انتقل إلى المحتوى

لئن صوت الرعد في أفقه

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

لئن صوَّت الرعد في أفقهِ

​لئن صوَّت الرعد في أفقهِ​ المؤلف بديع الزمان الهمذاني


لئن صوَّت الرعد في أفقهِ
وأبدي السحاب سنا برقه
تطاير لبّك فاستقره
وأفنيتَ دمعك فکستَبْقِه
وخشف تحير فيه الجمال
من قدميه إلى فرقه
إذا ما التوى الصدغ في خدّه
تلوّى المحب على شِقه
ولما شكوت الهوى قال لي
سحبتَ الرداء ولم تلقه
تعرَّض والعود في حجره
يريني المهارة في حذقه
فطوراً يميل على بطنه
وطوراً يشد على حلقه
ولما استقر على نقره
وأجرى الغناء على وفقه
شققت الصّدار ولو كان لي
فؤاد للمت إلى شقه
أتاني البشير براي الأمير
وبَذْل الإجابة من حقه
وقلَّ لحضرته أن أجوب
ب غرب الطلاع إلى شرقه
حنانيك لَبَّيْك حَبْواً إليك
لك الأمر جيدي في ربقه
أنا العبد قرطك في أُذنه
مطيعاً وطوْقك في عنقه
لنعم المعالي لقد حازها
أبو قاسم فهي في رقه
كذا المجد طال ذري فرعه
علينا وطاب ثرى عرقه
فأجرى الملوك لغاياتهم
فكان المبرز في سبقه
جُعلت فداءك بشرتني
ولكن غسلت ولم تنقه
فهلا مع الإذن لي في الرحيـ
ـل أعنت ركابي على طرقه
ليبتسم الكب عن مقدمي
كما کنفجر البحر عن فلقه
عقدت بهامته فارعَها
وأنبتها شجراً فاسقه