مجلة البيان للبرقوقي/العدد 7/امرأة. فتية كانت أو عجوزا. حسناء أو شوهاء.

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 7/امرأة. فتية كانت أو عجوزاً. حسناء أو شوهاء.

ملاحظات: بتاريخ: 16 - 4 - 1912


بمضانك العوز ومسيس الفاقة

وإن أمة تقام دعائمها على هذه الأصول. وتستيقن نساؤها أنهن مكفيات المؤنة غانيات عن الكدح لأنفسهن والاشتغال بطلب خبزهن. عوازب كن أو متزوجات. ويتولى مجموعها تربية صغارها وحفظهم. ولا يرى الرجل فيها أنه قادر أن يبتاع من النساء بقدر دراهمه لأن الجوع وسيط البيع. نقول هذه أمة يتزوج نساؤها طوع انعطافهن الصميم. وندر أن تنظر فيها العين بكرا بلغت أرذل العمر أو شيخاً ما زال أعزب في الصغر أو الكبر. وإن كان:

في وحدة الرهبان إلا أنه ... لا يعرف التحريم والتحليلا

وفي مثل هذه الأمة لا يعود يرتكب قبائح الفسوق إلا صنف من الناس ممسوخ الطبائع لا يطيق الحياة إلا في جو النقص والرذيلة، ولا يترقب من سلائقهم الطائشة نفع كثير وقليل لأمتهم أو نوعهم.

ومتى بطل النظر إلى المصالح المادية في أمر الزواج. وصارت المرأة مختارة في ميلها. غير مضطرة إلى بيع نفسها. وأصبح الرجال يتنافسون لإحرازودها بذواتهم لا بأموالهم ووظائفهم. فهنالك يصبح الزواج حقيقة نافعة ولا يعود أكذوبة كما نشاهد في عصرنا هذا. وهنالك ترفرف روح الطبيعة السامية على الزوجين. فتبارك كل قبلة من قبلاتها. فيوضع الولد محوطاً بهالة من حب أبويه. وتكون هدية يوم ميلاده تلك العافية التي يورثها ذريتهما زوجان كلاهما مستجمع من صفات جنسه ما يحبب فيه قرينه

عباس محمود العقاد

من الأجوبة الحاضرة

قال عبد الملك بن مروان لنُصَيب الشاعر (وكان أسود) هل لك في الشراب فقال نصيب الشعر مفلفل واللون مرَمَّد وإنما قرّبني إليك عقلي فهبه لي. ودخل عمارة بن حمزة على المنصور فجلس مجلسه الذي كان يجلس فيه فقام رجل فقال مظلوم يا أمير المؤمنين فقال من ظلمك فقال عمارة غصبني ضيعتي فقال المنصور قم يا عمارة فاقعد مع خصمك فقال عمارة ما هو لي بخصم فقال له كيف فقال إن كانت الضيعة له فلست أنازعه فيها وإن كانت لي فهي له ولا أقوم من مجلس شرفني به أمير المؤمنين لأقعد في أدنى منه بسبب ضيعة. وقال هشام بن الملك لرجل في الكعبة سلني حاجتك فقال لا أسأل في بيت الله غير الله. ورؤى رجل يصلي صلاة خفيفة فقيل له ما هذه الصلاة فقال صلاة ليس فيها رياء. وقال عتيبة بن أبي سفيان لعبد الله بن عباس ما منع علي بن أبي طالب أن يجعلك أحد الحكمين فقال أما والله لو بعثني لاعترضت مدارج أنفاسه أطير إذا أسفَّ وأسِف إذا طار ولعقدت عقداً لا تنتقض مريرته ولا يدرك طرفاه ولكنه سبق قدر ومضى أجل والآخرة خير لأمير المؤمنين من الدنيا.

التربية الطبيعية

أو

أميل القرن الثامن عشر

وضعه جان جاك روسو

وعربه إبراهيم عبد القادر المازني

الكتاب الأول

الطفولة - مبادئ عامة

(تابع ما قبله)

فخليق بنا أن نخرج من ضيق ما نحن فيه من المذاهب العتيقة والمناهج التي أكل الدهر عليها وشرب وأن نفك عنا قيود الجهل وأغلال العادة. وإن ننظر في طفلنا إلى الإنسان على وجه عام - الإنسان وديعة الغيب ونهزة التلف فلو أن المرء كان إذا ربي بأرض لم يبرحها وإذا نشأ بمكان لم يضرب في غيره ولم يكن الجو.

كابى براقش كل يو - م لونه يتخيل

ومقسم الحظوظ لا ينفك يمر ويحلى ويريش ويبرى لامتدحنا هذا الأسلوب القديم وحبذنا تلك الطريقة العتيقة ولقلنا لعل فيها رادة لم يصل إليها علمنا وفائدة من فوق طور إدراكنا.

ولكن أمور الناس ليست كالمثل المطرد بل هي عرضة للتغير والتبدل والزمان إن سامح تحيف وإن سالم طرق يقرض الإحسان ثم يقتضي ويعير ثم يسترد. فهل رأيت أضعف تمييزاً أو أسخف عقلاً ممن يربي الطفل كأنه (أي الطفل) لن ينفض إلا أجواز غرفته ولن ينزع به الطلب إلى غير محلته أو كأن الدهر سيظل أخضر والزمان بوجه السعد مقبلاً. فإذا دفعته الحاجة فخطا خطوة أو حاول أن يرقى سلماً فقد تعرض للموت واستهدف للتلف. أليس هذا قد علمه الإحساس بالألم ولم يعلمه احتماله.

أرى الناس لا يعنون بصيانة الطفل ولعمري ليس هذا كل ما يجب فإنه ينبغي لنا أن نعلمه أن يصون نفسه متى صار في حد الرجال وأن يتلقى المحن بجنة الصبر ويقرن للدهر في الشدة والرخاء والنعماء والبأساء والأمن والخوف والإقبال والإدبار فيعيش إن مست الحاجة بين ثلج أيسلاندة أو على صخور مالطة المحرقة. وأعلم أنه من عجز الرأي أن تحاول أن تجعله في مأمن من الموت إذ لا بد أن ينقضي أجله ويتصرم حبله وليس تعليمك إياه كيف يعيش بأقل فائدة وأصغر خطراً من ضنك به على الموت وحياطتك دونه والحياة أصلحك الله ليست أنفاساً يرددها بل هي العمل والكد والكدح هي أن يستخدم المرء أعضاءه وحواسه وجوارحه وقواه وملكاته وسائر ما يجعله يشعر بوجوده ويحسه. وأحي الناس أشدهم بالحياة إحساساً وأقواهم بالوجود شعوراً. لا من تنفس به العمر فلبس العمائم الثلاث فكم من وليد مات وكأنما أخذ بعنق المائة.

لهف نفسي على إنسان هذا الزمان علمهُ أوهام وخرافات وعاداته قيود وأصفاد تضرب عليه الذلة يوم يولد ويتقمص الهوان يوم يلف في القمط فإذا مات لف في الأكفان. حتى الموت لا ينضو عنه دثار الرق ولا يطلق عنه ربقة الاستعباد!

وبعد فقد زعم المرضعات أنهن يستطعن أن يسوين رؤوس الأطفال لتكون أجمل صورة وآنق شكلاً وأعدل تكويناً. كأن مبدع الخلق سبحانه عجز عن أن يفرغها في قالب الكمال. فلم يكن بد من أن يسويها المرضعات والفلاسفة كرة أخرى هؤلاء من الظاهر وهؤلاء من الباطن.

إن هذه القمط التي تشد بها رؤوس الأطفال وسائر أعضائهم تعوق دورة الدم وغيره من السوائل وتحجز الجسم من النماء وتقيم من دون القوة سدا وتكدى الشباب وتسلب المنة فإن داخلك في ذلك شك فتأمل غيرنا من الشعوب الساذجة تجد رجالها طوالاً متماسكين في خلقهم قوة وضلاعة فأما حيث تشد الأطفال بالقمط فما أكثر الزمن والأكسح والمقعد والسطيح والمخبول. وذلك لأنا نحبس عنان الأطفال عن الحركة ونغل يده عنها بما نفرغه فيه من القوالب والقمط إشفاقاً أن يصيبه من الحرية اذاة فكأني بالناس قد أشفقوا على أبنائهم أن تصيبهم آفة فسلبوهم القوة عمداً.

وهل لا يكون لهذه القيود الصعبة والأغلال القاسية في ظنك أثر في أميال الطفل وخلقه مثل مالها في خلقه وتكوينه. إن أول ما يجده الطفل هو الإحساس بالألم. لأنك قد أقمت من دون ما يحاول من الحركة عقبات ولم نسمع أن واحداً ممن نشأوا على حرية الحركة أضر به ذلك لأن الطفل أضعف من أن يلحقه من حركته ضرر وحسبه ما يناله من الألم إذا هو لم يحسن الجلوس أو الاضطجاع دافعاً إلى تغيير هيئته واستبدال ضجعته.

وأعلم أنه لا طفل إلا بالألم لأن واجباتها متبادلة فإذا أساء أحدهما القيام بما ينبغي عليه نام الآخر عن أداء واجبه ولها عنه. وينبغي أن يشرب الطفل محبة أمه قبل أن يدرك أن ذلك فرض عليه لأن آصرة الرحم إذا لم يوثق عراها ويؤكد عقدها الواجب والعادة وهت أسبابها في صدر الأيام ورث حبلها. وأخلق عهدها وفي ذلك جنوح عن منهاج الطبيعة وحيد عن جادتها.

وقد تضل المرأة أيضاً عن الجادة المستقيمة إذا هي جاوزت القصد في النهوض بواجبها ولم تميز بين الإفراط والتفريط فليس ينبغي لها أن تغلو في العناية بولدها حتى تجعله معبودها فإنها إذا أترفته ضنا به أن يعرف خوره وضعفه وأنزلته أكناف الدعة وضربت عليه سرادق الأمن رجاء أن تصرف عنه لحظات الغير وتغض عنه عيون الحوادث فقد التبست عليها وجهة السداد لأنها وإن كانت قد أذهبت اليوم عنه السوء فقد ادخرت له أهو إلا هو لا بد خائضها طائعاً أو كارها وأنه لمن الحماقة ونقص العقل أن تزيد ضعف الطفل وأني لمن كان كذلك أن يكون حمولاً للنائبات مضطلعاً بخطوب الدهر جلداً على مض النوازل. ورأيت في أقاصيص المتقدمين أن تيتس غمرت أبنها في مياه الستيكس ليكون صلب المعجم لا تروعه النوائب ولا تنال منه الملمات وهي أسطورة لطيفة نافعة غير أن الأمهات القاسيات اللاتي هن موضوع كلامنا يجرين على عكس هذه الطريقة وكأني بهن إذ يربين أبناءهن على الرقة والرخاء قد أولعن بهم النوائب وأغرين بهم ريب الدهر.

فعليكن بالطبيعة فتأثرنها ولا تعدلن عن جادتها وأعلمن أنها لا تنفك تستحث الطفل على الحركة وتسبكه بتصاريفها وتحنكه في صبائه حتى إذا عض على ناجذ الحلم صار ثبت الغدر صليب النبع جميع الفؤاد.

على أن التجارب قد أظهرت أن الموت بين نشأ من الأطفال على الترف والرفه أكثر تفشياً منه بين من ألفوا مضاجع الخشونة. وأعلم أن الطفل إذا لم يكلف فوق وسعه فالحركة أجدى عليه من السكون وأردّ والراحة أضر به من التعب وإذا كان الأمر كما علمت فخليق بنا أن نبلوا أبناءنا بشيء من الشدة في حدثانهم وأن نعرضهم لاختلاف الفصول والأقاليم وتقلب الأجواء وأن نغمرهم في مياه الستيكس فإن من تجرع في صباه الغصص لم تؤثر فيه المحن إذا شب ونما إلا كما تؤثر الهزمة في الصخر. وما دام الطفل لم يجر على عادة ما فإنك تستطيع أن تفعل به ما تشاء من غير أن تمسه بأذى أو تلحق به ضررا فأما إذا كان قد تعود شيئاً فلست آمن عليه أن لا يضر به ما تريد أن تحمله عليه. ومن أجل هذا كان الطفل أشد احتمالاً للتغير وإطاقة للتبدل ممن بلغ أشده وتناهى شبابه وذلك لأنه ما زال غضاً طرياً يحتمل أن يثنى ويصب في ما تشاء من القوالب ولكن الرجل لا يطيق ذلك لأنه قد جمد وجف ماؤه فأصبح كالعود اليابس إن تثنيه انكسر ولهذا فأنت نقدر أن تجعل الطفل قوياً وثيقاً إذا عرفت سبيل ذلك وربما كان فيه شيء من الخطر على الطفل غير أن ذلك ليس خليقاً أن يحيلك عن قصدك أو يقطعك عن عزمك لأنه خطار لا مذهب لك عنه ولخير لك أن تخاطر اليوم والخطار غير موبق من أن تقحم الطفل غدا قحم الهلكات وتركبه الأهوال.

وكلما ارتفعت سن الطفل زاد ضن أبويه به وحرصهم عليه وكلفهم به لأنه ينبغي أن يضاف إلى قيمة شخصه ما كلفهما من العناية والكد والعناء والجهد وإلى موته تخوفه منه وإضماره مخافته واستشعار حذاره ولذلك كان العقل كل العقل والحزم كل الحزم أن لا يخلجنا قيامنا على الطفل وحياطتنا له عن توسم المستقبل وأيقاظ رأينا له أي أن من واجب الأب أو المربي أن يأخذ لأمراض الشباب عدتها ويتذرع لحسمها بذرائعه قبل أن يبلغ الطفل هذا السن لأنه إذا كانت قيمة الحياة لا تزال مطردة الازدياد حتى يبلغ الطفل السن التي تكون فيها الحياة نافعة فهل رأيت أحمق ممن يدخر للطفل إلا وصاب والعلل ضنابه أن يتألم وهو طفل طري لا يحس وأعلم أن الشقاء نصيب كل حي وقسمة كل موجود حتى حياطة الطفل ليست بنجوة من الآلام ولعمري أن السعيد من لم يعرف في طفولته غير علل الجسم وأوجاعه فإنها أهون خطباً من سواها والنفس أصبر عليها وأجلد وهيهات ما يئن له الجسم مما تنقض له الجوانح وتذوب له لفائف القلوب ويؤثر من أجله الموت؟ أم تحسب الناس ينتحرون لورم في الرجل أو وجع في الرأس. لعمر أبيك لا يميت الرجاء ويبعث اليأس إلا هموم تعتلج في الصدور وتجول في القلب. وليس أحق بالعطف والرحمة ممن ذهبت بلته ورث برد شبابه.

يولد الطفل فيبكي وتنقضي أيامه الأولى بين عبرة تترقرق وزفرة تتردد وألام في خلال ذلك آنا تلاطفه وتداعبه ليكف عن البكاء ويمسك عن العويل وآونة تتوعده وتضربه ليحبس عنان دمعه ويغيض من عبراته تارة تنقاد له وتنزل على حكمه وطوراً تجرضه بريقه وتأخذه أخذ عزيز مقتدر فهي أبداً مذبذبة بين بذل الطاعة له والامتثال لإشارته وبين إرغامه على طاعتها والقعود تحت حكمها وليست تعرف بين ذلك سبيلاً تسلكه فكأن الطفل لا معدل له عن واحدة من اثنين الأمر أو الطاعة. وعلى ذلك ينشأ الطفل وقد تعلم أول ما تعلم التحكم والذلة فتراه يأمر وهو لا يحسن أن يتكلم ويذعن وهو لا يحسن أن يفعل شيئاً وقد تجزيه أمه بإساءة توهمتها وهو لا يعرف بأي ذنب آخذته وعلى أية زلة جازته. ولعله بمنتزح عما عوقب عليه بريء العهد مما رمي به! ولعله لا يدري كيف يذنب أو يخطئ. ونتيجة ذلك أن صدره يمت في أول نشأته بعواطف وإحساسات نعزوها نحن إلى الطبيعة ونزعم أنه مطوي عليها بسليقته وته. وإذا ساءت خليقته وخبثت خملته تسخطنا القضاء ونحن الذين غمسناه في الفساد وأولعناه بالسوء وغللنا يده عن الخير وأطلقناها في الشر! فهو غرس أيدينا ولا ينتج الغرس السيء ثمرة طيبة.

فإذا سألتني عما يجب عليك فعله لتصون فطرة الطفل التي فطره الله عليها من أن تخبث وتعبث بها يد الفساد قلت لك أن أول ما ينبغي عليك فعله هو أن لا تدع أيدي الغرباء تصل إليه فإن الزهرة الأرجة إذا كثر عبث الأيدي بها ذبلت فإذا رزقك الله مولوداً فلا تكله إلى غيرك حتى يبلغ أشده فإن المرضعة الحقيقية هي الأم والمؤدب الحقيقي هو الأب وهما خليقان أن يتواطأ على طريقة يسلكانها في القيام بأعباء وظائفهما حتى لا تمسه يد أجنبية منه. وأعلم أن الوالد الكيس الحكيم وإن كان جاهلاً أرجي منفعة للطفل وأقدر على تعليمه من أشد العلماء رسوخاً في العلم وبسطة فإن الحكمة قد تفعل ما لا تفعله المواهب.

ورب معترض يقول ولكن على الأب عدا ذلك أعمالاً وواجبات لا مذهب له عن أدائها وأنى له أن ينهض بذلك جميعه إذا كنت تجمله ما ينوء تحته؟ بلى فإن عليه واجبات وأكبر ظني أن آخر ما ينبغي القيام به منها هو واجبه نحو ولده.

إذا كانت الزوجة ترغب عن إرضاع ولدها أنفة واستنكافاً فليس بعجيب أن ينتفي الأب من تربيته ويعدها مسقطة له من الأعين على أني لست أعرف صورة أملأ للعين وأملك للطرف من الحياة العائلية ولكنها صورة لا يتم حسنها إلا باجتماع أعضائها فإذا فقد شيء منها صارت صورة العيوب ومثال المساوي ومجتمع المقابح وإذا كانت الأم أضعف من أن تستطيع النهوض بأعمال الظئر اختلطت على الأب أموره وانتشرت عليه واجباته وتفرقت. لهذا لا لشيء آخر ينفي الأب بنيه عن بيته ويرسلهم إلى المدارس الداخلية والأديرة والكليات فتمحو المشاغل صورة عشهم من صدورهم وتسقيهم عنه سلوة فإذا عادوا إلى عشهم الذي درجوا فيه وجدت أفئدتهم فارعة خلوا من الحنين الذي يستوقد الضلوع وتلتعج في الأحشاء نيرانه حتى ليكاد الأخ لا يعرف أخته.