انتقل إلى المحتوى

ما لي شرقت بماء ذي الأثل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ما لي شرقت بماءِ ذي الأثلِ

​ما لي شرقت بماءِ ذي الأثلِ​ المؤلف مهيار الديلمي


ما لي شرقت بماءِ ذي الأثلِ
هل كدَّهُ الورَّادُ من قبلي
أم بانَ سكَّانُ فأملحَ لي
ماكان قبلَ البين أستحلي
ونعمْ لهم تلك النِّطافُ صفتْ
وامتدّ سابغُ ذلك الظلِّ
وبحيِّهم يشتاق حاضره
بالرِّيف باديهُ على الرملِ
لا ابيضَّ لي في الدار بعدهمُ
يومٌ وهل دارٌ بلا أهلِ
رحلوا بأيامي الرقاقِ على
آثارهم وبعيشيَ السهل
وعكفتُ بعدهمُ على ضمنٍ
عرف الهوى فبلي كما بيلي
جسدي ودمنتهُ بما نحلا
يشاكيان تصدُّع الشملِ
مغنىً وضعنا أمسِ من شعفٍ
سافى ثراه مواضعَ الكحلِ
فاليومَ نحنُ على الوفاء له
نستافه بمناسم الإبلِ
في الظاعنين علاقةٌ عقدتْ
عندي الحفاظَ فلم تخف حلّي
أودعتها قلبي فما قنعتْ
بالقلب حتى استفضلتْ عقلي
فعلى محاسنها وقد هلكتْ
تلك الوديعةُ قيمةُ المثلِ
لما جلا التوديعُ صفحتهُ
عن وقفةٍ زفراتها تغلي
قالت وقلبي من لواحظها
ينصاعُ بين النَّصلِ والنَّصلِ
ما ذنبُ أجفاني إذا خلقتْ
من طينة البلبالِ والخبلِ
إني لأرحمُ من يناضلني
نظرا وبين محاجري نبلي
قد خوِّف العشاقُ قبلكَ من
فتكاتِ هذي الأعينِ النُّجلِ
فلحاظُ عيني من دمٍ سفكتْ
بعد النذير إليك في حلِّ
ما لمتُ طرفكِ أختَ غاضرة
في السقم عن شكّ ولا جهلِ
ما قلتُ لا تسبِ العقولَ وإنما
خوَّفته الإسرافَ في القتلِ
قد كنتُ أعلمُ أنه أجلٌ
لكن ظننتُ زمانه يملي
ومعنِّفين وما لهم ولهى
لم يكترثْ بفراغهم شغلي
قد نازل اللوامُ قبلكمُ
سمعي فما افتتحوه بالعذلِ
وخدعتُ عن وفري وما خدعتْ
عن ذمةٍ نفسي ولا إلِّ
نسبُ الوفاءِ الحرِّ في شيمي
نسبُ المكارم في بني عجلِ
المانعين فخارَ بيتهمُ
للعزِّ والجيرانَ للذُّلِّ
ويحلُّ للأيام كلُّ حمىً
وسروحهمُ في جانبٍ بسلِ
لا تطمع الغاراتُ في طرفٍ
جمعوه في طردٍ ولا شلِّ
والمطعمين إذا انبرت سنةٌ
عضَّاضةٌ بنيوبها العصلِ
بسطوا مكانَ الغيث أيديهمُ
فيها فكنَّ قواتلَ المحلِ
من كلّ وافى الحلم معتدل ال
أخلاقِ ما لم يلقَ بالجهلِ
حتى إذا التُمستْ هضيمته
لمس المغرَّر جلدةَ الصِّلِّ
يغشى الطعان بغشمِ منصلتٍ
غرٍّ ورأى مجرِّبٍ كهلِ
وإذا السواعد بالقنا ارتعشت
دعمَ القناةَ بساعدٍ عبلِ
وإذا ارتأى النادي أو انعقدت
حلقاته للعقدِ والحلِّ
كانت له والحزمُ مشتركٌ
أمُّ الكلامِ وقولةُ الفصلِ
قوم إذا نسبوا أبا دلفٍ
ذهبوا بجلِّ البأس والبذلِ
وكفاهمُ فخرا بواحدهم
فخر القبيل بكثرة النسلِ
سارت بهم أيّام سؤدده
سيرَ الحديث بمعجز الرُّسلِ
وأتى الوزيرُ فكان بيِّنةً
كفلتْ لهم بسلامةِ النقلِ
وصفتْ شهادته مغيَّبهم
والفرعُ مبنيٌّ على الأصلِ
رويتْ لنا قولا فضائلهم
ونصرتَ ذاك القولَ بالفعلِ
أدَّيت عنهم وافيا لهمُ
بأمانةِ التبليغ والحملِ
ورأيت نفسك تقتضي شرفا
فضلَ المزيدِ فزدتَ بالفضلِ
أعطوا على سعة الزمان كما
تعطى وتضعفُ أنت في الأزلِ
وكفوا ولو قاموا مقامك في ال
أحداثِ لم يبلوا كما تبلي
جذبتْ بك الهممُ الكبارُ فقد
نلتَ السماءَ وأنتَ تستعلي
وهدتك آراءٌ مظفَّرةٌ
فتحتْ عليك مغالق السُّبلِ
ونهضتَ بالملك الذي لويتْ
منه ظهورُ الجلَّةِ البزلِ
أعيا الرجالَ أوانَ خفّتهِ
وحملته متفاوتَ الثِّقلِ
أرسلتَ فيه بآية خرقتْ
ما كان في العادات والعقلِ
جرحٌ تواكله الأساة على
ولغِ المسابرِ فيه والفتلِ
بعلوا به مستضعفين له
فحسمته من جانبٍ سهلِ
عضدت كفايتك السعودَ كما
عضد القرانُ الحبلَ بالحبلِ
وأمدّك اللهُ المعونةَ في
عزميك من سيرٍ ومن حلِّ
أرضاه باطنك المخلَّصُ من
غشٍّ يرين عليه أو غلِّ
ولاّك أمرَ عباده نظرا
منه فما تدهى من العزلِ
وحمتك منه أن تنالَ يدٌ
تنجو بها من زلَّة الرجلِ
وملكتَ أهواءَ القلوب فما
تسلى على هجرٍ ولا وصلِ
عافيتَ أهلَ الأرض من سقمٍ
عرضوا له بالمال والأهلِ
وغدوا يعدُّون البقاءَ ردىً
والعزَّ للأوطان كالذلِّ
في فترةٍ عمياءَ جائرةٍ
فظهرتَ بالإحسان والعدلِ
ومزجتَ بالبشر المهابةَ وال
إرهابَ بالإرفاقِ والمهلِ
والسيفُ يقطع عن طبيعته
ويروق بالشَّعشاعِ والصَّقلِ
عقمتْ فلم تلد الوزارةُ مذ
ولدتك بل زكّيتَ في الحملِ
ما طرَّقتْ بك وهي راجيةٌ
جريانَ مثلك في مطا فحلِ
كنتَ ابنها البرَّ الوصولَ فلا
ذاقت بفقدك جرعةَ الثُّكلِ
وفداك كلُّ محافزٍ حسدا
جاريته ففلجت بالخصلِ
تجري وتعقله وراءك أر
ساغٌ من التقصير في شكلِ
وقدمتَ أيمنَ قادم وضعت
رجلاه عن سرجٍ وعن رحلِ
أوبَ الغمامة بعد ما انقشعت
بمفوَّف الأخلافِ منهلِّ
وهنتك ضافيةٌ تعلَّقُ في
عطفيك من ظهرٍ ومن قُبلِ
شدَّ النضارُ ضعيفَ منكبها
حتى أقامَ بها على رجلِ
لحمتْ على قدرٍ صبائغها
فالشكل موضوعٌ على الشكلِ
وعريقة في القريتين لها
بيتان من دقٍّ ومن جلِّ
فإهابها من بيت خفَّتها
وحليُّها من بيتها الجثلِ
بأخي وتفضله لقد جمعتْ
زنةَ الوقارِ وخفة الحملِ
ألقى عليك الملكُ تكرمةً
لم تلقَ عن كتفيه من ثقلِ
فلبستها للصون تسحبها
ومساحبُ الأذيال للبذلِ
بك عزَّت الآدابُ واثَّأرتْ
من بعد ما نامت على الذحلِ
رخصتْ على قومٍ فقام لها
منك المنافسُ دونها المغلي
ورددتَ عن لحمي أراقمه
دوداً وهنَّ يدٌ على أكلي
أنهضتني بالدهر أحمله
وصروفه كلٌّ على كلِّ
وفعمتَ لي بحرا وقد قنطتْ
شفتي من الأوشال والضَّحلِ
وفسحتَ فانفسحت مضيَّقةٌ
مجموعةُ الطرفين في عقلِ
قبضتْ خطاي فلم تكن قدمى
فيها لتملأَ حافتي نعلي
ولقد أنستُ بها على مضض
أنسَ الأسير بحلقةِ الكبلِ
فوصلتَ في المقطوع ممتثلا
أمرَ العلا ووسمتَ في الغفلِ
ونسختَ لي بالجود كلَّ يد
وضعت شريعتها على البخلِ
نقد المكارم عندها عدةٌ
حتى يموتَ الوعدُ بالمطلِ
فلئن جزى جزلَ العطاء فتىً
حرُّ اللسانِ بمنطقٍ جزلِ
فلأصفينَّك كلَّ سائرةٍ
في الريح سائلةٍ مع الوبلِ
رفاعةٍ في الأرض خافضةٍ
بالشكر من حزنٍ إلى سهلِ
لا ترهبُ الشِّقَّ المخوفَ ولا
تظما إلى نهلٍ ولا علِّ
ووراء أبواب الملوك لها
رفعُ الحجاب ورتبةُ القبلِ
ومتى نكلتُ عن الجزاءِ فلم
ينهض بكثرك في العلا قلِّي
علّمتني ووصفتَ نفسك لي
فطفقتُ أكتب عنك ما تملي
تلقاك أيامُ السعود بها
وصّالةً محبوبةَ الوصلِ
يتخايل النيروزُ إن جعلتْ
حلياً على أعضائه العطلِ
فتملَّها وتملَّه أبدا
ما خولف الإحرامُ بالحلِّ
وأعنْ وتممْ ما ابتدأتَ به
فالبعض مرتهنٌ على الكلِّ
واعرفْ لهذي الأرض أن ولدتْ
أزمانَ ملكك مادحا مثلي