انتقل إلى المحتوى

لحيا عهدهن حيا العهاد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لَحَيّا عَهْدَهنّ حَيَا العِهَادِ

​لَحَيّا عَهْدَهنّ حَيَا العِهَادِ​ المؤلف الشريف الرضي


لَحَيّا عَهْدَهنّ حَيَا العِهَادِ
ندى يغتص منه كل ناد
و اطلالاً يطل الدمع فيها
إذا بَدَتِ الحَوَاضِرُ وَالبَوَادِي
رواء لا تريح الريح فيها
من الادلاج انتاج الغوادي
إذا مَاتَ الحَيَا بَينَ السّوَارِي
أتَاهَا بالغَوَادِي في مَعَادِ
مَجَاهِلُ مَنْزِلٍ كَانَتْ زَمَاناً
معالم كل مكرمة وآد
تكف ربوعها ايدي الاماني
وَقَدْ عَانَقْنَ أعنَاقَ الأيَادِي
إذا حَلّ الحُبَى أمَلٌ طَرِيفٌ
حبته مهجة المال التلاد
فما لي واللقاء وكل يوم
تهددني الركائب بالبعاد
دعى عذلي فليس العذل يجني
بهِ مَا أثْمَرَتْ شِيَمي وَعَادِي
ولي عزم تعوذ به العوالي
إذا فزعت إلى مهج الاعادي
يضم شعاعه قلب ولكن
تَضِيقُ بِهِ حَيَازِيمُ البِلادِ
وَكَمْ قَلْبٍ أسَرّ عَليّ حِقْداً
فَأفْشَى سِرّهُ سِرُّ النّجَادِ
وَيَوْمٍ تَعثُرُ الخِرْصَانُ عَمْداً
به في كل نحر أو فؤاده
يشق الروع عن ضاحي بدور
بَرَزْنَ مِنَ العَجاجَةِ في دآدِ
تريهم فيه مرآة المنايا
بصدق يقينهم وجه المعاد
وَحَشْوُ أكُفّهِمْ سُمْرٌ رِوَاءٌ
بِوِرْدِ المَوْتِ مِنْ مُهَجٍ صَوَادِ
تَهَدّيها إلى الطّعْنِ المَنَايَا
بحيث تضل في طرق الهوادي
وَقد نَشأتْ سَحابٌ مِنْ عَجاجٍ
تَعُطّ صُدُورَها أيدي الجِيَادِ
بارماح خلقن من المنايا
و اسياف طبعن على الجلاد
زرعت اسنتي في كل قلب
بها والهام تزرع بالحصاد
وَبَحْرِ دَمٍ تَعُومُ الطّيرُ فيهِ
و ترقى بين امواج الطراد
تراها في فروج النقع حمراً
كمَا طَارَ الشّرَارُ عَنِ الزّنَادِ
و ليل بات يصلت لي هموماً
يطل بغربهن دم الرقاد
و كيف يحب اغمار الليالي
أسِيرُ الطّرْفِ في أيدِي السُّهَادِ
فلو حل المؤمل عقد همي
شددت بمقلتي عرى الرقاد
و اني وهو في خيشوم مجد
تَنَفّسَ عَنْ نَسِيمٍ مِنْ وَدادِ
كَأنّ عُهُودَنَا كَانَتْ قُلُوباً
تربي بين احشاء العهاد
اينسبني له ظن غوي
وَكَانَ الغَيُّ يَمكُرُ بالرّشَادِ
إذاً فثكلت سابحثي وسيفي
غَداةَ وَغًى، وَرَاحِلَتي وَزَادِي
اتخلع حليك الاشعار عنها
اذا كسيت من المعنى المعاد
وَمنْ هَذا يَقُومُ مَقَامَ فَضْلٍ
قَعَدْنَ لَهُ ذُرَى الصُّمّ الصِّلادِ
أأتْرُكُ ضَيغَماً في ظَهْرِ طَوْدٍ
وَآخُذُ تَتْفُلاً في بَطْنِ وَادِ
وَألْفِظُ صَفْوَ أحْشاءِ الغَوَادِي
و اجرع رنق احشاء الثماد
وَقَدْ عَلِمَتْ رَبيعَةُ أنّ بَيتي
لِغَيرِ الغَدْرِ، مَرْفُوعُ العِمَادِ
أتَتْكَ قِلادَةٌ لَمْ يَخْلُ مِنْهَا
صليف الجود أو جيد الجواد
فَمَنْ لَمْ يُجْرِ دَمْعَتَهُ عَلَيها
فخاطره افظ من الجماد
وَمَا أجني بهَا عُذْراً وَلَكِنْ
محافظة على ثمر الوداد