مجلة البيان للبرقوقي/العدد 32/جنون الأنانية الايجومانيا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 32/جنون الأنانية الايجومانيا

مجلة البيان للبرقوقي - العدد 32
جنون الأنانية الايجومانيا
ملاحظات: بتاريخ: 20 - 2 - 1917



وسر خيبة المصابين به في الحياة

مجنون الأنانية شديد المبالغة في قدر قيمة نفسه ومبلغ أهمية أعماله مهما صغرت وذلك لأنه لا يشغله شيء غير نفسه والعالم أجمع ليس له في قلبه إلا أضيق مجال بل ربما لم يكن له ثمت مجال قط. فلا غر وأن يظل وهو لا يدرك ما هنالك من الصلات والعلائق بينه وبين سائر الناس والوجود ولا يحسن فهم الوظيفة التي يجب أن يؤديها في مجموعة النظامات الاجتماعية. وقد يخشى أن يخلط القارئ بين جنون الأنانية وجنون العظمة ولكن بين الاثنين فرقاً مميزاً، أجل لا خلاف في أن جنون العظمة ناشئ عن اختلال في الأجهزة الحيوية مؤد إلى دوام اشتغال الإنسان بنفسه فترى أن ما يصاب به صاحب هذا الداء من التهيج الكيماوي البيولوجي في الأجهزة الحيوية هو الذي يحدث تلك التخيلات الفاحشة التي تجعل المرء يتصور أنه ملك أو أمير أو قائد أو نبي أو بطريق.

فجنون العظمة مشابه لجنون الأنانية من حيث أن المصاب يكون في كلتا الحالتين مشغولاً بذاته. ولكن الجنونين مختلفان في النقطة الآتية وهي أنه لما كان جنون العظمة يستثير في ذهن المريض تلك الصور اللذيذة التي توهمه أن له في المجتمع مركزاً عظيماً ومنزلة جليلة فذلك يستلزم أن المريض مع شتغاله بنفسه لا بد أن يشتغل كذلك بالمجتمع الذي (حسب تخلياته) قد أصبح أميره أو وزيره أو قائده أو نبيه. أما جنون الأنانية فعلى العكس من ذلك يعزل المصاب عن الجماعة ويحجبه داخل ذاته احتجاب القنفذ في شوكه والسلحفاة في قشرها. ففي جنون العظمة ترى المصاب يحسب حساب المجتمع ويعرف مقداره ويعترف بأهميته مخطورته ويعلق أهمية عظيمة على خضوع ذلك المجتمع له (أي لذلك المريض) واحترامهم له وإجلالهم إياه. أما في جنون الأنانية فلا يرى المصاب ضرورة إحرازه مركزاً اجتماعياً عظيماً (موهوماً بالطبع) ولا يريد إجلال الناس له وإكبارهم إياه ليبرروا له شدة عنايته بنفسه وتفانيه في حب ذاته بل هو لا يرى المجتمع البتة. والناس في نظره غير موجودين. والكون بحذافيره لا يتراآى له إلا كشبح مبهم أو ضبابة رقيقة. كلا بل لا يخطر بباله أنه فرد من الجماعة أو أنه مخلوق أسمى درجة من سائر المخلوقات وإنه لهذا السبب محمود أو محسود. والذي يراه هو أنه منفرد في الدنيا بل هو نفسه الدنيا.

وكل ما عداه من الناس والحيوانات والأشياء إنما هي وسائط وأسباب (موصلة إليه) عديمة الأهمية لا تستحق الذكر.

وكلما كانت الأجهزة الحيوية - الأعصاب الموصلة والمراكز العصبية لأعضاء التغذية والحس والإرادة - كلما كانت هذه الأجهزة أقل اعتدالاً كان جنون الأنانية أقل شدة وكان الضرر الناشئ عنه أقل مقداراً. فأدنى مظاهر هذا الجنون وأخفها أذى هو ما يشاهد أحياناً في المصاب به من شدة الإفتخار بحرفته أو صناعته. فإذا كان مصوراً لم يشك في أن عماد الدنيا ومقدار نظام الكون هو الصور ولاسيما صوره هو. وإذا كان كاتباً أو شاعراً اعتقد أن الدنيا لا تعني إلا بالشعر والكتابة. ولا يعترض معترض بأن هذا العيب ليس خصيصاً بجنون الأنانية بل هو عيب شامل لا يكاد يسلم منه إنسان إذ الحقيقة أن هنالك فرقاً عظيماً بين الإنسان العادي وبين مجنون الأنانية في هذه النقطة. فالإنسان العادي مع عرفانه بأهمية عمله يعرف أيضاً منزلة هذا العمل بالنسبة لغيره مما هو أعلى درجة وأعظم خطورة. ولكن مجنون الأنانية لا يخطر بباله قط أن أي عمل يقوم به يمكن أن يكون قليل الأهمية في نظر الناس. فالإسكاف الصحيح العقل الذي يقضي عمره في ترقيع النعال القديمة بيناً تراه يبذل منتهى جهده الجسماني والعقلي في مزاولة عمله تراه مع ذلك يقر ويعترف بأن هنالك أعمالاً أعظم قيمة بكثير وأجل فائدة ولذة للمجتمع من ترقيع نعل قديم. ولكن مجنون الأنانية على عكس ذلك، يعتقد - إذا كان كاتباً مثلاً - أن الدنيا لم تخلق إلا لتتعان على إخراج كتاب بديع.

فإذا اشتد اعتلال الأجهزة اشتد الجنون الأناني حتى لا يقتصر في الكتاب على مجرد التناهي في تفضيل صناعته على سائر أعمال الحياة بل يتجاوز هذا الطور البريء إلى طور الإجرام الأدبي الذي ربما بلغ درجة الجنون الأدبي. ففي هذا الطور تتولد في المصاب الرغبة في ارتكاب الأعمال الضارة به وبغيره. وقد يعترض معترض بأن هذا يحدث أيضاً للصحيح العقل ولكن الصحيح العقل عنده من قوة الإرادة ما يدفع به الميل إلى الإجرام. أما المجنون الأناني فإنه أضعف إرادة من أن يرد نزعاته وشهواته فهو لا يستطيع أن يضبط أفكاره وأعماله بواجب مراعاة مصلحة المجتمع وذلك لأن المجتمع معدوم الوجود في نظره. فهو منعزل عديم الإدراك للنواميس الأدبية المسنونة للحياة في المجتمع لا للفرد المنعزل. فحالة هذا الإنسان أشبه شيء بحالة روبنسون كروسو (المزعوم في القصص أنه عاش حقبة من الدهر منفرداً في جزيرة أفضى إليها مفرده عقبة عاصفة أودت بكل من كان معه من ركاب سفينة كانت تسير في المحيط الهادئ الجنوبي) إذ يعيش وحده في جزيرته. فلا شك في أن روبنسون هذا كان لا وجود قانون العقوبات في نظره فهو لا يعمل غير الطبيعة ومهما صنع من قتل حيوان أو سرقة بيض طائر أو عشه فعمله هذا لا يعد من الوجهة القانونية قتلاً أو سرقة. فالمجنون الأناني هو روبنسون كروسو يعيش تخيلاً وتوهماً في جزيرة منفرداً وهو مع ذلك عاجز عن ضبط نفسه فهو لا يرى الناموس الأدبي العام وكل ما يحتمل أن يراه ويعترف به - ولعله يأسف على حدوثه - هو خرقه القانون الأدبي بالنسبة لنفسه - أعني عجزه عن قمع نزاعاته فيما يعود بالضرر على ذاته خاصة.

وهناك حالات من المرض يكون الجنون الأناني فيها مقروناً بفسائد الحواس والغرائز، إذ لإخفاء أن الحواس والغرائز إذا فسدت أدت أعمالها على عكس قوانينها المعهودة وفي عكس مناهجها القويمة. ففي حالة فساد الذوق ترى المصاب يشره إلى إلتهام الأشياء التي ينفر منها السليم الذوق بمنتهى الإشمئزاز والكراهية أعني الأشياء المعترف بأذاها والتي تنبذ من أجل ذلك - كالمواد العضوية العفنة والروث والسرجيم والبصاق والمخاط وهلم جرا. وفي حالة فساد الشم ترى المصاب يفضل روائح العفونة على نفحات الريحان والأزاهير. وفي حالة فساد الشهوة للنساء ترى المصاب يشتهي الأمر المنافي للفطرة والحكمة أعني المنافي لإبقاء المثل. وفي حالة فساد الشعور الأدبي ترى المصاب يألف ويلتذ الأعمال التي تملأ الرجل الصحيح اشمئزازاً وكرهاً. نقول فإذا كان الجنون الأناني مقروناً بهذا الفساد من الحواس والغرائز فإن المصاب لا يقتصر أمره على مجرد قلة الشعور بالخير والشر وعدم التمييز بينهما بل يتعدى ذلك إلى ما هو أخبث وأرذل أعني الميل المتعمد إلى الشر بإعظام شأنه في الغير وإتيانه إياه بذاته كلما استطاع إليه سبيلاً ثم يجد فيه من الحسن والجمال ما يجد الرجل الصحيح في الخير.

والجنون الأناني - مقروناً بفسائد الغرائز أو غير مقرون - تختلف مظاهره بإختلاف البيئة والدرجة الإجتماعية المنسوب إليها المصاب، وكذلك بإختلاف مشاربه الخاصة وخصاله الممين فإذا كان في الرعاع والطغام فلن تراه إلا أمرأ ساقطاً مخالطاً غير شريفة أو تراه مجرماً عادة وصناعة. أما إذا كان موسراً متعلماً أو كان ذا منصب عظيم فإنه يرتكب في هذه الحالة جرائم الطبقات العالية فيكون دون جوان الملاهي والمراقص وحجرات السمر والمؤانثة وتبيع الغواني وزير النساء. يرفع لواء الفجور أنى نزل ويحمل الخزي والعار إلى بيوت صفوة أخدانه. ونخبة من صحابه وخلانه. أو أن يكون صياد الوارثات من النساء وقناص الأرامل الموسرات. وخواناً حيثما أؤتمن. وهمازاً مشاء بنميم، مناعاً للخير معتدياً أثيماً. وزراعاً للفتن بثاثاً للمكايد وأفاً كالكذابا. وغذا كان من أرباب العروش فربما استفحل فيه الداء حتى يصير سبعاً ضارياً ووحشاً مفترساً وقائداً غازياً فاتحاً مدوخاً لشعوب الأرض وممالكها. فإن كان محدود السلطة كان من قبيل شارل الخبيث والكونت دي فريه وملك نافر وجيل دي ريه وقيصر بورجيا. وإذا كان مطلق السلطة كان مثل نابليون بونابرت. هذا وإذا كان جهازه العصبي أضعف من أن يولد عنده البواعث المغرية بمحاولة ضخم الأعمال والمساعي أو كانت عضلاته أوهن من أن تستطيع تنفيذ ما توحي به تلك البواعث فإن هذه الأميال الجنائية تبقى غير مقضية. وتبقى هذه المطامع الإجرامية غير مكفية. وتلك الغلة المتأججة غير مشفية ولا مروية. وإذ كان لا بد لها من منفذ ومخرج فإنها تجعل مخرجها من طريق التصور والخيال. في هذه الحالة يكون المجنون الأناني مجرماً نظرياً أو أفلاطونياً ليس إلا. فإن كان من حملة الأقلام شرع في وضع النظريات الهادمة للنواميس الأدبية والقوانين الإجتماعية مما ينطبق على فساد عقله وغرائزه ويلائم جنونه الأناني. أو أخذ يقرظ فاسد النظريات بأبدع القول وأخلبه، يزين زور الكلام بآنق حلى البلاغة وأبدع زخارف البيان. فأمثال هؤلاء الكتاب هم في الحقيقة مجرمون ولكن الفرق بينهم وبين سكان السجون هو أنهم لم يأثروا في قوة الإرادة ومضاء العزيمة ولا يستطيعون به الذهاب إلى السجن على أجنحة الجرائم الفعلية. بل كل ما يستطيعون تزويق اللفظ وتنميق العبارة.

وهنالك خاصة يستوي فيها جميع المجانين الأنانيين وتلك هي عجزهم عن التوفيق بين أنفسهم وبين الظروف التي يعيشون فيها سواء أكانوا ممن يظهرون عداواتهم للنواميس الإجتماعية في صورة فكرية أو فعلية - بالكتابة أو بالإجرام فهذا العجز عن الملائمة بين النفس والظروف المحيطة بها هو من أوضح خواص مجنون الأنانية، وهو لهم مصدر عذاب دائم مآله الخراب التام في النهاية. بيد أن هذه الخاصة هي نتيجة لزومية لبنية جهازه العصبي الأوسط. فإن أول شروط إمكان الملائمة أن يكون الجهاز المذكور من الصحة بحيث يؤدي إلى الذهن صورة صحيحة للحقائق التي يلزم المرء أن يطابق بينها وبين نفسه (أي أن يسير على سننها ومناهجها) مثال ذلك أنك أيها القارئ لا تستطيع تجنب الحفر التي في الطريق إلا إذا كنت تبصرها. وإنك لا تستطيع أن تتقي اللطمة الواقعة عليك إلا إذا كنت تبصر مصدرها ومأتاها. ولا يمكنك أن تولج النصاح في خرت الإبرة إلا إذا كنت تتبين خرتها بطرف جلى وتحمل نصاحها بكف ثابتة غير رعشة. والحقيقة إن ما نسميه سلطاناً على الطبيعة إنما هو خضوعنا للطبيعة. وإن من خطأ التعبير أن ننسب الخضوع للقوى الطبيعية إذ الحقيقة هي أننا نحن الذين نلاحظ تلك القوى ونعرف خواصها ثم نوقع الملائمة بين صفات القوى المذكورة وبين رغباتنا وأغراضنا. فنحن مثلاً نعرف أن الكهرباء تسري في الأسلاك النحاسية فترانا نحتال بدهائنا فنضع تلك الأسلاك في المكان الذي نريد وصول الكهرباء إليه حيث نلتمس نفعها وفائدتها. أفليس ذلك خضوعاً منا لخواص الكهرباء وطباعها. فبلا خبرة بأحوال الطبيعة لا تتأتى الملائمة وبدون الملائمة لا يمكن الانتفاع بقواها وفضائلها وبعد فمجنون الأنانية لا يستطيع التوفيق بين الظروف المحيطة وبين نفسه لعدم استبانته حقيقة تلك الظروف أما عدم استبانته لحقيقة تلك الظروف فلأنه مريض الأعصاب الموصلة، بليد المراكز الإدراكية ضعيف ملكة التأمل.

والسبب الباعث على الملائمة وعلى كل مجهود يبذله الإنسان - والملائمة كما يعلم القارئ ليس سوى نوع من المجهود - هو الرغبة في قضاء حاجة حيوية أو الفرار من ألم ما. أو بعبارة أخرى القصد من الملائمة هو اكتساب الوجدانات اللاذة ودفع الأليمة. وعليه فالمريض العاجز عن إحداث الملائمة أضعف كثيراً عن اجتلاب إحساسات اللذة ودفع إحساسات الألم من السليم القادر على إحداث الملائمة. فلا غرو أن ترى هذا المريض (مجنون الأنانية) لا يزال يصطدم بالعقبات والعثرات لأنه لا يعرف كيف يتجنبها. ولا غرو أن تراه تتقطع نفسه حسرة على التفاحة اليانعة لأنه لا يدري كيف يتوصل الفرع الذي منه تتدلى. فمثل ذلك الإنسان خليق أن يشقى بالحياة وبالناس وإن يكون كثير التسخط سريع الغضب سيء الخلق حانقاً على الكون والطبيعة ناقماً على المجتمع ونظاماته مغتاظاً منهما متأذياً بهما لعدم قدرته على التأليف بينهما وبين نفسه. فهو في ثوران مستمر على جميع النظامات والكائنات يحاول هدمها أو على الأقل يتمنى هدمها ويحلم به. ولكن هذه الانقلابات التي يتشوف إليها ويحرص عليها بل التي ربما أفلح في إحداثها بالفعل هي انقلابات عقيمة مجدبة من الثمرة من حيث الرقي والتقدم. فهو باعتباره مصلحاً أشبه شيء بالطوفان أو الإعصار باعتبارهما أداتين من أدوات الكنس. إذ الطوفان والإعصار لا ينكسان الطريق ولكن ينسفانه. فكذلك هذا التأثر على النظامات الاجتماعية لا ينظف المجتمع من آفاته وينقيه من عاهاته ولكنه يهد ويهدم بطريقة عمياء هوجاء مجنونة. وهذا هو الفرق بينه وبين المصلح الحكيم الخبير الذي شأنه الإصلاح يقود الإنسانية المتألمة المتقهقرة حينما يرسله القدر إليها من الظلمات إلى النور بسبل خفية صعبة وعرة. نعم إن المصلح الحكيم قد ينسف بمنتهى العنف والقسوة تلك الرسوم القديمة البالية الخربة التي قد أصبحت عقبات في سبيل التقدم - ينسفها ليقيم النظامات النافعة على أطلالها. أما المجنون الأناني فإنه يطعن على كل ما يراه سواء أكان نافعاً أم غير نافع. ثم إذا هدم وخرب لم يفكر في تنظيف الأرض من أنقاض ما هدم. بل كل لذته في أن يرى كثبان الأنقاض تعلوها الأعشاب الفاسدة نابتة حيث كانت الجدران والسقوف التي هدمها.

إن هناك لبوناً شاسعاً بين المصلح العاقل وبين الثائر المصاب بجنون الأنانية. وذلك أن الأول يكون ذا غايات ومقاصد وليس للثاني غايات ولا مقاصد. إذ الثاني أقصر نظراً من ذلك وهو لا يفكر قط فيما يجب أن يكون عوضاً من الأشياء متى يريد إزالتها ومحوها. بل كل ما يعرف هو أنه يكره جميع الأشياء على الإطلاق ويريد إرسال صواعق غيظه على كل ما يراه حوله. ومن ثم ترى أن مثل هذا المتهوس ربما حول تيار غضبه إلى شرور خيالية وأضرار وهمية. وربما رمى إلى غرض حقير ومقصد تافه بل لا يبعد أن يشن غارته على النواميس النافعة الحكيمة فتراه تارة يوجه الطعن إلى مسألة رفع القلنسوة بالتحية فيعتصب مع أعضاء حزبه ضد ذلك وتارة يوجه نقمته إلى مسألة التطعيم الجداري الإجباري. وطوراً إلى مشروع إحصاء عدد الأهالي. وأعجب الأشياء أن مجنون الأنانية في قيامه ضد هذه المسائل يظهر من الاهتمام والتحمس ويلقي من الخطب وينشر من المقالات أمثال ما يصدر عن أرباب الانقلابات العظيمة الذين يحاولون إبطال تجارة الرقيق أو يطالبون بتحرير الأفكار وحربة النشر - ماكس نوردو.