قصيدة الطبيعة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قصيدة الطبيعة

​قصيدة الطبيعة​ المؤلف إيليا أبو ماضي


روض إذا زرته كئيبا
نفّس عن قلبك الكروبا
يعيد قلب الخليّ مغرا
و ينسى العاشق الحبيبا
إذا بكاه الغمام شقّت
من الأسى زهرة الجيوبا
تلقى لديه الصّفا ضروبا
و لست تلقى له ضريبا
و شاه قطر الندى فأضحى
رداؤه معلما قشيبا
فمن غصون تميس تيها
و من زهور تضوع طيبا
و من طيور إذا تغنّت
عاد المعنّى بها طروبا
و نرجس كالرقيب يرنو
و ليس ما يقتضي رقيبا
و أقحوان يريك درّا
و جلّنار حكى اللّهيبا
و جدول لا يزال يجري
كأنّه يقتفي مريبا
تسمع طورا له خريرا
و تارة في الثرى دبيبا
إذا ترامى على جديب
أمسى به مربعا خصيبا
أو يتجنّى على خصيب
أعاده قاحلا جديبا
صحّ فلو جاءه عليل
لم يأت من بعده طبيبا
و كلّ معنى به جميل
يعلّم الشاعر النسيبا
أرض إذا زارها غريب
أصبح عن أرضه غريبا