ما زال في الأرض حبا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ما زال في الأرض حبّا

​ما زال في الأرض حبّا​ المؤلف إيليا أبو ماضي


أيّ خطب دها فبات المهجر
مثل حقل مرّت عليه صرصر
ضربت عقد زهرة فتبعثر
و مشت فوق عشبه فتنكر
قد سمعنا، يا ليتنا لم نسمع
نبأ زعزع القلوب و ضعضع
فجزعنا، و حقنا أن نجزع
لفراق الفتى الأديب الألمع
قد بكينا كما بكى لبنان
و حنّتنا كأرزه الأحزان
ليس بعد الأمين ثمّ مكان
غير مستوحش و لا إنسان
ألمهيّ قد غاب تحت الرغام
إنّما لم يغب عن الأفهام
فهو باق فينا مدى الأيّام
فعليه تحيتي و سلامي
لم يعفّر جبينه في التراب
لم يوارب في موقف، لم يحارب
لم يبع قومه من الأغراب
لم يسر في سوى طريق الصواب
عاش في الأرض مثل زهر البنفسج
كلّما زاد فركه يتأرّج
و كنجم في برجه يتوهّج
لا يبالي أحبّه من أدلج
فابسمي فوق قبره، يا نجوم
و ترنّم من حوله، يا نسيم
فالدّفين الذي هناك يقيم
بطل مصلح وروح كريم
و تنصّت إذا رأيت الأقاحي
جاثيات في هيكل الأرواح
قائلات بلهجة النصّاح
أيّها النّاس، بعض هذا النذواح