مجلة البيان للبرقوقي/العدد 44/أكاذيب الحب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 44/أكاذيب الحب

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 10 - 1918



مقال فكاهي طريف ترجمه من الانكليزية محمد السباعي

ما زال الحب مصدراً للخيال فهو لا يزال يولد حتى في أجهل الطبقات وأغلظها آلافاً من الهموم الوهمية والأمراض الشعرية (أعني الخيالية) فهو يطلق لسان الحوذي والبواب بما يماثل رقيق الغزل وحلو النسيب ويترك الجندي الغليظ سهل الجانب سلس المقادة، فترى أحط السوقة وأخشن العمال إذا أصابه الحب يدمي حشاه ويذوب صبابة وعليه من آيات الظرف والأدب ما هو من مستلزمات هذه العاطفة.

وهذا الذوبان النفساني الداخلي قد أحدث في اللغة لفظاً أصبح شائعاً في هذه الفئة الذائبة وأعني بهذا اللفظ ميت صبابة.

والروايات والقصص التي قوامها ومنشؤها هذه العاطفة مملوءة بهذه الميتات المجازية فترى الأبطال فيها والفرسان والغانيات والقيان كلهم في حالة النزع والاحتضار ومن ثم صار الشعراء يشبهن الجنس اللطيف بنوع الأفعى التي تسلط لحظها على الطائر حتى تقتله بسحر عينها، ولكن أبدع من هذا وأدق تشبيه الشاعر (كولي) المرأة الجميلة بالقنفذ الذي يرسل السهام (كناية عن أشواكه) من جميع أجزاء جسده.

ولقد بحثت في هذا الأمر فرأيت أن أحسن علاج لهذا المرض العام هو أن يتأمل العاشق حقيقة معشوقته التي هي مصدر الداء، فإذا رأى أنها قد تيمته بجمال صحيح وفضل صريح فليسترسل في حبه وإعجابه، أما إذا وجد أن سبب مصابه ومحنته هو سفاسف وسخافات من تصنعات امرأة متبرجة خداعة فلا عذر له في التمادي واللجاجة.

بهذه الفكرة استعرضت عدداً وافراً من رسائل الحب التي جاءتني من هؤلاء الأموات فكونت منها كشف إحصائية الوفيات الآتي الذي سأقدمه الآن للقارئ بلا مقدمة ولا تعليق خدمة له إذ قد بينت فيه مواضع الخطر ومظان الداء وأوضحت أفظع الأساليب والحيل التي تتخذها الحسان لسفك دماء الأبرياء والطائشين

المستر أ. قتل في السينا ماتوغراف في 3 سبتمبر.

المستر ب. أصيب بطلق من بعض النوافذ فخر قتيلاً.

المستر ج - أصيب في دار الأوبرا بلحظ من عين زرقاء وكان المقصود رجلاً آخر فمات بالقضاء والقدر.

المستر د. قضى نحبه في مرقص.

المستر هـ -. مات بخبطة مروحة على كتفه الأيسر من كف الآنسة كوكيتيلا دلوعة بينما كان يحادثها وهو في حالة اطمئنان وعدم استعداد.

المستر و. أصيب بجراح بليغة في جنبه الأيسر بفردة شراب المسز اما الأحمر أثناء نزولها من مركبتها.

المستر ز. قتل في دار التمثيل بتكشيرة.

المستر ح. أصيب بجراح قتالة من الآنسة (نل) بينما كانت تزرر فستانها.

المستر ط. وافاه الأجل في الحمامات في 31 إبريل.

المستر ي. لقي حتفه من يد مجهولة كانت تلعب بالقفاز (الألدوان) على الجانب الأيسر من البنوار الأمامي بدار التمثيل.

المستر ك. أصيب برضوض شديدة لاحتكاكه بفروة كم فستان فزدقي.

المستر ل. أصيب بطلق نفذ إليه من خروق مروحة في كنيسة سانت جيمس.

المستر م. انضرب في قلبه بعقد لؤلؤ.

المستر ن. والمستر س. والمسترع. والمسترف، بينما كانوا واقفين صفاً إذا سقطوا جميعاً في لحظة واحدة بغمزة من عين الأرملة (ترابلند) (صائدة).

المستر ق. داس غير متعمد على ذيل سيدة أثناء الانصراف من التياترو فاندارت عليه فجأة فخر ميتاً في الحال.

المستر ر. قتل في مجزرة حفلة العرس الأخيرة.

المستر ش. قصف غصن شبابه الغض في الحادية والعشرين من عمره بتأثير البودرة.

المستر ث. قتل بسهم خرج من غمازة في خد ماري الأيسر.

المستر خ. بينما كان يقدم إلى المسز فلافيا قفازها - وكانت ألقته على الأرض عمداً - أخذته منه وأخذت روحه بانحناءة (علامة الشكر).

المستر ذ. أصيب بجرح خفيف من عين سوداء وبينما كان يحاول الفرار أصيب بابتسامة أجهزت عليه.

المستر ض. أصيب وهو طائر بسهم من فتاة في الخامسة عشرة إذ أطلت عليه برأسها من المركبة عن غير قصد.

المستر ظ. أغرق في بركة من الدموع بواسطة المسز (مول).