متى يستقيمالظل والعود أعوج

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

متى يستقيمُالظلُّ والعودُ أعوجُ

​متى يستقيمُالظلُّ والعودُ أعوجُ​ المؤلف البرعي


متى يستقيمُالظلُّ والعودُ أعوجُ
و هلْ ذهبٌ صرفٌ يساويهِ بهرجُ
و منْ رامَ إخراجَ الزكاةِ ولمْ يجدْ
نصاباً يزكيهِ فمنْ أينَ يخرجُ
هيَ النفسُ والدنيا وإبليسُ والهوى
بطاعتهمْ عنْ طاعةِ اللهِ أزعجُ
أروحُ وأغدو شارباً كأسَ غفلةٍ
بماءِ الأماني الكواذبِ يمزجُ
و أمسى وأضحى حاملاً في بطاقتي
ذنوباً تكادُ الأرضُ منهنَّ تخرجُ
إذْ قلتُ للنفسِ استعدي بتوبةٍ
أبتْ وشقيُّ الحظِ لا يتحججُ
و إنْ قلتُ للقلبِ استقمْ بي تعرضتْ
لهُ شهواتٌ نارها تتأججُ
فكمْ أتزيا بالعبادةِ والتقى
رياءً وبابُ الرشدِ عني مرتجُ
أريدُ مقامَ الصالحينَ وليسَ لي
كمنهجهمْ في الدينِ دينٌ ومنهجُ
و إنْ حضرَ الإخوانُ للذكرِوالبكا
حضرتُ كأني لاعبٌ متفرجُ
فوا خجلتي شيبٌ وعيبٌو قدْ دنا
رحيلي ولا أدري علامَ أعرجُ
و للمرءِ يومٌ ينقضي فيهِ عمرهُ
و موتٌ وقبرٌ ضيقٌ فيهِ يولجُ
و يلقى نكيراً في السؤالِ ومنكراً
يسومانِ بالتنكيلِ منْ يتلجلجُ
و لا بدَّ منْ طولِ الحسابِ وعرضهِ
و هولِ مقامِ حرهُ يتوهجُ
و ديانُ يومِ الدينِ يبرزُ عرشهُ
و يحكمُ بينَ الخلقِ والحقُّ أبلجُ
فطائفةٌ في جنةِ الخلدِ خلدتْ
و طائفةٌ في النارِ تصلى فتنضجُ
فيا شؤمَ حظي حينَ ينكشفُ الغطا
إذا لمْ يكنْ لي منْ ذنوبي مخرجُ
و ليسَ معي زادٌ ولا ليوسيلةَ
بل هاشميٌّ بالبهاءِ متوجُ
ألوذُ بهِ ذاكَ الجنابُفاحتمي
بمنْ هوَ عندَ الكربِ للكربِ مفرجُ
و أدعوهُ في الدنيا فتقضى حوائجي
و إني إليهِفي القيامةِ أحوجُ
إذا مدح الشعراء أرباب عصرهم
مدحت الذي من نوره الكون أبهجُ
و إن ذكروا ليلى ولبنى فإنني
بذكر الحبيب الطيب الذكر ملهجُ
أما ومحل الهدى تدمى نحورها
و من ضمه البيت العتيق المدبجُ
لقد شاقني زوار قبر محمد
فشوقى مع الزوار يسري ويدلجُ
تظل الهوادي بالهوادج ترتمي
و مالي في ركب المحبين هودجُ
و تمسى بروق الأبرقين ضواحكاً
فتغرى غرامى بالبكا وتهيج
و أرتاح من أرواح أطيب طيبة
إذا المسك في أرجائها يتأرجُ
بلادٌ بها جبريلُ يسحبُ ريشهُ
و ينزلُ منْ جوِّ السماءِ ويعرجُ
نبيٌّ تغارُ الشمسُ منْ نورِ وجههِ
بهىٌّ نقىُّ الثغرِ أحورُ أدعجُ
تزيدُ بهُ الأيامُ حسناً ويزدهي
به الدينُ والدنيا به تتبرجُ
مكارمُ أخلاقٍ وحسنُ شمائلٍ
و شيمةُ جودٍبحرهُ متموجُ
غياثٌ لملهوفٍ وغوثٌ لرائدٍ
و ليثٌ إذا صالَ الكمىُّ المدججُ
يخاصمهُ الأعداءُ والسيفُ حاكمٌ
عليهمْ وريحُ النصرِ في القومِ تتأججُ
و منْ خلفهمٍ بأسٌ شديدٌ ونجدةٌ
و رأيٌيراهُالسمهريُّالمزججُ
فعزُّ حماهمْ بالحماةِ مذللُ
و رأسُ علاهمْ بالكماةِ مشججُ
فكمْ منْ أسيرٍ في الوثاقِ مقيدٌ
و كمْ منْ قتيلٍ بالدماءِ يضرجُ
بضربٍ تلبيهِ الجماجمُ والطلا
و طعنٍ ذيالاتُ الحشا منهُ تسرجُ
إليكَشفيعَالمذنبينَ بجارني
فرائدُفي سلكِ المحامدِتدرجُ
مؤلفها عبدُ الرحيمِ كأنها
نجومٌلهافيجوِّ جودكَأبرجُ
فصلني بما يمحو رسومَحواسدي
و يشرحُصدري بالسرورِ ويبلجُ
و أكرمْ لأجلي منْ يلينيفكلنا
إلى الريمنْفياضِفضلكَينهجُ
و صلى عليكَ الله ما هبتِالصبا
و مالاحَفجرٌنورهُ متبلجُ
و فازَ بحظٍ منكَ أربابُ هجرةٍ
إليكَ وأوسٌ ناصروكَ وخزرجُ