لنا كل يوم رنة خلف ذاهب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لنا كل يوم رنة خلف ذاهب

​لنا كل يوم رنة خلف ذاهب​ المؤلف الشريف الرضي


لنا كل يوم رنة خلف ذاهب
ومستهلك بين النوى والنوادب
وقلعة اخوان كانا وراهم
نُرامِقُ أعجَازَ النّجومِ الغَوارِبِ
نوادع احداث الليالي على شقىً
من الحرب لو سالمن من لم يحارب
وَنأمُلُ مِنْ وَعدِ المُنى غيرَ صَادِقٍ
ونأمن من وعد الردى غير كاذب
وَما النّاسُ إلاّ دارِعٌ مِثْلُ حاسِرٍ
يُصابُ، وَإلاّ داجنٌ مثلُ سَارِبِ
الى كم نمنى بالغرور وننثني
بِأعْنَاقِنَا للمُطْمِعَاتِ الكَوَاذِبِ
وهل ينفع المغرور قرب للنوى
تَلَوُّمُ مَغْرُورٍ بِأرْجَاءِ جَاذِبِ
لُزِزْنا مِنَ الدّهرِ الخَؤونِ بمِصْدَمٍ
يحطم اشلاء القرين المجاذب
هوَ القدَرُ المَجلوبُ من حيثُ لا يُرَى
وَأعْيَا عَلَيْنَا رَدُّ تِلْكَ الجَوَالِبِ
نُراعُ إذا ما شيكَ أخمَصُ بَعضِنا
وَأقدامُنَا مَا بَينَ شَوْكِ العَقارِبِ
ونمسي بامال الدنيا سمام لطاعم
وَخَوْفٌ لمَطْلُوبٍ، وَهُمٌّ لِطَالِبِ
تصدى لنا قرب الموامق ذي الهوى
ويختلنا كيد العدو المجانب
وَإنّا لَنَهْواهَا عَلى الغَدْرِ وَالقِلى
ونمدحها مع علمنا بالمعائب
وحسبي من ضراء دهري انني
أُقِيمُ الأعادي لي مَقَامَ الحَبَائِبِ
ألم يأن يا للناس هبة نائم
رأى سيرة الايام اوجد لاعب
حدت بعصاها لآل ساسان والتوت
يَداهَا بِآلِ المُنْذِرَيْنِ الأشَاهِبِ
وحلت على اطلال عاد وحمير
سنابكها حل الجياد اللواغب
نزلن قباب المنذر بن محرق
واندية الشم الطوال بمارب
نبا ببني العنقاء ناب وقعقعت
عماد بني الريان احدى الشواعب
فقادتهم قود الايانق في البرى
وَزَمّتْهُمُ زَمَّ القُرُومِ المَصاعِبِ
أهَبّتْ عَلَيهِمْ قاصِفاً مِنْ رِيَاحِها
فطاروا كما ولى جفاء المذانب
مَسِيرٌ مَعَ الأقْدارِ مَا فيهِ وَنْيَةٌ
وَلا وَقْعَةٌ بَعْدَ اللُّغُوبِ لِرَاكِبِ
وَمَنْ كَانَتِ الأيّامُ ظَهْراً لرَحْلِهِ
فيا قرب ما بين المدى والركائب
ومن اصبح المقدار حادي مطيه
أجَدّ بِلا رُزْءٍ، وَلا سَوْطِ ضَارِبِ
على مثلها يدمي الحليم بنانه
عِضاضاً على أيدي المَنايا السّوَالِبِ
عَلى أيّ خَلقٍ آمَنُ الدّهرَ بَعدَما
تَبَاعَدَ مَا بَيْني وَبَينَ الأقَارِبِ
سِنانُ عُلًى، عُزّي، قَناتي، وَمَضْرَبٌ
مِنَ المَجدِ مُستَثنًى بهِ من مَضَارِبي
ولما طوى طي البرود واقبلوا
يُهَادُونَهُ بَينَ الطُّلَى وَالمَناكِبِ
صبرت عليه اطلب النصر برهة
من الدّهرِ ثمّ انقدتُ طوْعَ الجَواذِبِ
تَقَطّعَتِ الأسبابُ بَيْني وَبَيْنَهُ
فلم تبق الا علقة للمناسب
لَئِنْ لمْ نُطِلْ لَدْمَ التّرَائِبِ لوْعةً
فان لنا لدما وراء الترائب
يتم تمام الرمح زادت كعوبه
وتهتز للحمد اهتزتاز القواضب
بمَطْرُورَةِ الأنْيَابِ عُوجِ المَخالِبِ
وَلا الرّيقُ في كَرّ الرّزايَا بناضِبِ
يداهي ضباب القاع وهو كانه
من اللين غمر غير جم المذاهب
إذا طَبَعَ الآرَاءَ مَاطَلَ غَرْبَهَا
فلم يمضها الا باذن العواقب
منَ القَوْمِ حَلّوا في المَكارِمِ وَالعُلى
بمُلتَفّ أعياصِ الفُرُوعِ الأطايِبِ
اقاموا بمستن البطاح ومجدهم
مكان النواصي من لؤي بن غالب
بهاليل ازوال تعاج اليهم
صدور القوافي أو صدور النجائب
عِظَامُ المَقارِي يُمطِرُونَ نَوَالَهُمْ
بايدي مساميح سباط الرواجب
إذا طَلَبُوا الأعداءَ كانُوا نَغيضَةً
ليَوْمِ الوَغَى من قَبلِ جَرّ الكتائِبِ
وَباتُوا مَبيتَ الأُسدِ تَلتمسُ القِرَى
بمطورة الانياب عوج المخالب
و اضحوا على الاعواد تسمو لحاظهم
كلمح القطاميات فوق لمراقب
فماشئت من داع إلى الله مسمع
وَمِنْ ناصِرٍ للحقّ ماضِي الضّرَائِبِ
هم استخدموا الاملاك عزاً وارهفوا
بَصائِرَهُمْ بَعدَ الرّدَى وَالمَعاطِبِ
وَهمْ أنزَلوهُمْ بَعدَما امتَدّ غَيُّهمْ
جَماماً على حُكمٍ من الدّينِ وَاجبِ
تَسَامَوْا إلى العِزّ المُمَنَّعِ، وَارْتَقَوْا
من المَجدِ أنشازَ الذُّرَى وَالغَوَارِبِ
على ارث مجد الاولين تعلقوا
ذوائب اعناق العلى والمناصب
بحَيثُ ابتَنَتْ أُمُّ النّجُومِ مَنَارَهَا
وَأوْفَتْ رَبَايَا الطّالِعاتِ الثّوَاقِبِ
لهم ورق من عهد عاد وتبع
حَديدُ الظُّبَى إلاّ انثِلامَ المَضَارِبِ
فضالات ما ابقى الكلاب وطخفة
وما أسأر الابطال يوم الذنائب
بهن فلول من وريدي عتيبة
ونضخ نجيع من ذؤاب بن قارب
تُقَلقَلُ في الأغمادِ هَزْلاً، وَخَطبها
جَسِيمٌ إذا جُرّبنَ بَعضَ التجارِبِ
غدوا الى هدم الكواهل والطلى
وَعَوْدٌ إلى حَذْفِ الذُّرَى وَالعَرَاقِبِ
لتبك قبور افرغ الموت تحتها
سِجَالَ العَطَايَا بَعدَهُمْ وَالرّغائبِ
وَطابَ ثَرَاها، وَالثّرَى غَيرُ طَيّبٍ
وَذابَ نَداها، وَالنّدى غَيرُ ذائِبِ
كَأنّ اليَمَاني ذا العِيَابِ بِأرْضِها
يقلب من دارين ما في الحقائب
اذا اجتاز ركب كان اجود عندها
بعقر المطايا من سحيم وغالب
افي كل يوم يعرق الدهر اعظمي
وَيَنهَسُ لحمي جَانِباً بَعدَ جانِبِ
فَيَوْماً رَزَايَا في صَديقٍ مُصَادِقٍ
و يوماً رزايا في قريب مقارب
فَكَمْ فَلّ منّي ساعِداً بَعد ساعِدٍ
وَكَمْ جَبّ منّي غارِباً بَعدَ غارِبِ
و فادحة يستهزم الصبر باسمها
وَتُظمَى إلى مَاءِ الدموعِ السّوَاكِبِ
صَبَرْنَا لهَا صَبرَ المَناكِبِ حِسبَةً
إذا اضطرت الناس اضطراب الذوائب
تُعَاصِي أنَابِيبُ الحُلُومِ جَلادَةً
و تعهفوا يراعات العقول العوازب
كظوماً على مثل الجوائف اتعبت
نطاسيها من قارف بعد جالب
تحل الرزايا بالرجال وتنجلي
ورب مصاب ينجلي عن مصائب
مِنَ اليَوْمِ يَستَدعي مَنازِلَكَ البكا
إذا مَا طَوَى الأبوابَ مَرُّ المَواكِبِ
وَتَضْحَكُ عنكَ الأرْضُ أُنساً وَغبطة
وَتَبكيكَ أخْدانُ العُلَى وَالمَنَاقِبِ
سقاك الحيا إن كان يرضي لك الحيا
بغر الاعالي مظلمات الجوانب
تمد بارداف ثقال وترتمي
على عجرفيات الصبا والجنايب
كَأنّ لِوَاءً يَزْدَ حِمْنَ وَرَاءَهُ
إذا اختَلَجَ البرْقُ ازْدحامَ المَقَانِبِ
بودق كاخلاق العشار استفاضها
تداعي رغاء من مبس وحالب
يقر بعيني ان تطيل مواقفاً
عليك مجر المدجنات الهواضب
و إن ترقم الأنواء تربك بعدها
بكُلّ جَديدِ النَّورِ رقمَ الكَوَاكِبِ
ذَكَرْتُكُمُ، وَالعَينُ غَيرُ مُحيلَةٍ
فانبطت غدران الدموع السواكب
وَمَا جَالَتِ الألحَاظُ إلاّ بِقَاطِرٍ
وَلا امتَدّتِ الأنفاسُ إلاّ بحَاصِبِ
وَهَلْ نافعي ذِكْرُ الأخِلاّءِ بَعْدَهُ
جَرَى بَينَنا مَوْرُ النَّقَا وَالسّبَاسِبِ