قام بالنفس في هوى قمر
المظهر
قَامَ بالنَّفسِ في هَوَى قمرٍ
قَامَ بالنَّفسِ في هَوَى قمرٍ
وَباعَ وَصْلَ البدورِ بالْبدَرِ
وافتضَّ أبكارَ لهوِهِ طرباً
بينَ عشايَا المدامِ والبكرِ
لا يومَ كاليومِ أَبرَزْتهُ لنا
رياضُهُ في مشهَّرِ الحَبَرِ
يومٌ بَهيمُ الزَّمانِ يخطرُ من
جمالِهِ في الحجولِ والغرَرِ
مسرَّةٌ كلَّها بِلا خَشيِنٍ
ولذَّةٌ صَفْوُهَا بلا كَدَرِ
قد ضُرِبَتْ خيمةُ الغَمَامِ لنا
وعرَّش جيشُ النّسيمِ بالمطَرِ
وعندنا عاتِقان حمراءُ كالشَّمـ
ـسِ وأُخرى صفراءُ كَالقَمَرِ
بكرانِ هذي تعابُ بالكِبَرِ الـ
ـبادي وهذي تُعَابُ بالصغَرِ
مدامةٌ كأَنَّ مِنْ تَقَادُمِهَا
عاصرُهَا آدمٌ أبو البشَرِ
وبنتُ خِدْرٍ تُريكَ صورَتُهَا
بدرَ الدّجَا في ردائِها العَطِرِ
حَنَّتْ على عودِها وقد بُزِلَتْ
ندامُنَا جمرةً بلا شَرَرِ
يَسْعَى علينا بهَا الوصائفُ قلّد
نَ مجوناً قلائِدَ الزهَرِ
قرطُقُ منطقٍ إذا جُليِنَ لنا
معقرباتُ الأَصداغِ والطّرَرِ
يَا تارِكاً طِيبَ يومِهِ لِغَدٍ
تبيعُ عينَ السّرورِ بالأثَرِ
إنْ وَتَرَتْ قلبَكَ الهمومُ فما
مثلُ انتصارٍ بالنّايِ والوَتَرِ
وشادنٍ حبرَتْ لواحظُهُ
لحاظَ عينِ الغزالِ بالحَوَرِ
أجبرتُ في حبّهِ لأَعذِرَهْ
فإنْ جفاني احتججتُ بالقدرِ
سألتهُ زَورَةً فجادَ بها
وكلُّ هذا بألسُنِ النَّظَرِ
فَنِلْتُ سُؤْلي من رَشْفِ ريقتِهِ
ومُنيتِي من مآربٍ أُخَرِ