كم سابح في غيه عوام
المظهر
كم سابح في غيه عوام
كم سابح في غيه عوام
مستدرج بالستر والانعام
يا أيها الروح التي في جثتي
أغرقتها في أبحر الآثام
في حليلة معيوبة قد غالها
خب طراً من وابل الاجرام
مع قاصف من ريح موج هب في
موج الخطايا الهائل اللطام
في جنح ليل من غوايات دجى
دجن بهيم مظلم طمطام
فالفلك مشحون وفيه لجة
وارت متاع الكافر الصمصام
ماذا ترى والفلك قد قلّت به
أعوانه والبحر بحر طام
لو كنت ذا حزم وعقل كامل
لم تغترر يا أنوم النوام
من بعد ما جاوزت فيها ستة
في ستة ضرباً من الأعوام
لم تصطحب عرفاً ولا براً ولا
تقوى لها من قلة الاحذام
فالعرف رقاص ولكن لم يكن
والبر لو برَّ لقسم الرام
حاطت بك الأهوال فاطلب ساعة
تنجو بها من ساعة الدمدام
جاء الفنا والموت من وافاه في
بحر الخطا أصلي لظى الاضرام
لا دعوة مقبولة كلا وهل
يرمي بلا أوتار رمي الرامي
لم تبق إِلا خصلة إِن رمتها
روم المجدّ الحازم العزّام
اطرح بكف الموت أطراف الخطا
تعل لك الألواح للاسلام
واهجر سبيلي التمادي والمنى
مع أبحر التسويف والآثام
واشرح لصبح الجد اقلاع النجا
في وجه إِذ قال من الانسام
واقبل من التدبير سكاناً وقل
للعقل سق بالمركب العوام
فالعقل ربان ذكي حازم
أسنى من الأنوار في الأوهام
والطيش إن عاث تحذر ريحه
في بارحات التيه والاعظام
والبس دروع الخوف منها واحملن
ترس التقى واعتمّ بالاعزام
وازحم بلفظ الزهد واشهر سيفه
واجث لها عن ركبة الارجام
واعلم بأن النفس من حزب الهوى
فاحذرهما تنج من الآثام
لا بد أن يغشاك فيها منهما
أمواج لهو ماطر الارهام
فاكتنّ منها في بلاليج الحيا
واقدم ولا ترهب من الاقدام
قالب ولا ترس بمرسى غفلة
يطم عليك الموج بالاركام
واقذف بمقذاف الدعا إن لم تكن
هبت رياح الجد بالأنسام
فالرب من يدعوه فيها مخلصاً
أجرى له ريحاً من الالهام
تزجيه أو ترقى به في معقل
من عفوه المستنقذ العصّام
هذا رجائي فيك يا من عفوه
للخائف المعصوم حصن سام
أنعمت بالاسلام أسنى نعمة
فاختم بعفو أنت ذو الاكرام
واجعل وفاتي في الوغى مستشهداً
في عارض كالعارض البسام
تحت العوالي والظبا في عصبة
شوس لها ميم ذرى اعلام
لم تلهها الأرباح في أيامها
يوماً عن الاسراج والالجام
ورّادة حوض الردى كرّارة
في ساعة الجعجاع والاحجام
يا لهف نفسي أو أراني قادماً
قدامها بالمرهف الجذّام
فالسيف واللّه الذي جلى دجى
أقطارها في الحل والاحرام
والسيف واللّه الذي لولاه ما
قامت قناة الدين والاسلام
والسيف واللّه الذي عزت به
أعناق أهل الدين والاحكام
والسيف واللّه الذي في حده
وعظ غداة الهرج والغمغام
والسيف واللّه الذي لا خير في
من لا يراه سيرة الحكام
والسيف ينئي الهام عن أجسادها
والعز في الدارين قطف الهام
والسيف دين مستقيم قيم
والسيف يجلو كربة الهمهام
والسيف أنس المرء في أيامه
أدنى من الاخوال والاعمام
والسيف سيف باطل إلا إذا
وافاه كف الفاتك المقدام
والسيف مهر الحور في القائه
فوق الطلا في قسطل قتام
أين الأبيُّ اليوم أو أين الذي
لم يختطم بالذل والارغام
أين الذي لا يلتوي في أنفه
قسراً زمام الذل كالانعام
أين الذي يحمي حمى دين الهدى
أين الذي يحمي حمى الايتام
أين الفتى المستلئم الضرب الذي
ما همه إلا بلبس الَّلام
أين الذي لو قيل يوماً في الوغى
من للنزال انقض كالضرغام
أين الذي يصبو إلى صوت الندا
جوداً بلا حقر ولا الزام
أين الذي تعلو على لذّاته
همّاته أين الكمي الحامي
أين الذي يختار ما دامت له ال
خيرات فيها أرجح الاقسام
أين الذي يهوى شراً شيء بلا
شيء قبيل الموت والاعدام
أين الذي يزوّر عن دار الفنا
والبؤس والتنغيص والاسقام
من لي بقوم عاهدوني أنهم
يصلون حبلي فتية الاقوام
من لي بقوم واعدوني أنهم
يجلون غماء الوغى قدامي
من لي بقوم أهل آداب بها
ناظرتهم في مجلس الاعلام
من لي بقوم قد نأت أنسابهم
ما حضنتهم في الواحد العلام
من لي بقوم لم أقم حتى جرت
مني إليهم بيعة الكتّام
من لي بقوم فارقوني خيفة
من غير بغض من ذوي الارحام
من لي بقوم همهم همي وقد
كنا معاً في مكتب الاقلام
من لي بقوم جاورتني دارهم
مالي لهم أصبحت كاللوام
من لي بقوم أبصروا في الدهر ما
أبصرته في ديننا القوَّام
حتى متى الأنصال في أجفانها
والفخر في أغمادها في الهام
حتى متى الأخيار في أخدارها
حيث العذارى في يد الاطغام
يا رئحا بلغ رجالاً من بني
قيس بن إبراهيم كالأعلام
أبنا شنوف المالكين أولي الذرى
والفرع من أبناء بكر النامي
إِن الألى ترمي بهم هماتهم
نحو العلا من سادة الأقوام
زاروا عمان تارة مع تارة
من حضرموت فعلة العزام
كلاّ على كل وكلٌ واصلوا
لا كالرجال الخنس الجثام
راحوا مراحاً أوردت أجسامهم
ما أملوا صحت من الآلام
لكن إِذا كانت بقوم تبتغي
نيل العلا أوطت على الأجسام
يا معبد بل يا بن عبد اللّه بل
يابا أخانا يا بن ابراهام
أرغمتموا الحساد لما رمتموا
قصد الامام العادل القمقام
المنهل العذب الذي أجرى لنا
تأييده في العام بعد العام
ذاك العماني ابن شاذان الخليل
المعقل الأزدي ذو الأحكام
ذاك الذي فك اليتامى عزمه
مستنقذاً من قبضة الظلام
ذاك الذي طالتُ علاً من عدله
أرض اليمانين بعد الشام
ذاك الذي أحيا لنا من ديننا
ما نصّ فيه سيد الأنام
السيد المبعوث فينا رحمة
بالسيف إِذ كنا أولي أصنام
صلى عليه اللّه أعني أحمداً
ما حن رعد الوبل بالأرزام