مجلة البيان للبرقوقي/العدد 51/الأمل والمستقبل
مجلة البيان للبرقوقي/العدد 51/الأمل والمستقبل
مازيني في طليعة قواد الوطنية ومن اعز الأصدقاء الإنسانية في القرن التاسع عشر وإن اسمي مزايا العظيم أن يعيش للنوع لا لنفسه وإن العظيم يقبل إلى السكون وهو عالم إنه ليس له مطلق السيادة على نفسه فإن صوت ضميره يذكره دائماً أن يعيش لإسعاد من حوله وهو بطبعه من أجنح الناس وأميلهم إلى قول أوجست كونت عش للناس وهو مدفوع بجبلته وغريزته إلى ذلك وإذا تلوم عليه فإن ما يصيبه من الندم أشد مما عسى أن يلاقيه من الألم ولذا قال رينان العظيم أبعد الناس عن الحرية وإن الإنسانية لتعجز عن قضاء ديونها للعظماء وإنه لولاهم لكانت أكثر النفوس صحراوات مجدبة ومغارات مظلمة. وينبغي أن يكون حبنا للبطل وإعجابنا به قريبين من حد العبادة وذلك لأن البطل صورة من صور اللانهائية وإن الروعة التي تداخل النفس عند النظر إلى الأبطال نشبه الإحساس الذي تستشعره النفس عند مشاهدة غابة فسيحة الأرجاء باسقة الأشجار أو رؤية بحر عجّاج متلاطم الأمواج إلى أمثال هذه المشاهد التي تحرك في أعماق نفوسنا الشعور الديني لما فيها مرائي اللانهائية وصورها ونرى في مازيني مثلاً أعلى في إنكار الذات قال عنه كارليل (مازيني رجل فضيلة وعبقرية وأحد هؤلاء الرجال النوادر الذين يجدر بنا أن نسميهم الأرواح الشهيدة) وقد كان مازيني من رواد الكمال وعشاقه وكانت في أخلاق القديسين وطهارتهم وصفات الأبطال وأعمالهم.
وقد نشأ مازيني فوجد أوطانه مفككة الأوصال مصدوعة القوى فساءه أن يرى إيطاليا المشرقة الجميلة مهد الحضارة الرومانية وأرض بروتس ودانتي وقد استعبدها النمساويون القساة الغلاظ القلوب وعز عليه أن يسوم النمساويون أبناء وطنه سلالة الرومان الأمجاد الخسف والعبودية ويحجبوا عنهم ضوء الحرية المقدس ونور العلم والعرفان وآلم نفسه كل ذلك فامتشق سيف الجهاد وكان يطارد شرور الحياة بقوة الأمل. وقد كان ثابتاً في جهاده فلا يستهويه النجاح ولا يكسر من عزيمته الفشل.
وقد كان في مازيني بشر سكان الجنوب وتفاؤلهم ولكن السنوات الطويلة الموقرة بالحزن التي قضاها في سويسرة وتحت سماء لندن الغائمة المربدة بعيداً عن سماء إيطاليا الطلقة الصافية قللت من بشره وغبطت من بشاشته فكان لا يزايله اكتئاب صامت شجى كالغيمة الرقيقة الشفافة التي تعلو صفحة القمر الباهر. وكان هذا الحزن يزيد نفسه ملائكية ويبث في تضاعيف كلامه رنة مؤثرة تجذب نحوه القلوب وكان يزيده إنكاراً لذاته وتجرداً عن شخصيته.
وقد كانت مع أصدقائه خضر الربى موطأة الأكناف وكانت أحاديثه جذابة حلوة المساق إلا إذا عاج به الحديث على المسائل السياسية فقد كان يتحول من الهدوء والسكون إلى الثورة والانفعال ويحور صوته المؤثر الرخيم الحواشي زأر أسد أو عزيف عاصفة وكان عسر الخليقة شديد القسوة مع رفاقه السياسيين. وكان كثير الثقة بنفسه والتثبت من آرائه كأنه كان يشعر أنها ضرب من ضروب الوحي والإلهام فهي مسلمة من الخطأ ولذل كان لا يسمح لأحد من حزبه أن يتخطى حدود أفكاره أو يخرج عن دائرتها وتغلب هذه الصفات على رؤساء الأحزاب السياسية العظماء، ونحن نعرف أمثالها في سعد زغلول باشا رئيس وفدنا المحبوب، وتتشابه أخلاق العظماء على الرغم من اختلاف البيئة وتفاوت الزمن.
وقد كتب المقالة التي انتخبنا منها النبذة الآتية وهو في المنفى ليستحث عزيمة حزبه ويدعوهم إلى النهوض والثورة.
إن دماء الأبطال المراقة وعبرات الأمهات المسفوحة ستسقيان قبور الشهداء وتبتلان ثراهم ونحن أوفر من أعدائنا شجاعة وأقداماً وأميل منهم إلى التضحية وتكريس حياتنا وأعرف منهم وأبصر بحوائج العصر ولوازمه وروحه وطبيعته ولقد شردنا عن أوطاننا فحملنا إلى مطارح الفي ضميراً نقياً ونية ثابتاً وإن مصير أعدائنا مرتكز على نجاح مساعينا فإن تولت بهم الليالي وهي متدبرة وإلا متنا كراماً أحراراً وإننا نسير تحت العاصفة والسحب المتلبدة الكثيفة في السماء ولكن هناك وراء تلك السحب الشمس الخالدة إنهم ليحجبونها عن عيوننا زمناً ولكنهم لا يستطيعون إذهابها من الأفق وإن العالم يتقدم إلى الأمام بخطوات رزينة ثابتة ومحال أن تعترض تقدمه قصاصات أوراق الساسة الدنسة ودسائسهم الوضيعة وإن الإسراع في الحركة هو سر الانتصارات الكبيرة.
وينبغي لنا أن لا نقصر نظرنا على أنفسنا فإن داخل النفس أنفاس القبر الباردة والشك يسير بين المقابر والأطلال تتبعه الأنانية وإن الشعوب ستتبوأ في المستقبل مقاعد الملك لا الملوك ولا الإشراف وإني أقول قولة حق أن الأمة التي قد تأصل حب الحرية في قلوب أفرادها رسب الميل إلى التضحية في قرارة نفوسهم واستظهروا أسباب الثورات ونتائجها - مثل هؤلاء لا يعجزهم أن يكسروا قيودهم ويصدوا عنهم الأغلال ويردوا عن أوطانهم رعيل الممالك المتواطئة على سلب حقوقهم ويستذلوا الجموع المحتشدة لسحق حريتهم وليس في الأرض قوة تردهم عن الغابة التي صمدوا إليها والمطلب الذي قصدوا إليه وبقد كانت النيران التي أضرمت في أبدان القوم مدعاة إلى عبادة الحرية وقد حملوا ما يعي عن حمله المناكب وبقوا من الآلام ما لا يملكون التعبير عنه لأنه تجاوز الحد وفات الغاية وستكون ثورتهم لذلك يحسر دونها الوصف ويخون نعتها البيان ولقد كانت أحزانهم مباركة وقد علموا من كل دمعة مترقرقة حقيقة مشرقة وكان كل سنة تتسلخ بضحاياها تزيدهم إيماناً بالتضحية وأملاً في الخلاص والحرية ولقد تجرعوا الكأس مترعة ولم يتركوا بها صبابة فلم يبق لهم إلا كسر تلك الكأس.
يقول لنا فريق من خصومنا إنكم تسخرون بأنفسكم وتزينون لها المحال وإن اليقين قد غاب من النفوس وقد صدأت القلوب وقد ران عليها الخمول ولقد طال عهد القوم بالقيود حتى فترت عزائمهم ونكلت هممهم ونسوا المشي والحركة وأنكم تحاولون أن تثيروا حفيظة جماعة من الأرقاء المستضعفين الأذلاء المنبوذين فكيف تجمعون شتاتهم وتؤلفون شملهم لملاقاة الصعاب ودفعها ورد البلايا ودرئها وقد طالما أهبتم بهم إلى الكفاح والمجالدة في طلب الحرية وبغية الانتقام فتصاموا عن النداء أو رفعوا رؤوسهم المشوشة برهة ثم عادوا إلى سباتهم وبقد شاهدوا جنائز الشهداء تمر أمامهم ولم يكن يخالط عقولهم أو ينصب في آذانهم إنهم يشيعون منها إلى القبر حقوقاً فرطوا في التماسها وأخلوا في طلبها وإن نفوسهم إلى المال منجذبة إلى الماديات وإن الخوف ليقع في قلوبهم من كل جرس ولقد خمدت في نفوسهم نيران الحماس وليس من الميسور معاودة إشعالها وبدون مناصرتهم لا يتم لكم أمر ولا يعتدل بكم حال وليس في طاقتكم أن تبلغوا شأو الانتصار ولكن في مكنتكم أن تلقوا عليهم دروساً في التضحية إذا اعتقدتم أن الدماء المسفوكة لا تنشب أن ينهض على آثارها جبل من الساخطين المنتقمين الثائرين المتمردين ينادون بالثارات ويصبون الويلات ولكن لا تجشموا على المكروه من لم تكن له نفس وثابة كنفوسكم أو همة قعساء كهمتكم أو مال كبار كآمالكم. . . . .
إن اليقين يتطلب غرضاً شاملاً يعانق الحياة ويضم بين حاشيته كل مظاهرها ويحول كل مجاريها إلى مصب واحد تنساب فيه القوات المختلفة ويستلزم عزيمة صارمة وهمة ماضية واعتقاداً راسخاً بأن ذلك الغرض ليس بالممتنع وليس من المستحيل إدراكه ويستصحب ذلك الاعتقاد بقوة سامية مرهونة الجانب مشرقة على هذا الكون ومطلة على هؤلاء المجاهدين في سبيل الوصول إلى ذلك الغرض.
إن الأفكار الكبيرة تخلق الأمم الكبيرة فلتكن حياتنا وقفاُ على فكرة كبيرة وفي ذمة غاية سامية وأفسحوا أفق أفكار الشعب ووسعوا نطاق معرفته وحرروا الضمائر من رق المادية الجاثمة على النفوس واجعلوا قبالتهم رسالة كبيرة وإن المصالح المادية عند ما يمسها الضرر تنجاب ظلمتها عن الفتن والقلاقل لكن المبادئ الكبيرة هي التي تتفجر عن الثورات الهائلة وإن اليقين ينفخ في الشعر روحاً قوية فيترجم لنا الشعر عن تلك الآمال المتراميات الجوابة في نفوسنا ويسربلها في أضوائه فيزيدها جمالاً في النفوس وإشراقاً وبهجة وإتلافاً وسيرتل الشر على مسامعنا أنغام التضحية ويسمعنا أناشيد الأحرار المقهورين ويترنم بذكر تلك الدموع التي تمحو الآثام ويصف لنا تلك الأحزان الجليلة التي تنفي النفس ويليح لنا بصور عظمة الماضي الملتفة حول مهد الزمن الحاضر وسيرقرق الشعر أنداء العرب المطوية على الأشجان وسيعلم الشعر الناشئين المترعرعين والذين لا تزال تندي على جوانبهم ظلال الشباب شريف التضحية وعظمة الثبات وفخامة الصمت وكيف لا يستكينون للشدائد إذا حفتهم منفردين الوحشة المخيفة وكيف يتقدمون برباطة جأشن فلا يتغشاهم الخوف وعن يمينهم السهام الصوارد وعن شمالهم البارقات الرواعد وكيف لا تخالج نفوسهم الشكوى والملل في السنوات الطويلة من الكمد والبرجاء والجروح الدامية الغيبة ويلقنهم اليقين بالمستقبل فلا تتراخى عزائمهم عن السعي ولا تكل هممهم عن العمل وإن كان الموت قد يستلب حياتهم قبل إقبال ذلك الزمن البسام المستنير الذي يعملون من أجله ويذيبون أنفسهم على جوانب الدهر في طلبه.
لقد أتى على الدولة الرومانية حين من الدهر كانت فيه الأزمان ملفوفة في أردية الظلماء وكانت السماء خاوية مقفرة وكانت الإنسانية تسير ضاربة في تيه الضلال وبيداء الحيرة وقد خيمت فوقها الوحشة الرهيبة وأحاطت بها المخاوف المرعبة وكانت تقف وقفة الحائر اللهف في دهش وذهول وقد اختفت إذ ذاك أمم بأجمعها من وجه الأرض وأدرجت في أكفان الفناء وتطلعت أمم أخرى غيرها رافعات الرقاب كأنها تشرئب لرؤية مصارع الأمم الزائلة وقد عم آفاق البسيطة وطار لعناً السماء صوت أجش أجوف كصوت الفناء والانحلال وقد علت الخليقة رجفة فاهتزت السموات وزلزلت الأرض وكان الإنسان إذ ذاك مكفهر الطلعة جهم المحيا يثير منظره المخاوف ويبعث على القلق ولقد كان واقفاً بين أبديتين لا يعرفهما فقد كان يجهل الماضي وصوره المطوية ولا يدري المستقبل وما تضمره له بطون الغيوب وكانت القلوب إذ ذاك فارغة من الإيمان مقوية من اليقين وكانت الجوانح قد أظلت من أنوار التقية بالله والاعتقاد بالجماعة وكان الاجتماع قد تخلخلت أركانه وامتزجت أموره وكانت هناك سلطة حاكمة واهنة متعثرة في حمأة الخطيئة ووهدة الشهوات وكان هناك مجلس أعيان يعيد في الذاكرة رسم العظمة الخالية وكان يهب الأموال ويقيم التماثيل للظلمة المستبدين وكانت هناك عصابة من الرؤساء قد اشتد بينهم حب المنافسة والمباهاة وفريق من الجواسيس ولمة من السفسطائيين والأذلاء الخاضعين وكانت المبادئ الكبيرة قد سدت عليها المطالع وأخذت المسالك وكان الناس ايأبهون لغير الماديات وكانت الوطنية الصادقة قد طار طيرها من أوكان القلوب وكان صوت بروتس مقبلاً من ناحية القبور يقول للعالم أيتها الفضيلة ما أنت إلا كلمة وكان هناك طائفة من ذوي النفوس النبيلة الصالحة والضمائر العفة النازهة وقد تماسكوا عن الدنيا إبقاء على نقاوة عقولهم وصفاء أرواحهم من العيوب الفاشية من إطراح وطنية ومن إقلاع عن فضيلة ولم كانت الأرواح قد تضاءلت استبدت الحواس بالناس فحامت نفوسهم على الشهوات وكانت هممهم لا تترامى إلى أبعد من طلب المعاش ونهمة الدنيا وكانت الفلسفة قد تحيف جانبها الشك وأصبحت أبيقورية ثم فنيت في زوابع من الرياح الكلامية وكان الشعر قد تحول إلى أهاجي ومقذعات ولقد كان الإنسان وهو يجتاز هذه المرحلة من الحياة يقف الفينة بعد الفينة قلق الخاطر غير مستقر النفس كالريشة في العاصف الماثر وكان يقف وقد توحشت ألحاظه ووجب قلبه من هول الوحدة التي تحيطه وكانت أصوات الخوف تدوي في جوف الليل الموحش على قوارع الطرق وكان بعض الأفراد وقد أثاره الخوف ينهد إلى تماثيل الآلهة العريانة الباردة التي كانت تعيد في الأيام السالفة وينظمها بالقبلات كأنما قد مسه عارض من الجنون وكانوا ينفخون في غير مكدم ويمون من اليقين الديني بناء غير مرموم وكانوا يعودون وقلوبهم طافحة باليأس وكلمات الكفر جارية على ألسنتهم - هكذا كانت تلك الأزمان كأزماننا هذه ولكن لم يكن ذلك آخر عهد الدنيا ونهاية الحياة ولكن كان آخر صفحة من صفحات التقدم والرقي وكانت تطوي لتنشر صفحة أخرى ويقبل عصر جديد قد لاحت بشائره وأقبلت بوادره ولقد كان العالم إذ ذاك يتهيأ لاستقبال السيد المسيح الروح الملأى بالحب والتقديس ولقد حنا أضلاعه على ذلك العالم ونفث فيه يقيناً هو الحب والتضحية.
أيها المجاهدون لغرض سام وشريف تدرعوا بدرع اليقين واشعروا قلوبكم عز الحق الذي أيها الداعون إلى الحق الذي لا تغَره الدنيا اليوم المجالدون في الحرب المقدسة لئن دعاكم العالم اليوم بالثار سن المتمردين فغدا هذه الدنيا الغير الوافقة بكم ولا الحافلة بأموركم غداً تدين لكم منه الرقاب المتطاولة وتخشع العيون الطامحة وتتطامن أمامكم المفارق وتنكس الأعناق وإن الشهداء هم الأولياء عندنا والقديسون والأبطال هم قساوستنا وقوادنا الروحيون وإن الأعمال الكبيرة هي توسلاتنا وصلاتنا التي نصل بها إلى عليبن ولقد حث بروما في ذات يوم من أيام القرن السادس عشر أن جماعة ديوان التفتيش انتظم سمط أعضائها ليعقدوا أمراً ينكر دوران الأرض وكانوا يزعمون أنهم يعلمون خفيات كل مكتم وأسرار كل مجهول وأنهم ستمدون واسع سلطتهم ويستقون غزير علمهم من الله وكان واقفاً أمامهم سجين يرسف في ثقيل القيود ينتظر يصبر ما تصطفق عليه آراؤهم في أمره وكانت أنوار العبقرية تضيء معالم وجهه وكان هذا الأسير قد سبق عصره وجاء قبل أوانه وكان قد استل من صدر الزمن سراً من أسرار الكون الخفية الجليلة وذلكم السجين هو جليليو - هز ذلك الشيخ رأسه الوقورة الصلعاء وقد أخذت نيران الثورة تدور في نواحي نفسه التي قد تملأت من الغضب من هذه النفوس المغلقة والإحساسات الراكدة التي تروم إرغامه على إنكار حق اجتلى نوره وانبلج لعينه صبحه ولكن الآلام التي ألمت به وما قاساه من عنت الأسر قد نقضت مرته وألانت شكيمته ولما كان يخشى ضير وعيدهم ويود لو يستدفع إذا هم كاد يلين لهم ويغلب على أمره حيالهم فرفع يديه ليقسم اليمين ولما كان يحرك يديه رفع عينيه الكليلتين للسماء التي ظالما أجال في طرفه الليالي الطويلة ليطالع في صفحتها سطراً من قوانين الكون ونواميسه فلمح أشعة الشمس التي كان لا يخالطه الريب في ثباتها وسط العوالم المتحركة فتمشى في قلبه الندم وصاح من أعماق نفسه، لكنها تدور وقد كرت على ذلك ثلاثة أجيال نهل فيها الزمان وعل من تلك المجالس فغابت آثارها ولكن الأرض لا تزال تدور وأصبح دورانها أمراً لا مساغ للشك فيه ولا نزال كلمات جليليو ترفرف فوق هام الأجيال.
فارفعي أيتها الإنسانية عينيك إلى السماء وإقرائي هناك قصة أنها تدور فلنصدع دجنة الحوادث بأنوار اليقين ولننسف بقوة العمل ما في طريقنا من الموانع والعقبات وأن المستقبل لنا.