انتقل إلى المحتوى

فرج الله بعثمان بن

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

فرج الله بعثمان بن

​فرج الله بعثمان بن​ المؤلف ابن شهاب


فرج الله بعثمان بن
محبوبٍ الكرب وأردى من سرف
فرس العزم إلى الدكن سق
تنجو من كل عناء وكلف
قافية القاف
قال رضي الله تعالى عنه
أمحدّثي عمّن أحبّ وأعشق
زدني فبي لهم اشتياق مقلق
وأعد حديثهمُ علي فلي بهم
نفس متيمة وقلب يخفق
فلربما وعسى بذكر أحبتي
ترقى فديتك دمعة تترقرق
ناشدتك الرحمن هل جزت الحمى
حيث البواسق والأراك المورق
ورأيتَ لا سهرت جفونك حيهم
وعلمت حالة ساكنيه وما لقوا
فبذلك الوادي الخصيب أهله
في الدور إلا أنها لا تُمْحَقُ
فكلما عهدت على الوداد لعلهم
ولعل سفحهم مريع مغدق
سفح به الحصباء در والثرى
مسك بأذيال الخراعب يعبق
وإذا النسيم جرى عليه رأيتني
أصبو إلى نفس النسيم وانشق
يا عرب ذاك الحي لي بحسانكم
شغفٌ ولي ولَهٌ بكم وتعلق
هل تذكرون معذباً ببعادكم
كلفاً وفي قيد الصبابة موثق
عُجِنَت بماء العشق طينته وفي
دعوى المحبة والغرام مصدق
قد كاد لولا الحر من أنفاسه
في سيب منهل المدامع يغرق
يبكي فيسعده إذا اعتكر الدجى
فوق الخمائل عاطل ومطوق
لولا توقعه زيارة سوحكم
فيرى مضارب حضرموت ويرمق
لرمى فما أخطى جريح فؤاده
سهم إليه من المنون مفوق
يا فاتر الطرف الكحيل وبارع
القد الأسيل أما ترق وترفق
تالله ما يوماً شربت مدامة
إلا وكدت بها لذكرك أشرق
كيف السبيل إلى اللقاء ونحن في
رق الزمان وربما لا يعتق
ولئن بَعثْتَ إلي طيفك زائراً
فجفون صبك بالكرى لا تطبق
سلب الكرى العيش القديم وذكره
والعهد في زمن الصبا والموثق
مني عليك تحية يسري بها
بدر السماء وشمسها إذ تشرق
لك بالجمال على الحسان خلاقة
أنت الأحق بها وأنت الأليق
بالحسن سدت وساد إحساناً أبو
بكر الزبيدي النسيب المعرق
المنتقى من قومه والمنتضى
في عزمه والسيد المتحقّق
من سر سادة مذ حج من آل قحطان
وقحطان الكرام السبق
كثرت محامدة فما في نشرها
في الناس من يغلو ولا من يغرق
يتزاحم العافون حول رحابه
فيبث فيهم ما له ويفرق
وإذا انقلبت سمعت ألسنهم لما
أولاه تلهج بالثناء وتنطق
ما إن له في مجده ووفائه
من يقتفي آثاره أو يلحق
وبه اقتدى إذ كان فيه جبلة
مَن مِن بني الدنيا يجود وينفق
وإلى صيانته وعفّه نفسه
وحميد سيرته العيون تحدق
وبعقله انتفع الورى فبرأيه
ذو الحلم يأخذ والجهول الأحمق
قد نال من حب النبي وآله
رتباً لها أهل النهى لم يرتقوا
ومحبة العلماء والصلحاء والفقراء
فيه سجية وتخلّق
سبحان مانحه الفضائل فطرة
يعطي المهيمن من يشاء ويرزق
قسماً بصحبته وصدق اخائه
ومعاهد للعيش فيها رونق
إني إلى أخلاقه وحديثه
ووسيم طلعته البهية شيق
وإذا ظفرت به فلا ألوي على
أبناء عصري غربوا أو شرّقوا
يا ابن السعيد أبا السعيد ومن له
بطوالع السعد السعادة تسبق
أترى زمان السوء يسمح لي بما
أرجو فتسري بي إليك الأنيق
لأبثّك الشكوى وتعلم أنني
دنف وشملي بالعباد ممزّق
كابدت من ألم النوى وضنى الهوى
غصصاً ضعفت لها وشاب المفرق
بين اللئام أعيش إلا أنني
فرد فلا عاش اللئام ولا بقوا
من كل ذي حسد بصورة مخلص
في ودّه كالقط إذ يتملّق
ويليق بي أن لا أطيل بذكرهم
وإذا سعدت فما علي إذا شقوا
وإليكها بكرا تقاصر عن مدى
إدراك غايتها البليغ المفلق