انتقل إلى المحتوى

لعدوك الحد الأفل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لعدوّك الحدُّ الأفلُّ

​لعدوّك الحدُّ الأفلُّ​ المؤلف ابن الرومي


لعدوّك الحدُّ الأفلُّ
ماعِشْتَ والخدُّ الأذلُّ
ولك اعتلاءُ الجَدّ في
خفضٍ وعيشٍ لا يُمَل
ياحجة الله التي
لخصيمها السعيُ الأضلُّ
مازلتُ أعلمُ أن جي
شاً أنت فيه لا يفلُّ
أنَّى تُرادىَ صخرةٌ
يُردَى بها الملِك الأجلُّ
نفسي فداؤُك يومَ أش
به أورقَ القوم الأبل
إذْ كلُّ رأيٍ آفلٌ
وهلالُ رأيك يستَهلُّ
أنت الذي نعشَ الموا
لي رأيهُ حتى استقلوا
من بعدِ ماكَبتِ الجدو
دَ بِهم فأشفُوا أو أضلوا
لو لم تكن أنت الطبي
بَ لهم هناك ماأبلُّوا
شمَّرْتَ نحوَ عدوِّهم
وكأنّك السَّمعُ الأزلُّ
وتلَوْك في سَنن الرشا
د فشمَّروا ثم اشمعلّوا
ولربَّ شِمّيرٍ يجُر
رُ بعقْبهِ الذيلُ الرّفلُ
فثنوْا أعنَّتهم بعزْ
زٍ باذخٍ لا يستذلُّ
بك أفلح السيفُ الحسا
مُ وأنجحَ الرمحُ المِتَلُّ
لولاك جارا عن مقا
تِل معشرٍ جارُوا وضلُّوا
لكن أريتهُما الهدى
بمعالم لك لاتضلُّ
وعقدْتَ من عُقد المكا
يدِ للعِدا مالا يُحلُّ
تلك التي من زاولتْ
فعروشٍ دولتِه تُثَل
صفرَتْ يدُ الصفار بل
شُلَّتْ وحُقُ لها تشلُّ
أرمَتْ سواداً أنتَ في
ه لقد أتتْ أمراً يجلُّ
ماأُطلقتْ في ذاك إل
لا حين آن لها تُغَلُّ
ملَّ الذينَ اشتاقهُم
عند اللقاءِ ولم يملوا
وسلاهمُ وبصدْرِهِ
منهم غليلٌ لا يُبَلُّ
ولَّى يرى الأرضَ العري
ضةَ ماله فيها محلُّ
ويرى جوارحَ جسمه
وأخفُّهن عليه كلّ
لايطمئن من الحِذا
رِ بهِ المبيتُ ولاالمظلُّ
بيْنَاه في جيشٍ كرُك
نِ مُتالع إذ قيل فلُّ
كثرَ الثرى بجنوده
لكنْ محقْتَهمُ فقلّوا
وضربْتَهم بسيوفِ كي
دٍ مُغمداتٍ لاتُسلُّ
لو هزَّ أدناها الأشلْ
لُ فرى الحديدَ بها الأشلُّ
قد طال ماغلب الكثي
رَ من العديد بها الأقلُّ
لولا الذي أبْلَتْ لما أغ
نى سيوفَ الهند سلُّ
شرعتْ شرائعَ للظُّبا
فيها لها نهْلٌ وعَلّ
فانصاع جمعُ المارقي
ن كأنَّهُم نَعَمٌ تُشَلُّ
ولّوا وحَبُّ قُلوبهم
بالطَّعْن من دبرُ يُحلُّ
والأرضُ تُسْقى من دما
ئِهمُ فتُوبلَ أو تُطل
فبكل قاعٍ منهمُ
بطلٌ لجبهتِه يُتَلُّ
يَتلاومون وينشدو
ن من الهوادةِ ماأضلّوا
لازلْتَ نجماً يُهتدَى
بك في الظلام ويُستدلُّ
مِرْدَى خطوبٍ للملو
ك برأيهِ عَقْدٌ وحَلُّ
ينبوعَ حزمٍ يُستقى
منه الصوابُ ويستملُّ
في ظل عيش لا يزا
ل من النعيم عليهِ ظِلُّ
تَضْفو عليك فُضُولُه
فيُعاشُ فيه ويُستظلُّ