انتقل إلى المحتوى

ما للفقير الذي جلت مصائبه

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ما للفقير الذي جلت مصائبه

​ما للفقير الذي جلت مصائبه​ المؤلف أبو الهدى الصيادي


ما للفقير الذي جلت مصائبه
إلا الرسول الذي عمت مواهبه
محمد الخير تاج المرسلين ومن
سرت إلى العالم الأعلى ركائبه
سر النبوة مصباح المرؤة مولى
الكون بل معدن الإحسان واهبه
روح المعاني طريق الوصل واسطة الآمال
كنز حقير مل صاحبه
سيف انتصار إذا عادى الزمان عدا
وباب عز لمن ذلت جوانبه
حصن حصين مكين يستجار به
إذا طغى الدهر أو جارت نوائبه
عزي به وانتصاري دائما أبدا
رغم العدو الذي ساءت مذاهبه
يا حبذا شرف طوقت فيه من الهادي
الذي لم يخب والله طالبه
قل للعدو كساه الله ثوب عنا
هون عليك فمجدي جل ناصبه
لن يهدم الشرف العالي قصير يد
لم تقطع الشفة السفلى غرائبه
إني وإن كنت مملوء الجيوب بأوزاري
وذنبي عظيم حار كاتبه
فرحمه الله بالمختار حاصله
وسيب شمس الهدى كالبحر ساكبه
وإن رأيت ضعيف العزم لي مدد
بالمصطفى تدهش الرائي عجائبه
ولي بنفحته الزهراء نور هدى
تجلو حنادس أكداري كواكبه
ولي عساكر نصر من عنايته
ليلا إذا ما الدجى قامت مواكبه
ولي طراز قبول من مكارمه
لا بد أن تملاء الدنيا مناقبه
ولي كريم رحاب لا يذل به
دهراً ولا الضيم في آن يقاربه
ولي بشوكته العظمى سهام حمى
لا بد تلدغ أعدائي عقاربه
ولي به صولة سلطان دولتها
صعب على الحاسد الممقوت حاجبه
امنت بالله والمولى الرسول كفى
عندي لكل ملم إذ اقالبه
فلا الصديق على مدحي أطالبه
ولا العدو على ذمي أعاتبه
وكل ما جاء من ربي لدي رضا
فيه وظني أن تمحى مصائبه
وقد لجأت بذيل الهاشمي على
صدق وقد أمطرت روحي سحائبه
وقد ركبت له عزما مطية
إيماني فدهري لا تخشى متاعبه
وفي القيامة محفوظ الجناب به
وإنه قط ما ذلت حبائبه
ولي به حبل وصل جاء عن رحم
إن عد في الحشر للزلفى أقاربه
وصدق حبي ولو ذي ضمن ساحته
طريق عز غدت تسمو مراتبه
صلى عليه إله العرش ما كشفت
عن مغلق الليل في صبح غياهبه
وآله الغر والأصحاب سادتنا
وابن الرفاعي من ما هان نادبه
والأولياء رجال الله من خلفو
خير الوجود فهم فينا عصائبه