متن إيساغوجي
المظهر
متن إيساغوجي في المنطق
(630 هـ)
► | ◄ |
قَالَ الشَّيْخ الْإِمَامُ أَفْضَلُ المُتَأخَّرِينَ، قُدْوَةُ الْحُكَمَاءِ الرَّاسِخِينَ أَثيِرُ الدِّينِ الْأَبْهَرِيُّ، طَيَّبَ الله ثَرَاهُ، وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ: نَحْمَدُ اللهَ تَعَالَى عَلَى تَوْفِيقِهِ، وَنَسْأَلُهُ هِدَايَةَ طَرِيقِهِ، وَنُصَلَّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى عِتْرتِهِ أَجْمَعِينَ.
وَبَعْدُ:
فَهذِهِ رِسَالَةٌ فِي المَنْطِقِ، أَوْرَدْنَا فِيهَا مَا يَجِبُ اسْتِحْضَارُهُ لِمَنْ يَبْتَدِئُ فِي شَيءٍ مِنَ الْعُلُومِ، مُسْتَعِيناً بِاللهِ تَعَالى، إِنَّهُ مُفِيضُ الْخَيْرَ وَالْجُودِ.
إِيسَاغُوجِي
- اللَّفْظْ الدَّالُّ يَدُلُّ عَلَى تَمَامِ مَا وُضِعَ لَهُ.
- بِاْلمُطابَقَةِ: وَعَلَى جُزْئِهِ
- بِالتَّضَمُّنِ: إِنْ كَانَ لَهُ جُزْءٌ.
- وَعَلَى مَا يُلاَزِمُهُ فِي الذَّهْنِ بِالاِلْتِزَامِ.
- كَالْإِنْسَانِ: فَإنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الحَيَوَانِ النَّاطِقِ [بِالمُطَابَقَةِ]،
- وَعَلَى أَحَدِهِمَا [بِالتَّضَمُّنِ].
- وَعَلَى قابِلِ العِلْمِ، وَصِنَاعَةِ الْكِتَابَةِ [بِالاِلْتِزَامِ].
- ثُمَّ اللَّفْظُ
- إِمَا مُفْرَدٌ: وَهُوَ الَّذِي لاَ يُرُادُ بِالجُزْءِ مِنْهُ دِلاَلَهٌ عَلَى جُزْءِ مَعْنَاهُ.
- كَالإِنْسَانِ.
- وَإِمَّا مُؤَلَّفٌ: وَهُوَ الَّذِي لاَ يَكُونُ كَذلِكَ.
- كَرامِي الْحِجَارَةِ.
- وَالمُفْرَدُ
- إِمَّا كُلِّيٌّ: وَهُوَ الَّذِي لاَ يَمْنَعْ نَفْسُ تَصَوُّرِ مَفْهُومِهِ مِنْ وَقَوعِ الشَّركَةِ فِيهِ.
- كَالإِنْسَانِ.
- وَإِمَّا جُزْئِيٌ: وَهُوَ الَّذِي يَمْنَعُ نَفْسُ تَصَوُّرِ مَفْهُومِهِ مِنْ ذلِكَ.
- كَزَيْدٍ عَلَمًا.
- وَالْكُلِّيُّ
- إِمَّا ذَاتِيٌّ: وَهُوَ الَّذِي يَدْخُلُ فِي حَقِيقَةِ جُزْئِيَّاتِهِ.
- كَالحَيَوَانِ بِالنَّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ وَالْفَرَسِ.
- وَإِمَّا عَرَضِيٌّ: وَهُوَ الَّذِي يُخَالِفُهُ.
- كَالضَّاحِكِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ.
- وَالذَّاتيُّ
- إِمَا مَقُولٌ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بِحَسَبِ الشَّركَةِ المَحْضَةِ.
- كَالحَيَوَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ وَالْفَرَسِ، [وَهُوَ الجْنْسُ].
- وَيُرْسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ مَقُولٌ عَلَى كَثِيرِينَ مُخْتَلفِين بِالحقائِقِ فِي جَوَابِ مَا هُوَ.
- وَإِمَّا مَقُولٌ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بِحَسَبِ الشَّرِكَةِ وَالخُصُوصِيَّةِ مَعًا.
- كَالْإِنْسَانِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَفْرَادِهِ نَحْوُ زَيْدٍ وَعَمْرٍو [وَهُوَ النَّوْعُ].
- وَيُرْسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ مَقُولٌ عَلَى كَثِيرِينَ مُخْتَلِفِينَ بِالْعَدَدِ دُونَ الحَقِيقَةِ فِي جَوَابِ مَا هُوَ.
- وَإِمَّا غَيْرُ مَقُولٍ فِي جَوَابِ مَا هُوَ بَلْ مَقُولٌ فِي جَوَابِ أَيُ شَيْءٍ هُوَ فِي ذَاتِهِ.
- وَهُوَ الَّذِي يُمَيِّزُ الشَّيْءَ عمَّا يُشَاركُهُ فِي الجْنْسِ.
- كَالنَّاطِقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإنْسَانِ، [وَهُوَ الْفَصْلُ].
- وَيُرْسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ يُقَالُ عَلَى الشَّيْءِ فِي جَوَابِ أَيَّ شَيْءٍ هُوَ فِي ذَاتِهِ.
- وَأَمَّا الْعَرَضِيَّ
- فَإِمَّا أَنْ يَمْتَنِعَ انْفِكَاكُهُ عَنِ المَاهِيَّةِ، [وَهُوَ الْعَرَضُ الَّلاَزِمُ].
- أَوْ لَا يَمْتَنِعَ [وَهُوَ الْعَرَضُ المَفَارِقُ].
- وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
- إِمَّا أَنْ يَخْتَصَّ بِحَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ [وَهُوَ الخَاصَّةُ].
- كَالضَّاحِكِ بِالْقُوَّةِ وَبِالْفِعْلِ لْلإِنْسَانِ.
- وَتُرْسَمُ بِأَنَّهَا كُلِّيَةٌ تُقًالُ عَلَى مَا تَحْتَ حَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ قَوْلاً عَرَضِيًا.
- وَإِمَّا أَنْ يَعُمَّ حَقَائِقَ فَوْقَ وَاحِدَةٍ [وَهْوَ الْعَرَضُ الْعَامُّ].
- كَالمُتَنَفِّسِ (بِالْقُوَّةِ) وَ (الْفِعْلِ) بِالنِّسْبَةِ لْلإِنْسَانَ وَغَيْرِهِ مِنَ الحَيَوانَاتِ.
- وَيُرسَمُ بِأَنَّهُ كُلِّيٌّ يُقَالُ عَلَى مَا تَحْتَ حَقَائِقَ مُخْتَلِفَةٍ قَوْلاً عَرَضِيًا.
الْقَوْلُ الشَّارِحُ
- الحَدُّ
- قَوْلٌ دَالٌّ عَلَى مَاهِيَّةِ الشَّيْءِ.
- وَهْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ وَفَصْلِهِ الْقَرِيبَيْنَ.
- كَالحَيَوانِ النَّاطِقِ بِالنِّسْبةِ إِلَى الْإِنْسَانِ، [وَهْوَ الحَدُّ التَّامُّ].
- [وَالحَدُّ النَّاقِصُ]: وَهْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ الْبَعِيدِ وَفَصْلِهِ الْقَرِيبِ.
- كَالْجِسْمِ النَّاطِقِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْإِنْسَانِ.
- وَالرَّسْمُ التَّامُّ وَهْوَ: الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ الْقَرِيبِ وَخَوَاصِّهِ الَّلاَزِمَةِ لَهُ.
- كَالحَيَوانِ الضَّاحِكِ فِي تَعْرِيْفِ الْإِنْسَانِ.
- وَالرَّسْمُ النَّاقِصُ وَهَوَ: الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ عَرَضِيَّاتٍ تَخْتَصُّ جُمْلَتُهَا بِحَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ.
- كَقَوْلِنَا: فِي تَعْرِيفِ الْإِنْسَانِ إِنَّهُ:
- (مَاشٍ عَلَى قَدَمَيْهِ، عِرِيضُ الْأَظْفَارِ، بَادِي الْبَشَرَةِ، مُسْتَقِيمُ الْقَامَةِ، ضَحَّاكٌ بِالطَّبْعِ).
الْقَضَايَا
- الْقَضِيَّةُ
- قَوْلٌ يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ لِقَائِلهِ إِنَّهُ صَادِقٌ فِيهِ أَوْ كَاذِبٌ وَهِيَ
- إِمَّا حَمْلِيَّهٌ:
- كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ كَاتِبٌ.
- وَإِمَّا شَرطِيَّةٌ مُتَّصِلَةٌ:
- كَقَوْلِنَا إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالنَّهَارُ مَوْجُودٌ.
- وَإِمَّا شَرْطِيَّةٌ مُنْفَصِلَةٌ.
- كَقَوْلِنَا: الْعَدَدُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ زَوْجًا أَوْ فَرْدًا.
- وَالجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنَ الحَمْلِيَّةِ يُسَمَّى [مَوْضُوعًا]، وَالثَّانِي [مَحْمُولاً].
- وَالجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنَ الشَّرْطِيَّةِ يُسَمَّى [مُقَدَّمًا]، وَالثَّانِي [تَاليًا].
- وَالْقَضِيَّةُ
- إِمَّا مُوجَبَةٌ:
- كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ كَاتِبٌ.
- وَإِمَّا سَالِبَةٌ:
- كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ لَيْسَ بِكاتِبٍ.
- وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا
- إِمَّا مَخْصُوصَةٌ
- كَمَا ذَكَرْنَا.
- وَإِمَّا كُلِّيَّةٌ مُسَوَّرَةٌ:
- كَقَوْلِنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ كَاتِبٌ، وَلاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِكاتِبٍ.
- وَإِمَّا جُزْئِيَةٌ مُسَوَّرَةٌ:
- كَقَوْلِنَا: بَعْضُ الْإِنْسَانِ كَاتِبٌ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ لَيْسَ بِكاتِبٍ.
- وَإِمَّا أَنْ لا يَكُونَ كَذلِكَ، وَتُسَمَّى مُهْمَلَةً:
- كَقَوْلِنَا: الْإِنْسَانُ كَاتِبٌ وَالْإِنْسَانِ لَيْس بِكاتِبٍ.
- وَالمُتَّصِلَةُ
- إِمَّا لُزُومِيَّةٌ:
- كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَت الشَّمْسُ طَالِعًة فالنَّهَارُ مَوْجُودٌ.
- وَإِمَّا اتَّفَاقِيَّةٌ:
- كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَ الْإِنْسَانُ نَاطِقًا فَالْحِمَارُ نَاهِقٌ.
- وَالمُنْفَصِلَةُ
- إِمَّا حَقِيقَّةٌ:
- كَقَوْلِنَا: الْعَدَدُ إِمَّا زَوْجٌ وَإِمَّا فَرْدٌ.
- وَهِيَ
- إِمَّا مَانِعَةُ الجَمْعِ وَالْخَلَوِّ مَعًا
- كَمَا ذَكَرْنَا.
- وَإِمَّا مَانِعَةُ الجَمْعِ فَقَطْ
- كَقَولِنَا: هذَا الشَّيْءُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ شَجَرًا أَوْ حَجَرًا.
- وَإِمَّا مَانِعَةُ الْخُلُوَّ فَقَطْ
- كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فِي الْبَحْر، وَإِمَّا أَنْ لاَ يَغْرَقَ.
- وَقَدْ تَكُونُ المُنْفَصِلاَتُ ذَوَاتِ أَجْزَاءٍ
- كَقَوْلِنَا: (الْعَدَدُ إِمَّا زَائِدٌ أَوْ نَاقِصٌ أَوْ مُسَاوٍ).
التَّنَاقُضُ
- هُوَ اخْتِلاَفُ الْقَضِيَّتَينِ
- بِالْإِيجَابِ
- وَالسَّلْبِ
- بِحَيْثُ يَقْتَضِي لِذَاتِهِ أَنْ تَكُونَ إِحْدَاهُمَا [صَادِقَةً] وَالْأَخْرَى [كاذِبَةً].
- كَقَوْلِنَا: زَيْدٌ كَاتِبٌ. زَيْدٌ لَيْسَ بِكَاتِبٍ.
- وَلاَ يَتَحَقَّقُ ذلِكَ إِلاَّ بَعْدَ اتِّفَاقِهِمَا فِي
- (المَوْضُوعِ، وَالمَحْمُول، وَالزَّمَانِ، وَالمَكانِ، وَالْإِضَافَة، وَالْقُوَةِ، وَالْفِعْلِ، وَالجُزْءِ، وَالْكُلِّ، وَالشَّرْطِ).
- نَحْوُ زَيْدٌ كَاتِبٌ، زَيْدٌ لَيْسَ بِكَاتِبٍ.
- فَنَقِيضُ المُوجَبَةِ الْكُلِّيَّةِ إِنَمَا هِيَ السَّالِبَةُ الجُزْئِيَّةُ.
- كَقَوْلِنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ حَيَوانٌ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ لَيْسَ بِحَيَوانٍ.
- وَنَقِيضُ السَّالِبَةِ الْكُلِّيَّةِ إِنَّمَا هِيَ المُوجَبَةُ.
- كَقَوْلِنَا: لاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِحَيَوانٍ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ حَيَوانٌ.
- وَالمَحْصُورتَانِ
- لاَ يَتَحَقَّقُ التَّنَاقُضُ بَيْنَهُمَا إِلاَّ بَعْدَ اخْتِلاَفهِمَا فِي الْكَمِّيَّةِ لِأَنَّ الْكُلِّيَّتيْنِ قَدْ تَكْذِبَانِ.
- كَقَوْلِنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ كَاتِبٌ، وَلاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِكَاتِبٌ.
- وَالجُزْئِيَّتَيْنِ قَدْ تَصْدُقانِ.
- كَقَوْلِنَا: بَعْضُ الْإِنْسَانِ كَاتِبٌ، وَبَعْضُ الْإِنْسَانِ لَيْسَ بِكَاتِبٍ.
الْعَكْسُ
- هُوَ أَنْ يَصِيرَ
- المَوْضُوعَ مَحْمُولاً.
- وَالمَحْمُولُ مَوَضُوعًا.
- مَعَ بَقَاءِ السَّلْبِ وَالْإِيجَابِ بِحَالِهِ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّكْذِيبِ بِحَالهِ،
- وَالمُوجَبَةُ الْكُلِّيَّةُ لاَ تَنْعَكِسُ كُلِّيَّةً
- إِذْ يَصْدُقُ قَوْلُنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ حَيْوَانٌ.
- وَلاَ يَصْدُقُ: كُلُّ حَيَوانٌ إنْسَانٌ.
- بَل تَنْعَكِسُ جُزْئِيَّةً لِأَنَّا إِذَا قُلْنَا: كُلُّ إِنْسَانٍ حَيَوَانٌ يَصْدُقُ بَعْضُ الحَيَوَانِ إِنْسَانٌ.
- فَإِنَّا نَجِدُ شَيْئًا مَوْصُوفًا بِالْإِنْسَانِ وَالحَيَوَانِ، فَيَكُونُ بَعْضُ الحَيَوَانِ إِنْسَانًا.
- وَالمُوجَبَةُ الجُزْئِيَّةُ أَيْضًا تَنْعَكِسُ جُزْئِيَّةً بِهذِهِ الحُجَّةِ.
- وَالسَّالِبَةُ الْكُلِّيَّةُ تَنْعَكِسُ سَالِبَةً كُلِّيَّةً.
- وَذلِكَ بَيِّنٌ بِنَفْسِهِ.
- لِأَنَّهُ إِذَا صَدَقَ لاَ شَيْءَ مِنَ الْإِنْسَانِ بِحَجَرٍ، صَدَقَ لاَ شَيْءَ مِنَ الحَجَرِ بِإِنْسَانٍ.
- وَالٍسَّالِبَةُ الجُزْئِيَّةُ
- لاَ عَكْسَ لَهَا لُزُومًا، فَإِنَّهُ يَصْدُقُ بَعْضُ الحَيَوَانِ لَيْسَ بِإِنْسَانٍ، وَلاَ يَصْدُقُ عَكْسُهُ.
الْقِياسُ
- هُوَ قَوْلٌ مَلْفُوظٌ أَوْ مَعْقُولٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ أَقْوَالٍ مَتَى سُلِّمَتْ لَزِمَ عَنْهَا لِذَاتِهَا قَوْلٌ آخَرُ.
- وَهُوَ
- إِمَّا اقْتِرَانِيٌ:
- كَقَوْلِنَا: كُلُّ جِسْمٍ مُؤَلَّفٌ وَكُلُّ مُؤَلَّفٍ حَادِثٌ فَكُلُّ جِسْمٍ حَادِثٌ.
- وَإِمَّا اسْتِثْنَائِيٌ:
- كَقَوْلِنَا:
- إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالنَّهَارُ مَوْجُودٌ
- لكِنِ النَّهَارُ لَيْسَ بِمَوْجُودٍ فَالشَّمْسُ لَيْسَتْ بِطَالِعَةٍ.
- وَالمُكَرَّرُ بَيْنَ مُقَدِّمَتَيِ القِيَاسِ يُسَمَّى [حَدًّا أَوْسَطَ].
- وَمَوْضُوعُ المَطْلُوبِ يُسَمَّى [حًدًّا أَصْغَرَ].
- وَمَحْمُولُهُ يَسَمَّى [حَدًّا أَكْبَرَ].
- وَالمُقَدِّمَةُ الَّتِي فِيهَا الْأَصْغَرُ تُسَمَّى [صُغْرَى].
- وَالَّتِي فِيهَا الْأَكْبَرُ تُسَمَّى [كُبْرَى].
- وَهَيْئَةُ التَّألِيفِ تُسَمَّى [شَكْلاً].
- وَالْأَشْكالُ أَرْبَعَةٌ
- لِأَنَّ الحَدَّ الْأَوْسَطَ إِنْ كَانَ مْحمُولاً فِي الصُّغْرَى مَوْضُوعًا فِي الْكُبْرَى فَهُوَ [الشَّكْلُ الْأَوَّلُ].
- وَإِنْ كَانَ بِالْعَكْسِ فَهُوَ [الرَّابِعُ].
- وَإِنْ كَانَ مَوْضُوعًا فِيهِمَا فَهُوَ [الثَّالِثُ].
- وَإِنْ كَانَ مَحْمُولاً فِيهِمَا فَهُوَ [الثَّانِي].
- وَالشَّكْلُ الثَّانِي مِنْهَا يَرْتَدُّ إِلَى الْأَوَّلِ بَعَكِسِ الْكُبْرَى.
- وَالثَّالِثُ يَرْتَدُّ إِلَيْهِ بِعَكْسِ الصُّغْرَى.
- وَالرَّابِعُ يَرْتَدُّ إِلَيْهِ بِعَكْسِ التَرْتِيبِ أَوْ بِعَكْسِ المُقَدِّمَتَيْنِ جَمِيعًا.
- وَالْكامِلُ الْبَيِّنُ الْإِنْتَاجِ هُوَ الْأَوَّلُ.
- وَالشَّكْلُ الرَّابِعُ مِنْهَا بَعِيدٌ عَنِ الطَّبْعِ جِدًّا.
- والَّذِي لَهُ
- طَبْعٌ مُسْتَقِيمٌ
- وَعَقْلٌ سَلِيمٌ
- لاَ يَحْتَاجُ إِلَى رَدِّ الثَّانِي إِلَى الْأَوَّلِ.
- وَإِنَّمَا يُنْتِجُ الثَّانِي عِنْدَ اخْتِلاَفِ مُقَدِّمَتَيْهِ بِـ(الْإِيجَابِ) وَ(السَّلْبِ).
- وَالشَّكْلُ الْأَوَّلُ هُوَ الَّذِي جُعِلَ مِعَيَارًا لِلْعُلُومِ.
- فَنَورِدُهُ لِيُجْعَلَ دُسْتُورًا.
- وَليُسْتَنْتَجَ مِنْهُ المَطَالِبُ كُلُّهَا.
- وَشَرْطُ إِنْتَاجِهِ إِيجَابُ الصُّغْرَى وَكُلِّيَّةُ الْكُبْرَى، وَضُرُوبُهُ.
- المُنْتِجَةُ أَرْبَعَةٌ
- الضَّرْبُ الْأَوَّلُ: كَلُّ جِسْمِ مُؤَلَّفٌ، وَكُلٌ مُؤَلَّفٍ مُحْدَثٌ، فَكُلُّ جِسْمٍ مُحْدَثٌ.
- الثَّانِي: كُلُّ جِسْمٍ مُؤَلَّفٌ، وَلاَ شَيْء مِنَ المُؤَلَّفِ بِقَدِيمٍ، فَلاَ شَيْءَ مِنَ الْجِسْمِ بِقَديمٍ.
- الثَّالِثُ: بَعْضُ الْجِسْمِ مُؤَلَّفٌ، وَكُلُّ مُؤّلِفٍ حَادِثٌ، فَبَعْضُ الْجِسْمِ حَادِثٌ.
- الرَّابِعُ: بَعْضُ الْجِسْمِ مُؤَلَّفٌ، وَلاَ شَيْءَ مِنَ المُؤَلَّفِ بِقَدِيمٍ، فَبَعْضُ الْجِسْمِ لَيْسَ بِقَدِيمٍ.
- وَالْقِيَاسُ الاِقْتِرَانِيُّ
- إِمَّا أَنْ يَتَرَكَّبَ مِنْ حَمْلِيَّتَيْنِ
- كَمَا مَرَّ.
- وَإِمَّا مِنْ مُتَّصِلَتَيْنِ:
- كَقَوْلِنَا:
- إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالنَّهَارُ مَوْجُودٌ
- وَكُلَّمَا كَانَ النَّهَارُ مَوْجُودًا فالْأَرْضُ مُضِيئَةٌ
- يُنْتِجُ إِنْ كَانَتِ الشَّمْسُ طَالِعَةً فَالْأَرْضُ مُضِيئَةٌ.
- وَإِمَّا مُرَكَّبٌ مِنَ مُنْفَصِلَتَيْنِ:
- كَقَوْلِنَا:
- كُلُّ عَدَدٍ إِمَّا زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ
- وَكُلُّ زَوْجٍ فَهُوَ إِمَّا زَوْجِ الزَّوْجِ أَوْ زَوْجُ الْفَرْدِ
- يُنْتِجَ كُلُّ عَدَدٍ إِمَّا فَرْدٌ أَوْ زَوْجُ الزَّوْجُ أَوْ زَوْجُ الْفَرْدِ.
- وَإِمَّا مِنْ حَمْلِيَّةٍ وَمُتَّصِلَةٍ:
- كَقَوْلِنَا:
- كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ حَيَوَانٌ
- وَكُلُّ حَيَوَانٍ جِسْمٌ
- يُنْتِجُ كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ جِسْمٌ.
- وإِمَّا مِنْ حَمْلِيَّةٍ وَمُنْفَصِلَةٍ:
- كَقَوْلِنَا:
- كُلُّ عَدَدٍ إِمَّا زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ
- وَكُلُّ زَوْجٍ فَهُوَ مُنْقَسِمٌ بِمُتَسَاوِيَيْنِ
- يُنْتِجُ كُلُّ عَدَدٍ هُوَ إِمَّا فَرْدٌ أوْ مُنْقَسِمٌ بِمُتَسَاوِيَيْنِ.
- وإِمَّا مِنْ مُتَّصِلَة وَمُنْفَصِلَة:
- كَقَوْلِنَا:
- كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ حَيَوَانٌ
- وَكُلُّ حَيَوانٍ إِمَّا أًبْيَضُ أَوْ أَسْوَدُ
- يُنْتِجُ كُلَّمَا كَانَ هَذَا إِنْسَانًا فَهُوَ إِمَّا أَبْيَضُ أَوْ أَسْوَدُ.
- وَاسْتِثْنَاءُ نَقِيضِ التَّالِي يُنْتْجُ نَقيضَ المُقَدَّمِ.
- كَقَوْلِنَا: إِنْ كَانَ هذَا الشَّيْءُ إِنْسَانًا فَهُوَ حَيَوَانٌ لكِنَّهُ لَيْسَ بِحَيَوَانٍ فَلاَ يَكُونُ إِنْسَانًا.
- وَإِنْ كَانَتْ مُنْفَصِلَةً حَقِيقِيَّةً
- فَاسْتِثْنَاءُ عَيْنِ أَحَدِ الجُزْءَيْنِ
-
- يُنْتِجُ نَقِيضَ الجُزْءِ الثَّانِي.
- كَقَوْلِنَا: الْعَدَدُ إِمَّا زَوْجٌ أَوْ فَرْدٌ لكِنَّهُ زَوْجٌ
- يُنْتِجُ أَنَّهُ (لَيْسَ بِفَرْدٍ أَوْ لكِنَّهُ فَرْدٌ)
- يُنْتِجُ أَنَّهُ لَيْسَ زَوْجًا.
- وَاسْتِثْنَاءُ نَقِيضِ أَحَدِهِمَا
- يُنْتِجُ عَيْنَ الثَّانِي.
الْبُرْهَانُ
- هُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ يَقِينِيةٍ لِإِنْتَاجِ الْيَقِينِيَّاتِ.
- وَالْيَقِينِيَّاتُ سِتَّةُ أَقْسَامٌ
- أَحَدُهَا أَوَّلِيَّاتٌ.
- كَقَوْلِنَا: الوَاحِدُ نِصْفُ الاِثْنَيْنِ وَالْكُلُّ أَعْظَمُ مِنَ الجُزْءِ.
- وَمُشَاهَدَاتٌ.
- كَقَوْلِنَا: الشَّمْسُ مُشْرِقَةٌ وَالنَّارُ مُحْرِقَةٌ.
- وَمُجَرَّبَاتٌ.
- كَقَوْلِنَا: السَّقَمُونِيَا مُسَهِّلَةٌ لِلصَّفْرَاءِ.
- وَحَدْسِيَّاتٌ
- َكَقَوْلِنَا: نُورُ القَمَرِ مُسْتَفَادٌ مِنْ نُورِ الشَّمْسِ.
- وَمُتَوَاتِرَاتٌ
- كَقَوْلِنَا: مُحَمَّدٌ ﷺ ادَّعى النُّبُوَّةَ، وَظَهَرَتِ المُعْجِزَةُ عَلَى يَدِهِ.
- وَقَضَايَا قِيَاسَاتُهَا مَعَهَا.
- كَقَوْلِنَا: الْأَرْبَعَةُ زَوْجٌ بِسَبَبِ وَسَطٍ حَاضِرٍ فِي الذِّهْنِ وَهُوَ [الاِنْقِسَامُ بِمُتَسَاوِيَيْنِ].
- وَالجَدَلُ
- وَهُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ مَشْهُورَةٍ لاَ مُسَلَّمَةٍ عِنْدَ النَّاسِ أَوْ عِنْدَ الخَصْمَيْنِ.
- كَقَوْلِنَا: الْعَدْلُ حَسَنٌ وَالظُّلُمُ قَبِيحٌ.
- وَالخَطَابَةُ
- وَهِيَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ مَقْبُولَةٍ مِنْ شَخْصٍ مُعْتَقَدٍ فِيهِ أَوْ مَظْنُونَةٍ.
- وَالشِّعْرُ
- وَهُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ مَقْبُولَة مُتَخَيَّلَةٍ تَنْبسِطُ مِنْهَا النَّفْسُ أَوْ تَنْقَبِضُ.
- وَالمُغَالَطَةُ
- وَهِيَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مَقَدِّمَاتٍ كَاذِبَةٍ شَبِيهَةٍ بِالْحَقِّ أَوْ بِالْمَشْهُورِ أَوْ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ وَهْمِيَّةٍ كَاذِبَةٍ
- وَالْعُمْدَةُ هُوَ الْبُرْهَانُ لاَ غَيْرُ.
انْتَهى.
المصادر
[عدل]- متن إيساغوجى على موقع مكتبة الإسكندرية
- متن إيساغوجى على موقع مكتبة الألوكة