فتنتك حين بدت بوجه مسفر
المظهر
فتنتك حين بدت بوجه مسفر
فتنتك حين بدت بوجه مسفر
ورنت مسلمة بطرف أحور
واستقبلتك فكاد ضوء جبينها
وشعاعه يغتال عين المبصر
وتخوّفت من أن تضار فأسلبت
من فرعها أذيال ليل مغدر
وتبسّمت فبدى لعينك لؤلؤ
من ثغرها يزري بعقد الجوهر
وتمايلت فسجدن أغصان الربا
من غير ماآب ولا مستكبر
خود مخدرة بأسهم لحظها
تسبي وتأسر كل ليث مخدر
حوراء تخترم النفوس ولم تبل
علماً بأن قتيلها لم يثأر
عوج حواجبها قويم نهدها
بيض ترائيبها بياض المرمر
هيفاء قدٍّ كاد دائر بندها
في الخصر يصلح خاتماً في الخنصر
وتنوء ذاك الخصر حال نهوضها
أعباءُ ما أكتنفت عقود المئزر
أنسيت ليلة كنت ثم سميرها
ما بين كاعبة تميس ومعصر
متمتعاً بحديثها متعاطياً
من كاسها قدح العقار المسكر
صهباء راصدة بشهب حبابها
في الصدر شيطان الهموم المعتري
وصفا به للأذن حال سماعها
نغمات غانية ورنّة مزهر
يذكو شذى الأزهار في أرجائه
وبه يفوح شميم نفح العنبر
فكأنه أرج الثناء ونشره
في محسن الملك السمي المخفر
المعرق النسب الشريف المنتقى
من آل فاطمة البتول وحيدر
نسبٌ له تعنو وجوه ربيعة
وتخرّ ساجدة تبابع حِميَر
آباء مجد أنجبت بأماجد
ونجوم هدي نيّر من نيّر
حتى أتت بخلاصة الآل الذي
أخذ اللواء وكان بالأخذ الحرى
مهدي على خان الذي أبدى لنا
في المجد ما عن غيره لم يؤثر
معلي منار العلم فارس بحثه
ومعين فائض عذابه المتفجر
ما أن له إلا المعالي قنية
قصر الزمان وهمه لم يقصر
جماع أشتات الفضايل والعلا
ومشتّت المال العديد الأكثر
وإذا بسوق المجد سيمت صفقة
تلقاه بالثمن الشطيط المشترى
والطاهر الشيم الذي أخلاقه
لطفاً أرق من النسيم المسحر
ذو خبرة وبصرة بهما غدا
لبسيط ملك المغل خير مدبر
رجل السياسة ركنها الأقوى الذي
لولاه ما اجتثت عروق المنكر
وإذا المحافل من سرة أولى النهى
والحلم غصت فهو ربّ المنبر
ولو الكفاءة في الامارة روعيت
لم تلف قط عليه من متأمر
بمصائر الأحوال قبل وقوعها
ثق من فراسته بأصدق مخبر
فكأن مرآه الغيوب جنانه
فلذاك لم يرتب ولم يتحير
يمضي وينفذ ذهنه الوقاد في
ما ليس ينفذ فيه غرب الأسمر
كشاف غامض كل أمر معضل
بسديد رأي ثاقب وتبصّر
فهو المذلل صعب كل عويصة
وقريع حومة كل خطب مخطر
ولربّ ضرغام أعاد زئيره
نوحاً ولو يدري به لم يزأر
أكرم به من سيد متواضع
طبعاً وعن ساق الفخار مشمر
عجنت بطينته حمية هاشم
والشبل يمرح في مجال القسور
حرم لقاصده فحول حماه عن
طمع محال أن يحوم المجترى
من أم جانبه لدفع ملمة
فأنا الضمينُ له بنجح المصدر
يا أيها السند الكريم ومن به
أيامه باهت مواضي الأعصر
خذها تجر على جرير ذيلها
طوراً وتهزأ تارة بالبحتري
ترجو القبول مع القصور وهل ترى
من واصف علياك غير مقصر