غلب الهوى واستحوذ استحواذا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

غلب الهوى واستحوذ استحواذا

​غلب الهوى واستحوذ استحواذا​ المؤلف عبد الغني النابلسي


غلب الهوى واستحوذ استحواذا
فمن الذي نلجأ إليه عياذا
في طلعة شمسية قمرية بجمالها صارا لجميع جذاذا
...
يا هيكلا ظهرت غيوب شؤونه
فينا فكان لكلنا أخاذا
وجه تبرقع بالمحاسن والبها
فعنت له كل الوجوه لذاذا
وتمتعت أرواحنا بهلاكها
فيه ولاذت بالفناء لياذا
ونراه أقرب من نراه ولا نرى
شيا سواه ومن سواه أعاذا
فهو الذي لجمال طلعته يرى
وقلوبنا وعيوننا تتحاذى
إن الوجود يرى الوجود كما به
عدم يرى عدما له جباذا
وممنع بالعز عنه عقولنا
معقولة لا تقتضيه تنفاذا
وقلوبنا في بحر عشقته هوت
تبغي اللقا لا تعرف الانقاذا
نزل النقا فاشتاقه أهل النقا
أو هل ترى بعد النزول لو اذا
بالأمس كان مناخه بطويلع
واليوم صار مخيما بغداذا
لا عار إن خلع العذار محبه
في حبه ولجا إليه ولاذا
ظهرت ملاحته بديباج الورى
فينا وقد لبس اللطافة لاذا
وأقول زيدا قد رأيت وخالدا
لا ذاك في بصري رأيت ولا ذا
ورآه في زيد بن حارثة هنا
طه النبي وحب فيه معاذا
وبيوسف الصديق شاهد وجهه
يعقوب حين له هواه آذى
وصفاتنا ظهرت لنا بصفاته
ورأى الجنيد به الورى ممشاذا
أما هواه فإنه هو ملتي
وعليه كنت أعاهد الأستاذا
عجبي له وهو الكثير أضلنا
والواحد الهادي لنا استنقاذا
يشقى ويسعد بالذي أشقى به
فتراه لاح صواعقا ورذاذا
بالله يا لحظاته لا تجرحي
قلبي فإن بسهمك الفولاذا
ولأنت يا خمر الرضاب محوتنا
سكرا وريحك لم يزل نباذا
من لي بمشهود المحاسن غاب
لام العذول على هواه وهاذى
هو حاضر لكن بغير إشارة
فإذا جهلت تقول عنه هذا
عشاقه بعيونه مفتونة
وقلوبهم صارت به أفلاذا
ويظل يهجرهم ويكثر صده
عنهم وما أحد يقول لماذا
ويرونه حسنا وفي أفعاله
لطفا وفي تعذيبه استلذاذا
وبهم تجمعت القبائل في الهوى
وعلى البعاد تفرقوا أفخاذا
يأتي النسيم لهم بأخبار الحمى
للمسك فاوح في الهبوب وشاذى
وتهجهم ورقاء فوق أراكة
تدني البعيد وتجمع الأفذاذا