة والنشر، إعداد مدرسي العلوم، العلم والاقتصاد القومي.

أما الشعبة الثالثة فتخصص محاضراتها بدراسة تاريخ العلوم عند العرب. وسيدعى للاشتراك في هذا المؤتمر وفود الدول العربية، ومندوبو الهيئات العلمية، والعلماء من العرب، وذلك لقراءة البحوث المبتكرة، والتشاور في وسائل تذليل العقبات وحل المشكلات التي تعترض تقدم العلوم والبحث العلمي في البلاد العربية.

الصحفيون في أوبرج الفيوم

دعا الأستاذ عبد العزيز طلعت حرب عضو مجلس الإدارة المنتدب ببنك مصر، لفيفاً من أعضاء نقابة الصحفيين لتمضية نهار كامل بأوبرج الفيوم، وهو فندق عظيم مقام على ساحل بحيرة قارون، وهي بقعة من أجمل مشاتينا المصرية، ومن الأمكنة التي يستطيع الزائر أن يمضي فيها وقتاً هادئاً لطيفاً صيفاً وشتاء، وهو بمثابة مصحة للأعصاب المتعبة، والأذهان المضطربة، والنفوس الثائرة. ذلك أن المناظر الريفية الخلابة تشرح الصدر، وتمتع البصر إذ يمتد طويلاً في فضاء البحيرة المتلون، فمن مناظر جميلة على صفحة الماء الزرقاء المترقرقة في اليوم الصحو، إلى مناظر تشبه الغروب والوقت ضحى أو ظهراً إذا كانت السماء ملبدة بالغيوم، فتظهر القوارب والشرع كأنما تسير إلى جوف الغيب الذي لا يدرك، أو تنتشر على أمواج الماء في اليوم المشمس فتنافس الشروق في بعث الأمل في النفوس البائسة، وتشرح الصدور المثقلة بالمتاعب، وتخفف عن الكواهل عبء المسئوليات.

وهيأ لنا الأستاذ الداعي رحلة جميلة إلى تفتيش مصائد الأسماك، وقدم الأوبرج طعام الغداء لضيوفه الكثيرين إلى جانب نزاله العديدين الذين كانوا يبدو على محياهم البشر والرضاء. وعدنا في سيارات الفندق التي ذهبنا بها في راحة وبشر، بعد أن استودعنا الأستاذ عبد العزيز طلعت وطلبنا إليه أن يكثر من أمثال هذه المشاتي وتوجيه أكبر عناية للمصايف على الشواطئ المصرية الجميلة، التي تضارع أحسن شواطئ العالم إن لم تمتز عليها بأشياء كثيرة. وحبذا لو اهتم أصحاب رؤوس الأموال منا لأن يتعاونوا على إنشاء المشاتي والمصايف على أحدث النظم في مختلف المواضع الصالحة لذلك بمصر، حتى نمكن للمواطنين الإفادة من الاستمتاع بأجواء بلادهم، والتي يمكن أن تكون مهبطاً للسائحين من جميع أنحاء العالم، ولتكون من أربح موارد البلاد الاقتصادية.

يوم الفلسفة

أقام أساتذة الفلسفة والتربية بوزارة المعارف حفل تكريم للأستاذ المربي مظهر سعيد عميد الفلسفة وعلم النفس بالمعارف بنادي دار سينما ريفولي. وقد شهد الحفل جمع عظيم من رجالات وزارة المعارف والجامعات، والصحافة، وشرف الحفل نائب الرئيس القائد اللواء محمد نجيب. وبعد أن قال رجال الفلسفة والتربية كلمتهم في تكريم يوم التحرير وعميد الفلسفة والتربية، وبعد أن قال الدكتور منصور فهمي كلمته المستفيضة، قام رجال الجيش الصاغ الديب، فتكلم عن الفلسفة وعن العلماء ومهمتهم في إنجاح سياسة الدولة في عهدها الجديد السعيد، بمقدرة العالم المثبت، وتجربة السياسي المحنك، ثم عرج على المبادئ التي يجب أن يضعها أساتذة الفلسفة والتربية أمام أعينهم، والطرق الفعالة المجدية التي ينفذون بها إلى نفوس طلابهم، حتى نتمكن من بناء دولة متينة العمد، ثابتة الأسس، سامية الغرض. ودهش الناس أن يجمع الضابط بين العلوم الحربية والعلوم الفلسفية والتربوية والاجتماعية، ولكن لعل عجبهم يخف إذا علموا أن نفراً عظيماً من ضباط الجيش الذي تولى تحرير البلاد. . على أعظم جانب من العلم والثقافة. وأنه لمن حسن الحظ لمصر أن يتولى أمره هذه النخبة الممتازة من أبناءه.

وكان مسك ختام هذا الحفل كلمة الشكر التي ألقاها الدكتور مظهر سعيد المحتفى به، متدفقاً كعادته بدرر الكلام وسامي المعاني.

يوم التحرير

امتاز الأسبوع الماضي بما حدث فيه من أمور مهمة، فقد احتفل الشعب والجيش بيوم التحرير، ولقد أتت الوفود ممثلة للشعب من مختلف أنحاء البلاد، وعرض من وحدات الجيش جانباً من أنواع نشاطه، وحذا حذوه معاهد العلم على اختلافها، وممثلو الجاليات الأجنبية في صفوف الكشافة والجوالة؛ كما زان العرض صفوف نظامية ممتازة من فتيات الكشافة، ومرت المواكب التي ترى نشاط الأمة المتنوع. لقد كان يوماً عظيماً خالداً، نعم لقد كان مهرجان يوم 13 يوليو1952 يوم التحرير الذي لا يمكن أن ينسى مهرجاناً فخماً؛ ذلك بأن يوم التحرير سطره التاريخ في صفحات الأزل بحروف من نور، وصار يوم البعث، يوم الحياة.

وكان أهم ما امتاز به يوم التحرير. . الخطبة العظيمة التي ألقاها الرئيس القائد اللواء محمد نجيب؛ فقد عبر بها عن آلام الشعب وآماله، ألقاها بلسان الحق والقوة والإخلاص، فنفذت إلى كل قلب، واستقرت في كل نفس، واعتمدت دستوراً لن يحيد عنه إنسان واحد في الوادي، أو يشذ عنه، بعد أن فرغ من خطبته الجامعة تلا القسم وردده من وراءه الملايين بصدق وعزم، ونقاء طوية، وعاهد الناس أنفسهم على الثبات على هذا المبدأ، كما أشهدوا الله على أنفسهم، ورجوا الله أن يكون لهم خير نصير، ومن ينصره الله فلا غالب له.