للفظك يهجر الروض البهيج

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

للفظك يهجر الروض البهيج

​للفظك يهجر الروض البهيج​ المؤلف الحكم بن أبي الصلت


للفظك يهجر الروض البهيج
ودون ثيابك المسك الأريج
وأنت الشمس مطلعها ذراها
وليس سوى الدسوت لها بروج
وان قدحت زناد الحرب يوما
وكان لنار معركة أجيج
تركت برأيك الأبطال فيها
ومن تحت العجاج لها عجيج
نماك بنو المعز فطلت فرعا
كذا الخطي ينميه الوشيج
وأم جنابك العافون طرا
كما يتيمم الركن الحجيج
ولما أن توعدك النصارى
كما يتوعد الأسد المهيج
أتتك غزاتها بالقرب تترى
لينقض ما تعالجه العلوج
وحولك من حماتك كل ذمر
له في كل مشتجر ولوج
ومقربة تفرج كل كرب
إذا ملثت من الركض الفروج
إذا كسيت دم الأبطال عادت
ودون لبوسها الذهب النسيج
وقد ريعت قلوب الشرك حتى
كان لهام أندلس ضجيج
فبلغهم رسولك كي يقروا
فإن الأمر بينهم مريج
وإنا الداخلون إلى بلرم
إذا ما لم يكن منهم خروج
لانا القوم ترضينا المذاكي
إذا صهلت وتؤنسنا الرهوج
بقيت لنا وللإسلام ركنا
تجانبه الخطوب ولا يعيج
ولا غمدت لنصرتك المواضي
ولا حطت عن الخيل السروج
شأى الدر القريض بكم وتاهت
على أدراجه هذي الدروج