ما بال حقف بكثيب اللوى

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى

​ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى​ المؤلف الشريف المرتضى


ما بالُ حِقْفٍ بكثيبِ اللِّوى
عطلاً بلا شاءٍ ولا جاملِ؟
حالتْ مغانيه ووجدى به
غضٌّ جديدٌ ليس بالحائلِ
لو أبصرتنى ناحلاً عينهُ
لا ستأنس النّاحلُ بالنّاحلِ
لولا الألى حلّوا طلولَ الّلوى
ما كان لى فيهنّ من طائلِ
دعْ عنك وَقّافاً على أربُعٍ
يسألُ فيهن عنِ الرّاحلِ
فلن تراني أبداً سائلاً
ما ليسَ يدري لغةَ السَّائلِ
ياصاحبيَّ اليومَ لا تلحيا
على الهوَى مَن ليس بالقابلِ
لا تَصدُقاني عن ذنوبِ الصِّبا
وعلِّلا قلبيَ بالباطلِ
فليس بالحُبِّ على مُتْلِفٍ
أرْشٌ ولا عَدْوَى على قاتلِ
قد قلتُ للسّارى إلى سوأةٍ
تغويهِ فيها لذّةُ العاجلِ
تفنى وتبقى من أحاديثها
ما ليس بالفاني ولا الزّائلِ:
نهنهْ بنيّاتِ هواها ودعْ
شاربَها صِرْفاً على الآكلِ
ولا تردْ غدرانها ناهلاً
كم ظامئٍ أحمدُ من ناهلِ
لولا ثناءٌ خالدٌ ذكرهُ
ما انتصف العالمُ من جاهلِ
إنّ لفخر الملك عندى يداً
أعيا بأنْ يحملها كاهلى
لم تُجرِها في خاطرٍ فكرةٌ
ولم يَنَلْها أَمَلُ الآملِ
متى أفضْ فى ذكرها مثنياً
فإنّنى فى شغلٍ شاغلِ
كأنَّما شَنَّ الذي بثَّها
لَطِيمةً في المجلسِ الحافلِ
أنتَ الذي تُعطي بلا موعدٍ
وتترك الوعدَ على الماطلِ
كم أنقذتْ كفّك من موثقٍ
عانٍ وكم نبّهتَ من خاملِ
والملكُ لولا أنتَ يا فخرهُ
ما كان إلاّ نهزةَ الخاتلِ
أيُّ مُقامٍ لك في نصرِهِ
وهو على هارى البنا مائلِ!
كالشّمس إلاّ أنّه فى الدّجى
ما غاب عن عينك بالحائلِ
يُرجى ويُخشى فهْوَ كالبحر في
ردى مُبيرٍ وندى واصِلِ
لا يولجُ الهزلَ على جدّه
يوماً ولا الحقَّ على الباطِلِ
سيق إليه من قلوب الورى
كلُّ حَرونٍ بالخُطا باخِلِ
وصادَ مِن أهوائهمْ بالنَّدى
ما لم تَصِدْه كُفَّةُ الحابِلِ
وعلّمتْ آلاؤه شكره
والشُّكر مُستَمْلىً على الباذِلِ
لا ضامك الدّهرُ ولازلتَ من
نعيمهِ في منزلٍ آهِلِ
وانعمْ بذا العيدِ وخذْ سعده
في عاجلِ العام وفي قابلِ
تَبلى وتُسْتَأْنفُ أثوابُه
ترفلُ فيهنّ مع الرّافلِ
وضحِّ بالأعداءِ واجعلهمُ
مكانَ ذاك النّعمِ الهاملِ
ولا عَدِمنا منكَ هذا الذي
نراهُ من رَوْنقِكَ الشّاملِ