لعينيك يا ذات العلاء فما ليا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لعينيك يا ذات العلاء فما ليا

​لعينيك يا ذات العلاء فما ليا​ المؤلف إبراهيم المنذر


لعينيك يا ذات العلاء فما ليا
سواك حبيب أفتديه بماليا
لعينيك يا روح المعاني ومصدر
البيان ونورا لمنطق المتلاليا
لعينيك يا أمّ اللّغات حشاشتي
وقوّة إدراكي وقومي وآليا
لئن كانت الأيام مزّقت الحمى
وأصبح أهلوك الكرام أقاصيا
وقطّعت اللّسن الغريبة نطقهم
وأوصالهم وأندكّ ما كان عاليا
فليس ليوهي كلّ ذلك عزمنا
ويقهر منّا في الصّدور الأمانيا
نحنّ إليك اليوم كالأمس حرقةً
ونرجو غداً ذاك اللّقاء المؤاتيا
وما كان ذاك الشّوق لو أنّ من
سطا علينا تولّى الأمر وأكتنّ راضيا
ولكنّ أمّ الضّاد زعزع ركنها
وأفقدها باللّحن تلك المعانيا
ولولا رجال في دمشق عرفتم
أكارم راضوا في الصّعاب المعاليا
حموا لغة الأعراب من كلّ لكنةٍ
وشادوا بها دور الهدى والمغانيا
لما كان لي في منبر الشّام موقف
قطعت إليه هضبها والفيافيا
ولا عجبٌ في ذاك فالشّام كعبةٌ
يحجّ إليها الصّادق الحرّ هانيا
إذا نهضت صانت لسان جدودها
وأجلت عن الأوطان تلك الدّواهيا
وإن هبطت تهوي وتجتاح عجمها
حماها وتخبي نورها والدّراريا
رعى الله أهل العزم في كلّ أمةٍ
فما تركوا في النّاس إلا الأياديا
سلامٌ عليكم كالأزاهير نشره
يطّيب فيكم منطقي والقوافيا
وقد يجمع الله الشّتيتين بعدما
يظنّان كلّ الظّن أن لا تلاقيا