مجلة البيان للبرقوقي/العدد 39/أبيات حكيمة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 39/أبيات حكيمة

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 2 - 1918



مختارة من نهج البردة لسيد الشعراء شوقي

يا نفس دنياك تخفي كل مبكية ... وإن بدا لك منها حسن مبتسم

فضي بتقواك فاها كلما ضحكت ... كما يفض أذى الرقشاء بالثرم

مخطوبة منذ كان الناس خاطبة ... من أول الدهر لم ترمل ولم تئم

يفني الزمان ويبقي من إساءتها ... جرح بآدم يبكي منه في الأدم

لا تحفلي بجناها أو جنايتها ... الموت بالزهر مثل الموت بالفحم

كم نائم لا يراها وهي ساهرة ... لولا الأماني والأحلام لم ينم

طوراً تمدك في نعمى وعافية ... وتارة في قرار البؤس والوصيم

إلى أن قال:

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه ... فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

والنفس من خيرها في خير عافية ... والنفس من شرها في مرتع وخم

تطغى إذا مكنت من لذة وهوى ... طغى الجياد إذا عضّت على الشكم

وهاك شيئاً من همزيته في مدح المصطفى

والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا ... فالمجد مما يدّعون براء

والحرب يبعثها القوي تجبراً ... وينوء تحت بلائها الضعفاء

ومنها:

الحق عرض الله - كل أبية ... بين النفوس حمىً له ووقاء

ومنها يضرع إلى المصطفى ويشفع إليه للمسلمين:

أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة ... في مثلها يلقى عليك رجاء

أدرى رسول الله أن نفوسهم ... ركبت هواها والقلوب هواء

متفككون فما تضم نفوسهم ... ثقة ولا جمع القلوب صفاء

رقدوا وغرهموا نعيم باطل ... ونعيم قومٍ في القيود بلاء

قسط الشعوب من الحضارة أنعم ... تترى وقسط المسلمين شقاء

أورثتهم غرر البلاد فضيعوا ... فاليوم هم في أرضهم غرباء ظلموا شريعتك التي نلنا بها ... ما لم ينل في رومة الفقهاء

مشت الحضارة في سناها واهتدى ... في الدين والدنيا بها السعداء