انتقل إلى المحتوى

له كل يوم فيك واش وعاذل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

له كل يومٍ فيك واشٍ وعاذلُ

​له كل يومٍ فيك واشٍ وعاذلُ​ المؤلف ابن نباتة المصري


له كل يومٍ فيك واشٍ وعاذلُ
وفي قلبه شغل من الحبّ شاغل
أخو صبوةٍ أثرى من السهد طرفه
ولكن له دمعٌ على الخد سائل
مقيمٌ ولو جدّ الرحيل على الولا
ودانٍ وان شطت عليه المنازل
اذا غردت ورق الحمائم في الضحى
على فننٍ هاجت عليه البلابل
و أغيد في عليا دمشق محله
وفي لحظه من صنعة السحر بابل
و لحظ اذا حفته أصداغ شعره
فما هو الا سيفه والحمائل
تطاولت الأغصان تحكي قوامه
وعند التناهي يقصر المتطاول
و فضلت الجوزا على البدر وجهه
وقال السهى للشمس لونك حائل
و أعيا فصيح الوصف نبت عذاره
وعير قسّا بالفهاهة باقل
و لما مشى فوق البسيطة زانها
وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
و ما خفتُ من جهل العذول وانما
بغيضٍ اليّ الجاهل المتعاقل
و اني وان كنت الأخير غرامه
لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
تعشقته كالبدر في الطرق مشرقا
فيا أسفي والبدر زاهٍ وآفل
و أسكنته كالضيف وسط جوانحي
فيا حزني والضيفِ بالبيت داخل
لقد اعقبت قلبي صنوفاً كثيرة
من الشجو أيامُ اللقاء القلائل
سقى الله أيام اللقا سحب راحة
وزيرية فهي الهوامي الهوامل
وزير له في طالب الفضل راحة
ولكنها قد أتعبتها الفواضل
لقد قام عبد الله يدعو إلى الندى
فأهوت شعوبٌ للرجا وقبائل
له الله ما أوفى وأوفر سؤدداً
اذا نوّهت بالسائدين المحافل
تردد في أفق الوزارة شخصه
كما رددت شهب السماء المنازل
و عطل مغناها اتباعاً لزهده
وإن محلاًّ بان عنه لعاطل
ألم تر شباك الوزارة كله
عيبونٌ تراعي عوده وتحاول
سلوا عنه مصراً والشام ففيهما
شواهد من آثاره ودلائل
ألم يرض أرض الواديين بحفل
من السحب الا أنهن أنامل
كلا وادييها عاشق لنزوله
على أنه في بلدة الأفق نازل
تغامز من هذي أصابع نيلها
وهذي برقراق العيون تغازل
و كان عريقاً في المناصب بيته
مكيناً اذا ما قيل كافٍ وكافل
فلا واصلاً حبلاً لمن هو قاطعٌ
ولا قاطعاً حبلاً لمن هو واصل
له قلم كالغصن بالماء مثمرٌ
ولكنه غصنٌ الى الجود مائل
يسمن بيت المال وهو هزيله
ويفعل أفعال الظبا وهو هازل
اذا هزّ في يوم الخطاب فعالمٌ
وان هزّ في يوم الخطوب فعامل
اذا قلت ياللصاحب ابتدرت إلى
نداك معالٍ كالنجوم موائل
فقل فيه ما شئت المقال مهنئاً
فانك في ظلّ السيادة قايل
هنيئاً لمولانا الوزير إيابه
ومقفله في الذكر والأجر حاصل
و لا برحت أوقاتنا ببقائه
مواصلة أبكارها والأصائل
يكف الأذى عن حالنا جود كفه
ويروي لنا عنه عطاءٌ وواصل