قل لمولاي يا بديع الزمان
المظهر
قُل لمولاي يا بديع الزمانِ
قُل لمولاي يا بديع الزمانِ
يا هلال الدجى على غصن بانِ
يا مريض الجفون أمرضتَ جسمي
مرضاً من تمرُّض الأجفانِ
يا غزالَ الجنان لا تحرمنّي
جنّةَ الوصل يا غزالَ الجنانِ
جَمَعَ اللهُ فيك يا قرَّة العي
ن جميعَ الصفات والإحسَانِ
فكأني من حُسن وجهك أرعى
ناظري في حدائق البستانِ
وكأني من غُنج ألحاظ عَينَي
كَ أناغي لواحظَ الغزلانِ
وكأني من شَكل قدِّك في شك
ل تثنيّ نواعم الأغصانِ
وكأني من ظَرف لفظك في لَف
ظِ نفيسِ الياقوت والمرجانِ
وكأني عند انبساطك نحوي
زلتُ عن مالكٍ إلى رضوانِ
وكأني عند انتشاقي لأنفا
سِكَ أشتَمُّ نكهة الضيمرانِ
وكأني من طيب ريحك في طي
ب نسيم الأزهارِ والريحانِ
وكأني من وجنتيك أُحَيّا
بجَنَاةِ التُّفّاح من لبنانِ
وكأني من نبت خَدَّيك في نب
تِ رياضِ النسيم والزعفرانِ
مَلَكٌ أَنت لا يُشَكُّ فلن تُج
مَعَ هذي الصفاتُ في إنسانِ
سمرةٌ فوق رقّةٍ تحت طِيبٍ
خَلطُ مسكٍ بماءِ وردٍ وبانِ
خُتِمت هذه الصفات بخالٍ
يصرف العينَ عنك عند العيانِ
سيدي أنتَ معدن الحسن ما ضَر
رَكَ لو كنتَ معدنَ الإحسانِ
يا طبيبَ القلوب قلبي عليلٌ
فتلطّف وافطن لبعض المعاني
ومتى يرتجي العليلُ شفاءً
وهو يلقى الطبيبَ بالكتمانِ
ما تركتُ الشكوى لصبري ولكن
في فؤادي ما لا يؤدّي لساني
فتعطّف بخَلوةٍ تبسط الأُن
سَ ببَثِّ العتاب والأشجانِ
فعسى أن تنالني رحمةُ الوَص
لِ فأنجو من سَخطة الهجران