عماد الإسلام في علم الكلام/المقصد الثالث/01
يا عماد من لا عماد له
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والمنَّة والصلاة والسلام على رسوله وآله والتحية.
روى محمد بن يعقوب الكليني عن العباس بن عمرو والفقيمي عن الهشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام أنَّه قال للزنديق الذي سأله من أين أثبت الأنبياء والرسل قال إنَّا لمَّا أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنَّا وعن جميع ما خلق وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً؛ لم يجز أن يشاهده خلقه، ولا يلامسوه، فيباشرهم ويباشروه، ويحاجهم ويحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه، يعبرون عنه إلى خلقه وعباده، ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفى تركه فناؤهم، فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه جل وعز، وهم الأنبياء عليهم السلام وصفوته من خلقه، حكماء مؤدبين بالحكمة، مبعوثين بها، غير مشاركين للناس على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب في شيء من أحوالهم مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة، ثم ثبت ذلك في كل دهر وزمان مما أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين، لكيلا تخلو أرض الله من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته وجواز عدالته.
المقصد الثالث في النبوة:
هو مشتمل على فصول:
- الفصل الأول: في تحقيق لفظ النبي ومعناه بحسب اللغة والإصطلاح، فنقول النبي إمَّا مشدد الياء كما هو المختار وإمَّا بالهمزة؛ فعلى الأول معناه إمَّا الرفيع وحينئذٍ يكون إمَّا مشتقاً من النبوة بسكون الباء وفتح النون بمعنى الارتفاع كما صرَّح به السيِّد الشريف في شرح المواقف أو بمعنى ما ارتفع من الأرض كما صرَّح به الجوهري وحينئذٍ
- الفصل الثاني:
- الفصل الثالث: