كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الجمعة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



باب وجوب الجمعة وفضلها[عدل]

مسلم : حدثنا محمد بن رافع ، ثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال : هذا ما ثنا أبو هريرة ، عن محمد رسول الله - - قال : قال رسول الله - - : " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ، وهذا يومهم الذي فرض الله عليهم ، فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فهم لنا فيه تبع ، فاليهود غدا ، والنصارى بعد غد " .

مسلم : حدثني أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى قالا : ثنا ابن فضيل ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، وعن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قالا : قال رسول الله - - : " أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا ، فكان لليهود يوم السبت ، وكان للنصارى يوم الأحد ، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة ، والسبت ، والأحد ، و لذلك هم فيه تبع لنا يوم القيامة ، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة ، المقضي لهم قبل الخلائق " . وفي رواية واصل : " المقضي بينهم " .

مسلم : ثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - - : " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، وأوتيناه من بعدهم ، فاختلفوا ، فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق ، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه ، هدانا الله له - قال : يوم الجمعة - فاليوم لنا ، وغدا لليهود ، وبعد غد للنصارى " .

مسلم : حدثنا قتيبة ، ثنا المغيرة - يعني الحزامي - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن النبي - - قال : " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ، وفيه أخرج منها ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة " .

أبو داود : حدثنا القعنبي ، عن مالك ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - - : " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أهبط ، وفيه تيب عليه ، وفيه مات ، وفيه تقوم الساعة ، وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس ، شفقا من الساعة إلا الجن والإنس ، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله - عز وجل - شيئا إلا أعطاه إياه " .

باب ذكر الساعة التي في يوم الجمعة[عدل]

مسلم : حدثنا زهير بن حرب ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، ثنا أيوب ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم - - : " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله - عز وجل - خيرا إلا أعطاه وقال بيده يقللها يزهدها " .

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك .

وثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة " أن رسول الله - - ذكر يوم الجمعة فقال : فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم ، وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه " .

زاد قتيبة في روايته : " أشار بيده يقللها " .

مسلم : ثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي ، ثنا الربيع - يعني ابن مسلم - عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي - - أنه قال : " إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه ، قال : وهي ساعة خفيفة " .

مسلم : حدثنا هارون بن سعيد وأحمد بن عيسى ، قالا : ثنا ابن وهب ، أنا مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال : قال عبد الله بن عمر : " سمعت أباك يحدث عن رسول الله في شأن ساعة الجمعة ؟ قال : قلت : نعم ، سمعته يقول : سمعت رسول الله - - يقول : هي فيما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة " .

قال يحيى بن معين : مخرمة بن بكير لم يسمع من أبيه وإنما وقع إليه كتابه .

أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو - يعني ابن الحارث - أن الجلاح مولى عبد العزيز - يعني ابن مروان - حدثه أن أبا سلمة - يعني ابن عبد الرحمن - حدثه عن جابر بن عبد الله ، عن رسول الله - - أنه قال : " يوم الجمعة ثنتا عشرة - يريد ساعة - لا يوجد مسلم يسأل الله - عز وجل - شيئا إلا آتاه ، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر " الجلاح هو ابن كثير روى له مسلم - رحمه الله .

وروى الترمذي : من طريق كثير بن عمرو بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - - : " إنها حين تقام الصلاة إلى انصراف منها " . رواه عن زياد بن أيوب ، عن أبي عامر العقدي ، عن كثير ، وكثير ضعيف ، وقال أبو عيسى في حديثه : هذا حديث حسن غريب .

باب الغسل يوم الجمعة وما جاء في ذلك[عدل]

مسلم : حدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا : ثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ، أن محمد بن جعفر حدثه ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أنها قالت : " كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم و من العوالي ، فيأتون في العباء يصيبهم الغبار ، فتخرج منهم الريح ، فأتى رسول الله - - إنسان منهم وهو عندي ، فقال رسول الله - - : لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا " .

مسلم : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، حدثني أبو هريرة قال : " بينا عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة إذ دخل عثمان بن عفان فعرض به عمر فقال : ما بال رجال يتأخرون بعد النداء ! فقال عثمان : يا أمير المؤمنين ، ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت . فقال عمر : والوضوء أيضا ! ألم تسمعوا رسول الله - - يقول : إذا جاء أحدكم إلى جمعة فليغتسل " .

مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا ليث .

وثنا ابن رمح ، أنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله - - أنه قال - وهو قائم على المنبر - : " من جاء منكم الجمعة فليغتسل " .

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، ومحمد بن رمح قالا : أنا الليث .

وثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا ليث ، عن نافع ، عن عبد الله قال : سمعت رسول الله - - قال " إذا أراد أحدكم أن يأتي الجمعة فليغتسل " .

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - - قال : " الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم " .

مسلم : وحدثني محمد بن حاتم ، ثنا بهز ، ثنا وهيب ، ثنا عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - - قال : " حق الله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام ، يغسل رأسه وجسده " .

البزار : حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن أبي هريرة مرفوعا إلا روح .

باب السواك والطيب يوم الجمعة[عدل]

البخاري : حدثنا أبو معمر ، ثنا عبد الوارث ، ثنا شعيب ، ثنا أنس قال قال رسول الله - - : " أكثرت عليكم في السواك " .

مسلم : حدثنا عمرو بن سواد العامري ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرنا عمرو بن الحارث ، أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه ، عن أبي بكر بن المنكدر ، عن عمرو بن سليم ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، أن رسول الله - - قال : " غسل يوم الجمعة على كل محتلم ، وسواك ، و يمس من الطيب ما قدر عليه " . إلا أن بكيرا لم يذكر عبد الرحمن وقال في الطيب : " ولو من طيب المرأة " .

أبو بكر بن المنكدر : هو أخو محمد بن المنكدر ، ولم يسم أبو بكر هذا ، روى عنه : بكير بن الأشج ، وسعيد بن أبي هلال ، وعدة ، وكان محمد بن المنكدر يكنى بأبي عبد الله ، وأبي بكر ، ذكر ذلك البخاري .

باب التجمل للجمعة بأحسن الثياب[عدل]

أبو داود : حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الرملي ، وعبد العزيز ابن يحيى الحراني قالا : ثنا محمد بن سلمة .

قال أبو داود : ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد - وهذا حديث محمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال أبو داود : قال يزيد وعبد العزيز في حديثهما : عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا : قال رسول الله : " من اغتسل يوم الجمعة ، ولبس من أحسن ثيابه ، ومس من طيب إن كان عنده ، ثم أتى الجمعة ، فلم يتخط أعناق الناس ، ثم صلى ما كتب الله له ، ثم أنصت إذا خرج إمامة حتى يفرغ من صلاته ، كانت كفارة لما بينهما ، وبين جمعته التي قبلها " .

قال : ويقول أبو هريرة : " وزيادة ثلاثة أيام ويقول : إن الحسنة بعشر أمثالها " . قال أبو داود : حديث محمد بن سلمة أتم ، ولم يذكر حماد كلام أبي هريرة .

ذكر أبو عمر في باب مالك عن يحيى من " التمهيد " : حدثني إسماعيل ابن عبد الرحمن القرشي ، حدثنا محمد بن العباس الحلبي ، ثنا عبد الرحمن بن عبيد الله بن أخي الإمام ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن يحيى ، عن بن سعيد الأنصاري ، عن عمرة ، عن عائشة قالت : " إن الناس كانوا عمال أنفسهم ، وكانت ثيابهم النمار . قالت : فكانوا يروحون بهيئتهم كما هي ، قالت : فقال رسول الله - - : لو اغتسلتم ، وما على أحدكم أن يتخذ ليوم الجمعة ثوبين سوى ثوبي مهنته " .

قال : وحدثني خلف بن قاسم ، ثنا سعيد بن عثمان بن السكن ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا محمد بن خزيمة البصري بمصر ، ثنا حاتم بن عبيد الله أبو عبيدة ، ثنا مهدي بن ميمون ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله - - : " ما على أحدكم أن يكون له ثوبان سوى ثوبي مهنته لجمعة أو غيرها " .

باب فضل الخطا إلى الجمعة والتهجير[عدل]

النسائي : أخبرنا أبو عمار الحسين بن حريث ، أنا الوليد بن مسلم ، أنا يزيد بن أبي مريم قال : " لحقني عباية بن رافع بن خديج ، وأنا أمشي إلى الجمعة فقال : أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله ، سمعت أبا عبس يقول : قال رسول الله - - : من اغبرت قدماه في سبيل الله فهو حرام على النار " .

النسائي : أخبرني محمود بن خالد ، ثنا الوليد - هو ابن مسلم - ثنا ابن جابر - هو عبد الرحمن - ثنا أبو الأشعث قال : سمعت أوس بن أوس يقول : سمعت رسول الله - - .

وأخبرني عمرو بن عثمان ، ثنا الوليد ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أنه سمع أبا الأشعث يحدث أنه سمع أوس بن أوس - صاحب رسول الله - - يقول : قال رسول الله - - : " من اغتسل يوم الجمعة ، وغسل ، وغدا وابتكر ، ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام ، وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة " .

قال محمود في حديثه : " فإذا خرج الإمام أنصت ، ولم يلغ ، كان له به عمل سنة " قال ابن جابر : فذاكرني يحيى بن الحارث هذا فقال : أنا سمعت أبا الأشعث يحدث بهذا الحديث ، وقال : " بكل قدم عمل سنة صيامها وقيامها " .

قال ابن جابر : حفظ يحيى ونسيت .

النسائي : أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال ، أنا أبو مسهر ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن يحيى بن الحارث ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن أوس بن أوس ، عن النبي - - قال : " من غسل واغتسل ، وغدا وابتكر ، ودنا من الإمام ، ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها " .

أبو داود : حدثنا محمد بن حاتم الجرجرائي ، ثنا ابن المبارك ، عن الأوزاعي ، حدثني حسان بن عطية ، حدثني أبو الأشعث الصنعاني ، حدثني أوس بن أوس قال : سمعت رسول الله - - يقول : " من غسل يوم الجمعة ، واغتسل ، ثم بكر وابتكر ، ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام ، فاستمع ولم يلغ ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها " .

مسلم : ثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه - عن سمي مولى أبي بكر ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - - قال : " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر " .

النسائي : أخبرنا نصر بن علي بن نصر الجهضمي ، عن عبد الله الأعلى ، ثنا معمر ، عن الزهري ، عن الأغر أبي عبد الله ، عن أبي هريرة ، أن النبي - - قال : " إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فكتبوا من جاء إلى الجمعة ، فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف . قال : وقال رسول الله - - : المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة ، ثم كالمهدي بقرة ، ثم كالمهدي شاة ، ثم كالمهدي بطة ، ثم كالمهدي دجاجة ، ثم كالمهدي بيضة " .

النسائي : أخبرنا الربيع بن سليمان ، حدثنا شعيب بن الليث ، ثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي - - قال : " تقعد ملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد يكتبون الناس على منازلهم ، فالناس فيه : كرجل قدم بدنة ، وكرجل قدم بدنه ، وكرجل قدم بقرة ، وكرجل قدم بقرة ، وكرجل قدم شاة ، وكرجل قدم شاة ، وكرجل قدم دجاجة ، وكرجل قدم دجاجة ، وكرجل قدم عصفورا ، وكرجل قدم عصفورا ، وكرجل قدم بيضة ، وكرجل قدم بيضة " .

مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب - يعني ابن عبد الرحمن - عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - - قال : " على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول مثل الجزور - ثم نزلهم حتى صغر إلى مثل البيضة - فإذا جلس الإمام طويت الصحف وحضروا الذكر " .

باب لا يفرق بين اثنين وما جاء في التخطي[عدل]

البخاري : حدثنا آدم ، ثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، أخبرني أبي ، عن ابن وديعة ، عن سلمان الفارسي قال : قال النبي - - : " لا يغتسل رجل يوم الجمعة ، ويتطهر ما استطاع من الطهر ، ويدهن من دهنه ، أو يمس من طيب بيته ، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ، ثم يصلي ما كتب له ، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى " .

النسائي : أخبرنا وهب بن بيان المصري ، ثنا ابن وهب ، سمعت معاوية - يعني ابن صالح - يحدث عن أبي الزاهرية ، عن عبد الله بن بسر قال : " كنت جالسا إلى جانبه يوم الجمعة فقال : جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ورسول الله يخطب ، فقال له رسول الله - - اجلس فقد آذيت " .

أبو الزاهرية اسمه حدير بن كريب ، روى له مسلم - رحمه الله - قال النسائي : حدير بن كريب أبو الزاهرية ثقة .

باب الدنو من الإمام والإنصات[عدل]

أبو داود : حدثنا علي بن عبد الله ، ثنا معاذ بن هشام قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه : قال قتادة : عن يحيى بن مالك ، عن سمرة ابن جندب ، أن نبي الله - - قال : " احضروا الذكر ، وادنوا من الإمام ؛ فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة ، وإن دخلها " .

يحيى بن مالك هو أبو أيوب المراغي الأزدي ثقة مشهور ، روى له مسلم والبخاري .

النسائي : أخبرني إبراهيم بن يعقوب ، ثنا عفان بن مسلم ، ويحيى بن حماد - والنسق لعفان - قال : ثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن قرثع الضبي ، عن سلمان قال : قال لي رسول الله - - : " أتدري ما يوم الجمعة ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : لكني أنا أحدثك عن يوم الجمعة ، لا يتطهر رجل ، ثم يمشي إلى الجمعة ، ثم ينصت حتى يقضي الإمام صلاته ؛ إلا كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها ما اجتنبت المقتلة " .

قرثع من القراء الأولين ، روى عن : عمر ، وسلمان ، روى عنه : علقمة ابن قيس ، وقزعة .

مسلم : حدثنا أمية بن بسطام ، ثنا يزيد - يعني ابن زريع - ثنا روح ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي - - قال : " من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ، ثم يصلي معه ؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى ، وفضل ثلاثة أيام "

مسلم : حدثنا قتيبة ، ومحمد بن رمح بن المهاجر ، قال ابن رمح : أنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة أخبره ، أن رسول الله - - قال : " إذا قلت لصاحبك : أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت " .

حماد بن سلمة : عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : " أن رسول الله - - كان يقرأ سورة على المنبر ، فقال أبو ذر لأبي بن كعب : متى نزلت هذه السورة ؟ فأعرض عنه أبي ، فلما قضي صلاته قال أبي بن كعب لأبي ذر : ما لك من صلاتك إلا ما لغوت . فدخل أبو ذر على رسول الله - - فأخبره بذلك ، فقال : صدق أبي بن كعب " .

حدثنيه القرشي : ثنا شريح ، ثنا علي بن أحمد ، ثنا عبد الله بن بزيع ، ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ، ثنا أحمد بن خالد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا الحجاج بن المنهال ، حدثنا حماد بن سلمة ... . فذكره .

باب من مس الحصى فقد لغا[عدل]

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قال يحيى : أنا ، وقال الآخرون : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : - - " من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم أتى الجمعة فاستمع ، وأنصت ؛ غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ، ومن مس الحصى فقد لغا " .

باب وقت الجمعة[عدل]

مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم ، قال أبو بكر : ثنا يحيى بن آدم ، ثنا حسن بن عياش ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : " كنا نصلي مع رسول الله - - ، ثم نرجع فنريح نواضحنا . قال حسن : فقلت لجعفر : في أي ساعة تلك ؟ قال : زوال الشمس " .

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق ، قالا : أنا وكيع ، عن يعلى بن الحارث المحاربي ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال : " كنا نجمع مع رسول الله - - إذا زالت الشمس ، ثم نرجع نتتبع الفيء " .

مسلم : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا هشام بن عبد الملك ، ثنا يعلى بهذا الإسناد : " كنا نصلي مع رسول الله - - الجمعة فنرجع وما نجد للحيطان فيئا نستظل " .

مسلم : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، ويحيى بن يحيى ، وعلي بن حجر قال يحيى : أنا وقال الآخران : ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل قال : " ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة " زاد ابن حجر : " في عهد رسول الله " .

البخاري : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، ثنا حرمي بن عمارة ، ثنا أبو خلدة - وهو خالد بن دينار - قال : سمعت أنسا يقول : " كان النبي - - إذا اشتد البرد بكر بالصلاة ، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة - يعني الجمعة " . وقال يونس ابن بكير : ثنا أبو خلدة ، وقال : " بالصلاة " ولم يذكر الجمعة .

باب إذا كان المطر يوم الجمعة[عدل]

مسلم : حدثني علي بن حجر ، ثنا إسماعيل ، عن عبد الحميد صاحب الزيادي ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن عباس " أنه قال لمؤذنه في يوم مطير : إذا قلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، فلا تقل : حي الصلاة ، قل : صلوا في بيوتكم . قال : فكأن الناس استنكروا ذلك . فقال : أتعجبون من ذا ؟ قد فعل ذا من هو خير مني ، إن الجمعة عزمة ، وإني كرهت أن أحرجكم ، فتمشوا في الطين والدحض " .

وحدثنيه أبو كامل ، ثنا حماد - يعني ابن زيد - عن عبد الحميد قال : سمعت عبد الله بن الحارث قال : " خطبنا عبد الله بن عباس في يوم ذي ردغ ... " وساق الحديث بمعنى حديث ابن علية ، ولم يذكر الجمعة ، وقال : " قد فعله من هو خير مني - يعني النبي - - " .

أبو داود : حدثنا نصر بن علي ، قال سفيان بن حبيب خبرنا عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي المليح ، عن أبيه أنه " شهد النبي - - زمن الحديبية في يوم جمعة ، وأصابهم مطر لم تبتل أسفل نعالهم ، فأمرهم أن يصلوا في رحالهم " .

باب الأذان يوم الجمعة إذا جلس الإمام على المنبر[عدل]

البخاري : ثنا أبو نعيم ، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد " أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة : عثمان بن عفان حين كثر أهل المدينة ، ولم يكن للنبي - - غير واحد ، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام على المنبر " .

النسائي : أخبرنا محمد بن سلمة ، ثنا ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني السائب بن يزيد " أن الأذان كان أولا حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد رسول الله - - ، وأبي بكر وعمر ، فلما كان خلافة عثمان ، وكثر الناس ، أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث ، فأذن به على الزوراء ، فثبت الأمر على ذلك " .

رواه البخاري : عن ابن مقاتل ، عن عبد الله ، عن يونس بإسناده .

أبو داود : حدثنا النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد قال : " كان يؤذن بين يدي رسول الله - - إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد وأبي بكر ، وعمر ... " ثم ساق نحو حديث يونس .

باب يجيب الإمام على المنبر إذا سمع النداء[عدل]

البخاري : حدثنا ابن مقاتل ، أنا عبد الله ، أنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : " سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو جالس ، وأذن المؤذن فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، قال معاوية : الله أكبر ، الله أكبر ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال معاوية : وأنا ، قال : أشهد أن محمدا رسول الله ، قال معاوية : وأنا ، فلما قضى التأذين قال : يا أيها الناس ، إني سمعت رسول الله - - على هذا المجلس حين أذن المؤذن يقول ما سمعتم مني من مقالتي " .

باب اتخاذ المنبر للخطبة[عدل]

أبو داود : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، حدثني أبو حازم " أن رجالا أتوا سهل بن سعد الساعدي ، وقد امتروا في المنبر مم عوده ؟ فسألوه عن ذلك ، فقال : والله إني لأعرف مما عوده ، ولقد رأيته أول يوم وضع ، وأول يوم جلس عليه رسول الله - - ، أرسل رسول الله - - إلى فلانة - امرأة قد سماها سهل - أن مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أجلس عليهن إذا كلمت الناس . فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ... " وذكر الحديث

أبو داود : حدثنا الحسن بن علي ، ثنا أبو عاصم ، عن ابن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر " أن النبي - - لما بدن قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع - أو يحمل - عظامك ؟ قال : بلى . قال : فاتخذ له منبرا مرقاتين " .

النسائي : أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو ، أنا عبد الله بن وهب ، أنا ابن جريج ، أن أبا الزبير أخبره ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " كان النبي - - إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سواري المسجد ، فلما صنع المنبر واستوى عليه ؛ اضطربت تلك السارية كحنين الناقة ، حتى سمعها أهل المسجد ، حتى نزل إليها رسول الله - - فاعتنقها فسكتت " .

الترمذي : حدثنا أبو حفص عمرو بن علي على الفلاس ، ثنا عثمان بن عمر ويحيى بن كثير أبو غسان قالا : ثنا معاذ بن العلاء ، عن نافع ، عن ابن عمر " أن النبي - - كان يخطب إلى جذع ، فلما اتخذ النبي - - المنبر حن الجذع حتى أتاه فالتزمه فسكن " .

قال أبو عيسى : حديث ابن عمر حديث حسن صحيح غريب ، ومعاذ بن العلاء هو أخو عمرو بن العلاء .

أبو داود : حدثنا مخلد بن خالد ، ثنا أبو عاصم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع قال : " كان بين منبر رسول الله - - وبين الحائط لقدر ممر الشاة " .

باب استقبال الناس الإمام إذا خطب[عدل]

البخاري : حدثنا معاذ بن فضالة ، ثنا هشام ، عن يحيى ، عن هلال بن أبي ميمونة ، ثنا عطاء بن يسار ، أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : " إن النبي - - جلس ذات يوم على المنبر ، وجلسنا حوله " .

باب الخطيب يخطب متوكئا[عدل]

أبو داود : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثني شهاب بن خراش ، حدثني شعيب بن رزيق الطائفي قال : " جلست إلى رجل له صحبة من النبي - - يقال له الحكم بن حزن الكلعي - الصحيح : الكلفي - فأنشأ يحدث قال : وفدت إلى رسول الله - - سابع سبعة - أو تاسع تسعة - فدخلنا عليه فقلنا : يا رسول الله زرناك فادع الله لنا ، فأمر بنا - أو أمر لنا - بشيء من التمر ، والشأن إذ ذاك دون ، فأقمنا بها أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله - - فقام متوكئا على عصا - أو قوس - فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ، ثم قال : أيها الناس إنكم لن تطيقوا 0 - أو لن تفعلوا - كل ما أمرتم به ، ولكن سددوا وأبشروا " .

قال أبو داود : ثبتني في شيء منه بعض أصحابنا .

البزار : حدثنا يحيى بن يونس شيرازي ، ثنا سعيد بن منصور بهذا الإسناد قال : " قدمنا على رسول الله - - فشهدنا معه الجمعة ، فقام فخطبنا على قوس - أو عصا - فقال : أيها الناس ، إنه ليس كل ما أمرتم به تطيقون ، ولكن ائتوا منه ما استطعتم " .

باب الخطبة قائما[عدل]

مسلم : حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم ، كلاهما عن جرير - قال عثمان : ثنا جرير - عن حصين ين عبد الرحمن ، بن سالم بن أبي الجعد ، عن جابر بن عبد الله " أن النبي - - كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا ، فأنزلت هذه الآية في الجمعة {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} " .

باب الجلوس بين الخطبتين[عدل]

مسلم : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري وأبو كامل الجحدري ، جميعا عن خالد - قال أبو كامل : ثنا خالد بن الحارث - ثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : " كان رسول الله - - يخطب يوم الجمعة قائما ، ثم يجلس ، ثم يقوم ، قال : كما تفعلون اليوم " .

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى وحسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة ، قال يحيى : أخبرنا ، وقال الآخران : حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة قال : " كانت للنبي - - خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس " .

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى ، أنا أبو خيثمة ، عن سماك قال : نبأني جابر " أن رسول الله - - كان يخطب قائما ، ثم يجلس ، ثم يقوم فيخطب قائما ، فمن نبأك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب ، فقد والله صليت معه أكثر من ألفي صلاة " .

أبو داود : حدثنا أبو كامل ، ثنا أبو عوانة ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة قال : " كانت للنبي - - خطبتان قائما ، ثم يقعد قعدة ولا يتكلم ... . " وساق الحديث .

باب رفع الصوت في الخطبة وما يقال فيها[عدل]

مسلم : حدثني محمد بن المثنى ، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله قال : " كان رسول الله - - إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم . ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين . ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطي ، ويقول : أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد - - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة ، ثم يقول : أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي " .

ثنا عبد بن حميد ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثني سليمان ، حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : " كانت خطبة النبي - - يوم الجمعة : يحمد الله ، ويثني عليه ، ثم يقول على أثر ذلك ، وقد علا صوته ... . " ثم ساق الحديث بمثله .

مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن تميم بن طرفة ، عن عدي ابن حاتم " أن رجلا خطب عند النبي - - فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى . فقال رسول الله - - : بئس الخطيب أنت ، قل : ومن يعص الله ورسوله " . قال ابن نمير : " فقد غوى " .

مسلم : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن مثنى ، كلاهما عن عبد الأعلى ، قال ابن مثنى : حدثني عبد الأعلى - وهو أبو همام - ثنا داود ، عن عمرو بن سعيد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس " أن ضمادا قدم مكة ، وكان من أزد شنوءة ، وكان يرقي من هذه الريح ، فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون : إن محمدا مجنون ، فقال : لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي ، قال : فلقيه فقال : يا محمد ، إني أرقي من هذه الريح ، وإن الله يشفي على يدي من يشاء ، فهل لك ؟ فقال رسول الله - - : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله أما بعد . قال : فقال : أعد علي كلماتك هؤلاء . فأعادهن عليه رسول الله - - ثلاث مرات ، قال : فقال : لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، ولقد بلغن ناعوس البحر قال فقال : فهات يدك أبايعك على الإسلام . قال : فبايعه ، فقال رسول الله - - : وعلى قومك ؟ قال : وعلى قومي . قال : فبعث رسول الله - - سرية فمروا بقومه ، فقال صاحب السرية للجيش : هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من القوم : أصبت منهم مطهرة . فقال : ردوها ، فإن هؤلاء قوم ضماد " .

أبو داود : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو عاصم ، ثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن عبد ربه ، عن أبي عياض ، عن ابن مسعود " أن رسول الله - - كان إذا تشهد قال : الحمد لله نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ، ولا يضر الله شيئا " .

مسلم : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن ، أنا يحيى بن حسان ، ثنا سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة بنت عبد الرحمن ، عن أخت لعمرة قالت : " أخذت قاف والقرآن المجيد من في رسول الله - - يوم الجمعة ، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة " .

مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق الحنظلي ، جميعا عن ابن عيينة - قال قتيبة : ثنا سفيان - عن عمرو ، سمع عطاء ، يخبر عن صفوان بن يعلى ، عن أبيه " أنه سمع النبي - - يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك} " .

باب تقصير الخطبة[عدل]

مسلم : حدثني سريج بن يونس ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر ، عن أبيه ، عن واصل بن حيان قال : قال أبو وائل : " خطبنا عمار فأوجز وأبلغ ، فلما نزل قلنا : يا أبا اليقظان ، لقد أبلغت ، وأوجزت ، فلو كنت تنفست . فقال : إني سمعت رسول الله - - يقول : إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة ، وأقصروا الخطبة ، فإن من البيان سحرا " .

زاد أبو بكر البزار في هذا الحديث : " وإنه سيأتي بعدكم قوم يطيلون الخطبة ، ويقصرون الصلاة " . رواه عن عبدة بن عبد الله ، عن يحيى بن آدم ، عن قيس ، عن الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود ، عن النبي - - .

تفرد به يحيى بن آدم ، عن قيس ، عن الأعمش ، وقيس هو ابن الربيع .

مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير قالا : ثنا محمد بن بشر ، ثنا زكريا ، حدثني سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة قال : " كنت أصلي مع النبي - - الصلوات ، وكانت صلاته قصدا ، وخطبته قصدا " .

زاد أبو داود في هذا الحديث : " يقرأ آيات من القرآن ، ويذكر الناس " . رواه مسدد ، عن يحيى ، عن سفيان ، عن سماك ، عن جابر .

النسائي : أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان ، أنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، حدثني يحيى بن عقيل قال : سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول : " كان رسول الله - - يكثر الذكر ، ويقل اللغو ، ويطيل الصلاة ، ويقصر الخطبة ، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته " .

أبو داود : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا أبي ، ثنا العلاء بن صالح ، عن عدي بن ثابت ، عن أبي راشد ، عن عمار بن ياسر قال : " أمرنا رسول الله - - بإقصار الخطب " .

أبو راشد لا أعلم روى عنه إلا عدي ، وعدي ثقة .

باب إذا قرأ الخطيب سجدة على المنبر[عدل]

أبو داود : حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن هلال ، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح ، عن أبي سعيد الخدري قال : " قرأ رسول الله - - على المنبر {ص} فلما بلغ السجدة نزل فسجد ، وسجد الناس ، فلما كان يوم آخر قرأها ، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ، فقال رسول الله - - : إنما هي توبة نبي ، ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود فنزل فسجد ، وسجدوا " .

باب الإمام ينزل عن المنبر[عدل]

للأمر يعرض له في خلال خطبته ثم يعود

النسائي : أخبرنا محمد بن عبد العزيز - هو ابن أبي رزمة - أنا الفضل بن موسى ، عن حسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : " كان النبي - - يخطب فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران فيهما ، فنزل النبي - - فقطع كلامه فحملهما ، ثم عاد إلى المنبر ، ثم قال : صدق الله {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} رأيت هذين يعثران في قميصيهما فلم أصبر حتى قطعت كلامي فحملتهما " .

باب الإمام يكلم الناس في الخطبة ويعلمهم[عدل]

النسائي : أخبرنا محمد بن منصور ، ثنا سفيان ، أنا أبو موسى ، سمعت الحسن يقول : سمعت أبا بكرة يقول : " لقد رأيت رسول الله - - على المنبر والحسن معه ، وهو يقبل على الناس ، مرة وعليه مرة ، ويقول : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين " .

أبو موسى هذا اسمه إسرائيل بن موسى ، كان ينزل الهند ، مشهور بالحسن ، روى عنه : يحيى بن سعيد القطان ، وابن عيينة ، وحسين الجعفي ، قال يحيى ابن معين : أبو موسى إسرائيل صاحب الحسن ثقة . وقال أبو حاتم فيه : لا بأس به . وقال حمزة صاحب النسائي : أبو موسى هذا ثقة مأمون .

أبو داود : حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ، ثنا مخلد بن يزيد ، ثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن جابر قال : " لما استوى النبي - - يوم الجمعة قال : اجلسوا فسمع ذلك ابن مسعود فجلس على باب المسجد ، فرآه النبي - - فقال : تعال يا عبد الله بن مسعود " .

البخاري : حدثنا إسماعيل بن أبان الوراق ، ثنا ابن الغسيل ، ثنا عكرمة ، عن ابن عباس قال : " صعد النبي - - المنبر ، وكان آخر مجلس جلسة متعطفا ملحفة على منكبيه ، قد عصب رأسه بعصابة دسمة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إلي . فثابوا إليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن هذا الحي من الأنصار يقلون ويكثر الناس ، فمن ولي شيئا من أمة محمد فإن استطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا ، فليقبل من محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم " .

النسائي : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، عن عبد الرحمن ، عن سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال : قال أبو رفاعة : " انتهيت إلى رسول الله - - وهو يخطب ، فقلت : يا رسول الله ، رجل غريب جاء يسألك عن دينه ، ولا يدري ما دينه . فأقبل رسول الله وترك خطبته حتى انتهى إلي ، فأتى بكرسي خلت قوائمه حديدا فقعد رسول الله - - فجعل يعلمني مما علمه الله ، ثم أتى خطبته فأتمها " .

باب ما جاء في تشقيق الكلام في الخطبة وغيرها[عدل]

البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا أبو عامر ، ثنا زهير بن محمد ، عن زيد ابن أسلم ، عن ابن عمر ، عن النبي - - قال : " إن تشقيق الكلام من الشيطان ، وإن من البيان لسحرا " .

وقد تقدم قوله عليه السلام : " إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل الكلام بلسانه كما تخلل البقرة بلسانها " .

باب الإشارة في الخطبة[عدل]

مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن إدريس ، عن حصين ، عن عمارة بن رؤيبة قال : " رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال : قبح الله هاتين اليدين ، لقد رأيت رسول الله - - ما يزيد على أن يقول بيده هكذا . وأشار بإصبعه المسبحة " .

باب يقيم الصلاة إذا نزل الإمام عن المنبر[عدل]

النسائي : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، ثنا معتمر ، عن أبيه ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد قال : " كان بلال يؤذن إذا جلس رسول الله - - على المنبر يوم الجمعة ، فإذا نزل أقام ، ثم كان كذلك في زمن أبي بكر وعمر " .

باب الإمام يتكلم بعدما ينزل عن المنبر[عدل]

أبو داود : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، عن جرير - هو ابن حازم - عن ثابت ، عن أنس قال : " رأيت رسول الله - - ينزل عن المنبر فيعرض له الرجل في الحاجة فيقوم معه حتى يقضي حاجته ، ثم يقوم فيصلي " . تفرد به جرير ، عن ثابت .

باب ما يقرأ به في الجمعة وعدد صلاتها[عدل]

مسلم : حدثنا عمرو الناقد ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله قال : " كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله : أي شيء قرأ رسول الله - - يوم الجمعة سوى سورة الجمعة ؟ فقال : كان يقرأ : هل أتاك " .

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق ، جميعا عن جرير - قال يحيى : أنا جرير - عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن أبيه ، عن حبيب ابن سالم مولى النعمان بن بشير ، عن النعمان بن بشير قال : " كان رسول الله - - يقرأ في العيدين ، وفي الجمعة ، بسبح اسم ربك الأعلى ، وهل أتاك حديث الغاشية ، قال : وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين " .

مسلم : حدثنا عبد الله بن قعنب ، ثنا سليمان - يعني ابن بلال - عن جعفر - هو ابن محمد - عن أبيه ، عن ابن أبي رافع قال : " استخلف مروان أبا هريرة على المدينة ، وخرج إلى مكة فصلى لنا أبو هريرة الجمعة ، فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة : إذا جاءك المنافقون ، قال : فأدركت أبا هريرة حين انصرف فقلت : إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما بالكوفة . قال أبو هريرة : فإني سمعت رسول الله - - يقرأ بهما يوم الجمعة " .

قد تقدم في أول أبواب القصر قول عمر بن الخطاب : " صلاة الجمعة ركعتان على لسان نبيكم ، وقد خاب من افترى " .

باب إذا اجتمع العيد والجمعة[عدل]

النسائي : أخبرنا محمد بن بشار ، ثنا يحيى ، ثنا عبد الحميد بن جعفر ، حدثني وهب بن كيسان قال : " اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير فأخر الخروج حتى تعالى النهار ، ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ، ثم نزل فصلى ركعتين ، ولم يصل للناس يومئذ الجمعة ، فذكر ذلك لابن عباس فقال : أصاب السنة " .

أبو داود : حدثنا محمد بن طريف البجلي ، ثنا أسباط بن محمد ، عن الأعمش ، عن عطاء بن أبي رباح قال : " صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ، ثم رحنا إلى الجمعة ، فلم يخرج إلينا فصلينا وحدانا ، وكان ابن عباس بالطائف ، فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال : أصاب السنة " .

قال أبو داود : ثنا محمد بن المصفى وعمر بن حفص الوصابي - المعنى - قالا : ثنا بقية ثنا شعبة ، عن المغيرة الضبي ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - - أنه قال : " قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمعون " .

قال أبو داود : ثنا محمد بن كثير ، أنا إسرائيل ، أنا عثمان بن المغيرة ، عن إياس ابن أبي رملة الشامي قال : " شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم : هل شهدت مع رسول الله - - عيدين اجتمعا في يوم ؟ قال : نعم . قال : فكيف صنع ؟ قال : صلى العيد ، ثم رخص في الجمعة فقال : من شاء أن يصلي فليصل " .

قال أبو عمر بن عبد البر : قال علي بن المديني : في هذا الباب غير ما حديث بإسناد جيد عن النبي - - .

باب إثم من ترك الجمعة من غير عذر[عدل]

مسلم : حدثني الحسن بن علي الحلواني ، ثنا أبو توبة ، ثنا معاوية - وهو ابن سلام - عن زيد - يعني أخاه - أنه سمع أبا سلام قال : حدثني الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه " أنهما سمعا رسول الله - - يقول على أعواد منبره : لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعة ، أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين " .

الترمذي : حدثنا علي بن خشرم ، أنا عيسى بن يونس ، عن محمد بن عمرو ، عن عبيدة بن سفيان ، عن أبي الجعد الضمري - وكانت له صحبة فيما زعم محمد بن عمرو قال : قال رسول الله - - : " من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا طبع الله على قلبه " .

النسائي : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد ، عن النبي - - قال : " من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه " .

وروى أبو داود : عن الحسن بن علي ، عن يزيد بن هارون ، عن همام ، عن قتادة ، عن قدامة بن وبرة ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي - - قال : من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدق بدينار ، فإن لم يجد فنصف دينار " . .

وقدامة وثقه يحيى بن معين ، وقال أبو حاتم : قدامة بن وبرة لا يعرف .

باب إذا جاء والإمام يخطب ركع ركعتين[عدل]

النسائي : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد ، ثنا سفيان ، ثنا ابن عجلان ، عن عياض بن عبد الله ، سمعت أبا سعيد يقول : " جاء رجل يوم الجمعة والنبي - - يخطب بهيئة بذة ، فقال له رسول الله - - : أصليت ركعتين ؟ قال : لا . قال : صل ركعتين . وحث الناس على الصدقة ، فألقوا ثيابا فأعطاه منها ثوبين ، فلما كانت الجمعة الثانية جاء رسول الله يخطب فحث الناس على الصدقة ، فألقى أحد ثوبيه فقال النبي - - : جاء يوم الجمعة بهيئة بذة فأمرت الناس بالصدقة فألقوا ثيابا ، فأمرت له منها بثوبين ، ثم جاء الآن فأمرت الناس بالصدقة فألقى أحدهما . فانتهره وقال : خذ ثوبك " .

مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن إبراهيم ، قال قتيبة : ثنا ، وقال إسحاق : أنا سفيان ، عن عمرو - هو ابن دينار - سمع جابر بن عبد الله يقول : " دخل رجل المسجد ورسول الله - - يخطب يوم الجمعة ، فقال : أصليت ؟ قال : لا . قال : قم فصل الركعتين " . وفي رواية قتيبة : " قال : صل ركعتين " .

مسلم : وحدثنا محمد بن بشار ، ثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عمرو قال : سمعت جابر بن عبد الله " أن النبي - - خطب فقال : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصل ركعتين " .

مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا ليث .

وثنا محمد بن رمح ، أنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر أنه قال : " جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ، ورسول الله - - قاعد على المنبر ، فقعد سليك قبل أن يصلي ، فقال له النبي - - : أركعت ركعتين ؟ قال : لا . قال : قم فاركعهما " .

مسلم : حدثنا علي بن خشرم ، ثنا عيسى ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر بن عبد الله قال : " جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله - - يخطب فجلس ، فقال له : يا سليك ، قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما . ثم قال : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين ، و يتجوز فيهما " .

أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله " أن النبي - - قال وهو يخطب : إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين " .

أبو داود : حدثنا محمد بن محبوب وإسماعيل بن إبراهيم - المعنى - قالا : ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، وعن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : " جاء سليك الغطفاني ورسول الله - - يخطب ، فقال له : أصليت شيئا ؟ قال : لا قال : صل ركعتين تجوز فيهما " .

باب ما يفعل إذا نعس يوم الجمعة[عدل]

الترمذي : حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا عبدة بن سليمان ، وأبو خالد الأحمر ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - - قال : " إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول من مجلسه ذلك " .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .

باب الصلاة بعد الجمعة[عدل]

مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى ، أنا خالد بن عبد الله ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - - : " إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا " .

مسلم : وحدثني زهير بن حرب ، ثنا جرير .

وثنا عمرو الناقد وأبو كريب قالا : ثنا وكيع ، عن سفيان ، كلاهما عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - - : " من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا " وليس في حديث جرير : " منكم " .

مسلم : حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد قالا : ثنا يحيى - هو ابن حسان - عن عبيد الله ، أخبرني نافع ، عن ابن عمر .

وثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو أسامة ، ثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : " صليت مع رسول الله - - قبل الظهر سجدتين ، وبعدها سجدتين ، وبعد المغرب سجدتين ، وبعد العشاء سجدتين ، وبعد الجمعة سجدتين ، فأما المغرب والعشاء والجمعة فصليت مع النبي - - في بيته " .

النسائي : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر " أن رسول الله - - كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين " .

قال النسائي : وأنا عبدة بن عبد الله ، عن يزيد - وهو ابن هارون - أنا شعبة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر " أنه كان يصلي بعد الجمعة ركعتين يطيل فيهما ، ويقول : كان رسول الله - - يفعله " .

مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا غندر ، عن ابن جريج ، أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار " أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابن أخت نمر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة ، فقال : نعم ، صليت معه الجمعة في المقصورة ، فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت ، فلما دخل أرسل إلي فقال : لا تعد لما فعلت ، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج ، فإن رسول الله - - أمرنا بذلك ، أن لا نوصل صلاة حتى نتكلم أو نخرج " .

باب أول جمعة جمعت بعد جمعة[عدل]

البخاري : حدثنا محمد بن المثنى ، ثنا أبو عامر العقدي ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي جمرة الضبعي ، عن ابن عباس قال : " إن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله - - في مسجد عبد القيس بجواثي من البحرين " .

أبو داود : حدثنا قتيبة ، ثنا ابن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك - وكان قائد أبيه بعدما ذهب بصره - عن أبيه كعب بن مالك " أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحم لأسعد بن زرارة فقلت له : إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة ؟ قال : لأنه أول من جمع بنا في هزم النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له : نقيع الخضمات ، فقلت له : كم أنتم يؤمئذ ؟ قال : أربعون " .

باب أصحاب العالية[عدل]

البزار : حدثنا أحمد بن محمد ، ثنا إسحاق بن محمد الفروي ، ثنا عبيد الله ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : " أن أصحاب العالية كانوا يجمعون مع رسول الله - - " .