علم النجوم وأصول الحركات السماوية/الفصل الخامس عشر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الفصل الخامس عشر

فيمـا يعرض للكواكب الخمسة المتحيرة من الرجوع في مسيرهـا في فلك البروج،


ولنصف هاهنا مـا يعرض للكواكب الخمسة المتحيرة من الرجوع في مسيرها في فلك البروج فنقول أولاً أنا قد بينا أن الكواكب أذا كانت في الجهة العليا من الفلك التدوير فان حركته فيه تكون الي المشرق في جهة الحركة التي لمركز فلک التدوير فيري الكوكب سريع السبر لاجتماع الحركتين في جهة واحدة وأذا كان في الجهة السفلي من فلك التدوير فأن حركته فيه الي المغرب في خلاف جهة الحركة الاخري، ونقول هاهنا أيضاً أن الكوكب أذا كان في جنبتي فلك التدوير من المشرق والمغرب وعلي موضع مماسة الخطيـن الذين يخرجان من الأرض الي جنبتي فلك التدوير لم ير لحركته في فلك التدوير قدر يتبين في فلك البروج فيكون ما يري من مسيرة في فلك البروج هو مـا يسير مركر فلك التدوير فقط فأذا سار الكوكب من موضع

الخط
62

الخط المماس لفلك التدوير مما يلي المشرق كان عند ذلك ابتداء الحركة التي يري للكوكب في فلك التدوير الي المغرب بابطـاء فينقص ذلك من مسير مركز فلك التدوير الذي يري الي المشرق وكلمـا انحط الكوكب في فلك التدوير ودبا من البعد الأقرب كان أكثر لما يري من حركته فيه الي المغرب الي أن يساوي مقدار ما يري مـــن حركته في فلك التدوير لحركة مركز فلك التدوير فأذا تساوت الحركتان في جهتين مختلفين لم ير للكوكب في فلك البروج تقدم ولا تأخر ويري كأنه مقيم، ثم تتزيد حركته التي تري في فلك التدوير الي المغرب وتزيد على الحركة الأخري التي الي المشرق فعند ذلك يري الكوكب راجعـاً في فلك البروج نحن المغرب ويكون أكثر مـا يري من حركة الرجوع أذا صار الكوكب في أقرب فلك التدوير واذا جاور البعد الاقرب صاعداً من جهة المغرب وصار الي مثل ذلك البعد الذي أبتدأ منه الرجوع من جهة المشرق تساوت الحركتان أيضـا فيري مقيمـاً في موضعه من فلك البروج الي أن يجوز ذلك الموضع فيري مستقيم السير الي المشرق ن


فهذا سبب ما يري من رجوع الكواكب الخمسة، فأن قال قايل فا بال القمر وهو يسير في فلك التدويره علي مثال الخمسة الكواكب لا يعرض له مرجوع وأن يكون رجوعه أيضاً أذا كان في الجهة العليا من فلك التدوير حيث يكون مسيره في فلك التدوير الي المغرب، فأن سبب ذلك أن مسير القمر في فلك التدوير في أي جهة كان منه قليل القدر في فلك البروج عندما يسبر مركز فلك التدوير وأنما تعرض له بحركته في فلك التدوير سرعة وأبطاء فقط أما السرعة ففي البعد الأقرب وأمـا الأبطـاء ففي البعد الأبعد ن

فلنحدد الان المواضع التي يكون عندها الرجوع والاستقامة من فلك الندوير فنقول أنه أذا كان بعد الكوكب من البعد الأقرب المقوم من فلك التدوير عن جنبتيه جميعـاً هذه . الأجزأء المعلومة فما دونهـا فهو راجع وهو فيها جاوز ذلك مستقيم السير وهي لزحل ست وستون درجة وللمشتري خمس وخمسون درجة والمريخ سبع عشرة درجة وللزهرة ثلث عشرة درجة ولعطارد أربع وثلثون درجة وأكثر ما يبعد كل واحد من الزهرة وعطارد عن الشمس في المشرق والمغرب وهن أذا كان علي الخطين المماسين لفلك التدوير أمـا الزهرة فثماني وأربعون درجة وعطارد ثماني وعشرون درجة ن

الفصل