عقلاء المجانين (1924)/أسماء المجنون في اللغة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


أسماء المجنون

في اللغة

للمجنون في اللغة أسماء كثيرة. وقد مضى تفسير المجنون. منها الأحمق، والفعل منه حمق يحمق حمقا وحماقة فهو أحمق، قال الشاعر:

سبحان من أنزل الأشياء منزلها
وصير الناس مرفوضا مرزوقا

والجمع حمقى كقولك: قتلى وصرعى وهلكى وحرقى وغرقى، قال الشاعر:

رزقت مالا فعش مما رزقت به
فلست أول من حمقى بمرزوق
لو كان باللب يعطي ما تعيش به
لما ظفرت من الدنيا بمفروق

ومنها المعتوه: وهو الذي يولد مجنونا. والفعل منه عته فهو معتوه. ومنها الأخرق: وهو الذي لا يحسن التقدير والتدبير والمرأة خرقاء، قال أبو عبيدة: لا يقال خارق إلا للمقدر بعلم وتدبير، فإذا قدر بغير علم قيل أخرق. وخرقاء، ومنه قوله تعالى: " وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه " قال مجاهد: أي كذبوا. قال أبو عبيدة: اختلفوا، وقرأ أهل المدينة بالتشديد وخففه الكسائي وأبو عمر. والاسم الخرق بضم الخاء. والخرق أيضا جمع الأخرق.

ومنها المائق: والموق أيضا جمع المائق كقولهم عائط وعوط وحائل وحول للشاة التي لم تحمل، وعائد وعود للناقة القريبة النتاج، وفاره وفره، قال الشاعر:

وغرة مرة من فعل غر
وغرة مرتين فعال موق
إذا لم تبق بالصحصاح زلت
من الصحصاح رجلك في العميق
وحسن الظن عجز في أمور
وسوء الظن يأمر بالوثيق
ولا تفرح بأمر أن تدانى
ولا تيأس من الأمر السحيق
فإن القرب يبعد بعد قرب
ويدنو البعد بالقدر المسوق

أنشدنيه أبي رحمة الله تعالى، وقال: أنشدناه أبو سلمة المؤذن لعمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.

ومنها الرقيع والمرقعان: وهو الأحمق الذي يتمزق عليه رأيه وعقله. والفعل منه رقع رقاعة فهو رقيع كقولك بلد بلادة فهو بليد. أنشدنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر بن بكار الفقيه البخاري بها، قال: أنشدنا عبيد الله بن عبد الله:

وما الناس إلا وعاة العلوم
وسائرهم غنم في قطيع

ومنها الممسوس: وهو الذي يتخبطه الجن أو الشيطان والاسم المسمى؟ ومنه قوله جل ذكره كالذي يتخبطه الشيطان من المس.

ومنها المخبل والمخبل: والاسم الخبل ويقال: رجل مخبل ومخبول ومختبل، قال الأعشى:

علقتها عرضا وعلقت رجلا
غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وعلقته فتاة ما يحاولها
من قومها ميت يهذي بها وهل
وكلنا مغرم يهذي بصاحبه
ناء ودان ومخبول ومختبل

ومنها الأنوك: والفعل منه نوك ينوك فهو أنوك كقولك حول فهو أحول، وسألت أبا منصور الامام الأزهري رحمه الله بهراة: فلم يذكر منه فعلا. والاسم النوك بضم النون والجمع نوكي قال الشاعر: (وكيف يكون النوك إلا كذلكا).

وأنشد الأصمعي:

تضحك منه شيخة ضحوك
واستنوكت وللشباب نوك

ومنها البوهة: قال الشاعر:

ويا هند لا تنكحي بوهة
عليه عقيقته أحسنا

ومنها الذولة: بالذال المعجمة. والموتة ضرب من الجنون، ولم أسمع منه للمجنون إسما.

سمعت الإمام أبا حامد الخارزنجي يقول: النطاة الجنون، قال: وتقول العرب: فلان من فرط نطاته لا يعرف قطاته من لطاته. القطاة مقعد الردف من الدابة واللطاة دائرة في الجبهة.

ومنها العرهاة: قال الشاعر:

ومن لم يواس الناس مما بكفه
فذلك عرهاة من العقل مبلس

ومنها الأولق: والفعل منه ولق يولق. والولق الاسم. وأما الولق اللام فهو الكذب. وقرأت عائشة رضي الله عنها " إذ تلقونه بألسنتكم " والفعل منه ولق يلق ولقا، قال الأعشى:

ويصبح من غب السري فكأنما
ألم بها من طائف الجن أولق

ومنها المهووس: والاسم الهوس، وهو ضرب من الجنون، فإن كان قدرا؟ في جنونه فهو أغفل.

ومنها الهلباجة: وهو الأحمق الكثير الأكل قاله الخليل بن أحمد ومنها اللكع: وهو الأحمق اللئيم. وقال غيره: هو العبد.

ومنها الجذب: قال ابن السكيت: يقال رجل جذب وفيه جذب أي فضل الحمق.

ومنها الهجاجة: قال الأصمعي يقال للرجل الأحمق الكثير الخطأ رجل هجاجة.

ومنها الرشاع: قال ابن السكيت: والزهدن الأحمق أيضا، وأنشد في كتاب الألفاظ:

قلت لها إياك أن تركني
عندي في الجلسة أو تلبني

عليك ما عشت بذات الزهدن

ومنها الملغ: قال الأصمعي: هو الأحمق. والجعبس الأحمق أيضا، قال الراجز:

لما رأيت سد الليل ادمسا
ليلا دجوجي الظلام عرمسا

وصم كسراه الغيام الجعبسا

والهلباجة: وقد ذكر آنفا. قال ابن السكيت: قال خلف ابن الأحمر: قلت لابن كبشة بنت السعتري: ما الهلباجة؟ فتردد في صدره ما لم يتهيأ له إخراجه، ثم قال الهلباجة الأحمق الذي لا خير عنده.

وقرأت في كتاب النوادر لأبي زيد سعيد بن أوس: رجل مألوس أي مجنون وقد ألس إذا جن.

ومما يضارع هذا الباب ويقرب منه وليس بعينه المتيم وهو العبد تيمه الحب، أي عبده واستعبده ومنه تيم اللات كأنه عبد اللات.

ومنها الأهوج: والفعل منه هوج يهوج هوجا فهو أهوج.

ومنها الهائم: وهو ذاهب العقل.

ومنها المدله: قال الشاعر:

تركوني مدلها
أرتجي حج قابل
بعدما كنت ناسكا
زال نسكي بباطل

ومنها الأبله: والفعل منه بله.

ومنها المستهتر: قال الشاعر:

فبعثن وردا للخلي وزدن في
برحاء وجد العاشق المستهتر

ومنها الواله: والاسم الوله، وهو عند العرب الذي فقد ولده ففقد صبره قال الأعشى يصف بقرة:

فأقبلت والها ثكلى على عجل
كل دهاها وكل عندها اجتمعا

والهبنقع الأحم المبالغ في حمقه، قال الشاعر:

ومهور نسوتهم إذا ما نكحوا
عدوي وكل هبنقع تنبال

فهذه كلها أسماء المجانين وعيارها المجنون والأحمق.