مجلة البيان للبرقوقي/العدد 14/مطبوعات جديدة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 14/مطبوعات جديدة

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 12 - 1913



ديوان المازني

نعرف صديقنا الأستاذ المازني من نوابغ كتابنا المعدودين، ونعهده كذلك من أكفأ المترجمين، وأشدهم استمكاناً من أدب العربية والانجليزية، وكذلك عرفه قراء البيان مما رأوا له من روائع المقالات، وبدائع الموضوعات، ولعلهم يذكرون معنا جزالة أسلوبه وفخامته في ترجمته كتاب (أميل) ومقال الشخصية والأخلاق ورواية صريع الكأس وكلمته عن ابن الرومي إلى غير ذلك من آثار قلمه.

ولقد كنا نقرأ له في الصحف بين حين وحين مقطعات وقصائد كثيرة في أغراض شتى فلم نكن نتأول في خلالها تلك المكانة السامية التي نالها الأستاذ لدى القراء بمقدرته الكتابية واضطلاعه بالترجمة. إلى أن ظهر ديوانه وقد كنا انتهينا من العددين الثامن والتاسع فوعدنا القراء أن سنكتب في هذا العدد العاشر كلمتنا.

ونحن على ما بيننا وبين الأستاذ المازني من فرط الود وشدة الإخلاص ومتانة الصداقة وارتباطه البليغ بالبيان، على اعترافنا بفضله ونبوغه. وإقرارنا بأنه من أركان الأدب في مصر، ولا يسعنا إلا أن نبدي رأينا غير مريدين أحداً على أن يراه، إذ لكل إنسان رأيه، ذلك أن ديوان المازني ظهر قبل أوانه، وخرج من كمه قبل أبانه، وكان أحق بأن يختمر في نفس صديقنا ويطمئن في وجدانه. وكان أولى بالأستاذ أن يأخذ في نظمه، ويسكن إلى وصف مشاعره حتى يسكن سواد القراء إليه وإلى قصائده، ويرتقبوا اقتناءها، وينتظروا بشغف احتواءها، ويلهجوا بمديحها والاستهتار بها على نحو ما فعل شوقي وحافظ والرافعي لعهدنا هذا، وعلى ما نحو ما يفعل شعراء المغرب، إذ يسارع الشعب إلى جمع دواوين الشعراء، ولا يسارعون هم إلى طبعها على غرة من الفراء.

ولو لم يكن الأستاذ المازني قد أصاب مكانة سامية من نفوس الناس قبل طبع ديوانه، ولو لم تكن قد تجلت لهم شخصيته وكفايته من قبل، ولولا ما في شعره بعض الآحايين من المعاني السرية التي يخيل إلى القارئين أنها من توليد الأستاذ وابتكاره، والألفاظ النقية التي هي متاع مشاع لجميع الشعراء ولا تكاد تتفاضل فيها الشعراء، لما أقبلوا على الديوان ينقدونه ويقرظونه ويحتفلون به هذه الاحتفال الذي نرى.

هذه كلمتنا لم نشأ أن نكتمها عن صديقنا، وإن كنا نشهد للأستاذ بالفضل والكفاية والنبوغ ونتوقع له أكثر من ذلك وأسمى. هذا وربما كان لنا عودة تكون كالتفصيل لما أجملناه هنا نرجو أن ننشره في أحد الأعداد القادمة إن شاء الله.

وللديوان مقدمة من أبدع ما كتب الكاتبون في الشعر ونقده تقع في نحو من ثلاثين صفحة ولا جرم فهو الكاتب المجيد المبدع عباس محمود العقاد. أكثر الله من أمثاله المفكرين.

والديوان يباع بمكتبة البيان وثمنه خمسة قروش.

الوساطة بين المتنبي وخصومه

كتاب جليل، وسفر أدب رائع. ونقد عدل. يعد أحسن درس لجماعة الناقدين في هذه الأيامز أولئك الذين يكتفون في النقد بتحليل العرض دون الجوهر. ولا يتغلغلون إلى صميم الأشياء. ليقفوا على مراميها الصحيحة. ويظهروا الصحيح من بين أثناء الباطل. ويخرجوا الحق من معتزله. لأن الحق يميل أبداً إلى العزلة والسكون. وإذا كانت اللغة الانجليزية تفخر بكتاب النقادة صمويل جونسون في الموازنة بين شعرائها. فخليق بالعربية أن تفخر بهذه الوساطة التي عقدها النقادة العدل أبو الحسن الجرجاني بين المتنبي وخصومه. ولقد كنا نتمنى أن يوفق هذا الكتاب إلى الطبع. حتى حقق أمنيتنا رجل فاضل. وكاتب غيور. هو حضرة المفضال أحمد أفندي عارف الزين. صاحب مجلة العرفان. إذ قام بطبع الكتاب وتصحيحه وشرحه وتبويبه. فأحسن في جميعها. وناهيك بما في ذلك من نفقات ومجهودات. والكتاب يقع في أكثر من أربعمائة صفحة من القطع الكبير. متقن الطبع جيد الورق وإن كان فيه بعض أغلاط مطبعية يفطن إليها القارئ. وهذه أكبر سيئات المطابع في الشرق. ونحن نشكر لرصيفنا الفاضل هذه الخدمة الكبرى التي أسداها إلى اللغة والأدب والنقد. ونحث القراء على اقتناء هذا السفر الجليل.

هذا والكتاب يباع في مكتبة البيان وثمنه 16 قرشاً وأجرة البريد ثلاثة قروش.

الموازنة بين أبي تمام والبحتري

هذا كتاب آخر. هو خزانة أدب ونقد دقيق. وحكومة عادلة. وضعه شيخ الناقدين أبو القاسم الأمدي. وما يقال في الوساطة يقال في الموازنة. فإن الكتابين في رفعة الشأن أخوان. وفي نصفة المنحى صنوان. وقد طبع للمرة الثانية. ومع ذلك لم يخل من أغلاط مطبعية كثيرة يكاد القارئ يختنق من وقعها. وحبذا لو كان الطبع أكثر نظافة. وحبذا لو كان الورق أجود. على أن الكتاب ليس بصغير الحجم. تزيد صفحاته على المائتين وهو بالحرف الصغير. وفي طبعه على غير هذا الغرار. تكلف الكثير من النفقات. فنستحث كل قارئ على قراءة هذا الكتاب القيم. ونرجو له الرواج والانتشار وقد أعاد طبع هذا الكتاب المكتبة الأنسية في بيروت وهو يباع بمكتبة البيان وثمنه خمسة قروش.

على مسرح التمثيل

هو اسم لسلسلة تلخيصات روائية ونتف أخلاقية اختيرت من أشهر كتاب العالم وقد بدأها واضعها الكاتب الأديب إسماعيل أفندي عبد المنعم في الجزء الأول من هذه السلسلة بتلخيص أشهر مآسي شاعر الدراما الأوحد ويليم شاكسبير، وأسلوب التلخيص رائع واضح، ولعل الكاتب رجع فيه إلى تلخيصات شارلز لام، وحبذا لو عمد في جزئه الثاني إلى ما كتبه ويليم هازلت عن أشخاص هذه المآسي حتى يجمع بين فائدة التلخيص وفائدة التعليق ونحن نشكر لحضرة الملخص عنايته وندعو كل محب للإطلاع إلى اقتناء هذا السفر الجليل.

الشرائع

صدر في طنطا مجلة بهذا الأسم وقفت صفحاتها على الأبحاث القانونية وما إليها ومديرها حضرة الفاضل الأصولي سعاده بك المحامي وقد ظهر منها حتى الآن ثلاثة أعداد وقيمة اشتراكها في السنة خمسون قرشاً ولطلبة الحقوق بنصف هذه القيمة وتطلب من المطبعة العمومية بطنطا ومن المكاتب المشهورة فنرجو لها الذيوع والانتشار.

العائلة المصرية

يسرنا أن يقبل الآنسات المصريات المتعلمات على الكتابة في المسائل المصرية والاجتماعية والحيوية، ويتضامن مع الرجال في الحركة الكتابية الحاضرة، وقد قرأنا للآنسة أوليفيا الأقصرية كتاباً أسمته العائلة المصرية جمعت فيه خواطر لها منظومة ومنثورة في موضوعات كثيرة تحوم حول التربية المنزلية والمدرسية وقسوة الآباء وعقوق الأبناء والمرأة المصرية في جميع أدوارها إلى غير ذلك من الموضوعات مما يجعلنا نغتبط بهذه النهضة الشريفة التي تقوم بها فتياتنا وندعو الآنسة المؤلفة إلى متابعة التفكير والكتابة والاسترسال في القراءة والبحث والإطلاع ونرجو لباكورتها هذه كل الرواج والنجاح. وهي تباع بمكتبة البيان وثمنها أربعة قروش.

الاشتراكية

لا يألو حضرة النابغة المطلع سلامه أفندي موسى جهداً في انتهاز أوقات الفراغ لإخراج كتب جليلة الشأن وإن كانت قليلة الحجم يرمي بها إلى تنوير الرأي العام في المسائل الاجتماعية الكبيرة والمذاهب العصرية وقد أردف كتابيه مقدمة السبرمان ونشوء فكرة الله لجرانت ألن، بكتيب جديد في الاشتراكية صدره بلمعة في تاريخها وأفكار مؤسسيها ثم أعقبها بكلمات في مفاسد النظام الحاضر وماهية الاشتراكية وتسلطها على الفكر السياسي في أوروبا فنحمد إليه كتيباته وندعو كل قارئ إلى قراءتها.

ميزان الذهب

وضع حضرة الاستاذ الفاضل الشيخ أحمد الهاشمي مراقب مدارس فكتوريا الانجليزية وصاحب كتاب جواهر الأدب المعروف بين الطلبة ورواد الإنشاء من التلاميذ كتاباً جديداً سماه ميزان الذهب في صناعة شعر العرب قرب فيه لطلاب علم العروض والمشغوفين بتعلم الأفاعيل والأوزان مثالاً سهلاً يساعدهم على تحقيق طلبتهم ويعينهم على مأربهم من العروض فنرجو له الذيوع الذي هو أهله وثمنه أربعة قروش ويطلب من مكتبة البيان.