انتقل إلى المحتوى

قد تحلى الروض من قطر الندى

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قد تحلى الروض من قطر الندى

​قد تحلى الروض من قطر الندى​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


قد تحلى الروض من قطر الندى
لؤلؤاً رصع ياقوت الشقيق
حبب الطل به قد نضدا
في كؤوس من سلاف ورحيق
جاء للروض شقيق عارض
رمحه بين احمرار واخضرار
مثل خد دار فيه عارض
فزها الورد بريحان العذار
في ربوع قد سقاها عارض
فاكتست اقطارها وشي القطار
ان للغيث على الأرض يدا
توجب الشكر على الروض الأنيق
نثر الدر وصاغ العسجدا
شذرات وشحت وادي العقيق
ومن الأزهار كم جال وشاح
فوق ديباج رياض ومروج
تحسب النوار فيها والأقاح
انجماً زهراً تجلت في بروج
وعلى سجع حمامات البطاح
يتثنى الغصن والزهر يصوج
أين اسحق تغنى أوشدا
من غناء الورق في الغصن الوريق
غردت طبعاً واعطت معبدا
كلفة من نغمة الصوت الرقيق
كل ربع فيه من صنع الربيع
حلل تزرى بصنعاء اليمن
للصبا في ذلك الوشي البديع
خطرات بين غصن وفنن
والنسيم الغض مشغوف صريع
بغواني الزهر في الروض افتتن
من هواها اعتل عشقاً فاغتدى
بلطيف اللفظ يشكو للعشيق
كلما استعطف زهراً زودا
منه بالعنبر والمسك الفتيق
هل صبا نجد تداوي من صبا
بشذى فيه شفاء الدنف
حملت من نشرهم ريح الصبا
باعث الوجد وداعي الشغف
ذكرتني عهد أيام الصبا
فتجرعت كؤوس الاسف
اترى تلك الليالي عودا
ام إلى تلك الثنايا من طريق
لا عدا صوب الغوادي لا عدا
مربعا حل به ذاك الفريق
قد مضت جدّة أيام الشباب
والهوى في القلب غرّيافع
ومن الوفرة قد طار الغراب
حيث بازي مشيبي واقع
وعلى خوف عقاب أو عتاب
أنا بالعفو المرجى طامع
فاسقني الكأس لك النفس الفدى
من مليح اهيف القدر شيق
أنا لا أشرب راحاً ابدا منك
أو تمزج لي راحاً بريق
طرفك السفاح يا ساجي الجفون
كم دم طل وكم دمع اراق
سيف عمرو وهو خواض المنون
كل عن حد مواضيها الرقاق
لو رأى هاروت هاتيك العيون
لرأى من سحرها ما لا يطاق
تسلب اللب وتفني الجلدا
فاتقوا بابل والسيف الذليق
شهد الخد وحقا شهدا
بدم في خدك القاني اريق
لك ثغر دونه سيف المقل
يحرس الورد وورد اللعس
ما عهدنا أن اسياف الأجل
تنتضى وهي عيون النرجس
قد سمحنا بدم فيك يطل
أيها الساقي فجد بالأكؤس
كم رمى لحظك مني الكبدا
يا رشيقاً غادر القلب رشيق
لا أبالي لوم من قد فندا
أنا اعطيت الهوى عهداً وثيق
ثغرك الاشنب ميم والعذار
هو لام والقوام الألف
قد رجوت العطف بي لما استدار
ولو صدغيك فهلا تعطف
كل حرف لمعانيه يشار
وبه للحسن تتلى صحف
من تلاهن إلى العشق اهتدى
والهوى كان له خير رفيق
سورة الحسن وكم قد سجدا
قمر التم لمعناه الدقيق
أنت يا حلو المعاني جنتي
لو دنت منها قطوف وثمار
في جنان الخلد ترعى مقلتي
وفؤادي من اسى يصلى بنار
سعد الطرف ولكن شقوتي
منك للقلب الذي شكوا لأوار
ففريق في سعير خلدا
وحظي في جنة الحسن فريق
راح هذا في نعيم وغدا
ذاك في برح زفير وشهيق
يا مليكاً كلما عز خضعت
لهواه لست أعصى ما أمر
كم من الصدغ إلى الصدغ رجعت
مستجيراً فيه من سهم النظر
عجباً كيف بليلين قطعت
من محيا وجهه دور القمر
قمر من مشرق الحسن بدا
مشرقا ما لسناه من محيق
من رأى ذاك المحيا سعدا
يالجمال الغض والحسن الأنيق
صنم اطلع من غرته
شمس حسن خجلت منها الشموس
ولكم ارسل من طرته
شركاً فاعتلقت فيه النفوس
عبد الخال على وجنته
حين شبت نارها نار المجوس
فرقيق الخد لما استعبدا
خاله فاز رقيق برقيق
قلت للشائم خالا اسودا
هل شممت المسك ذا النشر العبيق
كم اضاءت لي على ذات الأضا
ليلة كان منيراً بدرها
ان بكن عهد التلاقي قد مضى
بالغواني وتقضي عصرها
فلقد عادت بعرس المرتضى
بهجة النفس ووافى بشرها
فغدا العيش نضيراً رغدا
حالياً في لؤلؤ النظم النسيق
عندليب البشر فيه غردا
هزجاً يصدح بالسجع الرقيق
لم أزل بالشعر من قبل ضنين
غير اني اليوم بالشعر سخي
كيف لا اسمح بالعقد الثمين
ولي اليوم الهنا بابن اخي
ذاك عيسى المجد وضاح الجبين
ياقوا في الشعر للمجد ارضخي
فالقوا في خيرها ما أنشدا
في اجتماع الشمل أو مدح الصديق
طيب الاخلاق زاك محتدا
فهو بالمدح جدير وخليق
ماجد ينمي إلى نجر صميم
حبذا النجر السني الأقدس
خلق كالروض حياه النسيم
يأرج النادي به والمجلس
إن للفرع على الاصل الكريم
لدليلا ساطعاً يقتبس
وعليه من مصابيح الهدى
مثل ما أومض لماع البريق
من سجاياه حمدنا الموردا
وانتجعنا روضة الوجه الطليق
وأخوهن القاسم الزاكي الفعال
كوكب المجد هلال النسب
حسنت منه المزايا والخصال
مثلما راقت شذور الذهب
صنو عيسى وهما بدرا كمال
قد اضاءا في سماء الحسب
مجدهم اضحى حديثاً مسندا
لحسين وهو المجد العريق
أهل بيت بالمعالي شيدا
وبه قد شيد البيت العتيق
يا خليلي اشربا كأس الهنا
والبسا ابراد بشر وفرح
إن عرس المرتضى ارشفنا
بالتهاني قدحاً بعد قدح
دام بشرفيه قد نلنا المنى
ما حمام الايك في الغصن صدح
في نعيم العيش يبقى سرمدا
أنسه في صحبة الدهر الشفيق
فخذ الدر الذي قد نضدا
يا خليلا هو بالدر حقيق