عرش العلا منهدم مؤتفك
المظهر
عرشُ العلا مُنهدِمٌ مُؤْتَفِكْ
عرشُ العلا مُنهدِمٌ مُؤْتَفِكْ
مُذْ جَاوَرَ الأجداثَ عبدُ الملكْ
هاتيكَ شَمسُ المجدِ مكسوفةٌ
وإنَّما تكسفُ شَمسُ الفَلكْ
ماهي عينٌ سَفَكَتْ ماءها
عليكَ بَلْ أرواحُها تنسَفِكْ
كأنَّنا إذْ راعنا هلكُهُ
لم نَرَ مخلوقاً سواهُ هَلِكْ
حينَ تثّنى للنّدى غُصنُهُ
وانتظمَ الأَمرُ لهُ واحتَبكْ
واهتزّ كالسيفِ وأربى على الأ
قرانِ في المحفلِ والمعْتركْ
وبانَ عن أكفائِهِ مُفرداً
بالحمدِ عن إحسانِهِ المشتَركْ
وآضَ ركناً لبني هاشمٍ
وصارماً إِن مسَّ شيئاً بَتَكْ
وصارَ للكُلِّ إذا ما بدا
يُقَال هذا بشرٌ أَمْ مَلَكْ
وقالَ مولاهُ وأعداؤه
تباركَ الرّحمنُ ما أكْمَلكْ
راحَ عليه للّردى رائحٌ
وكلُّ حيًّ سالكٌ ما سَلَكْ
يا جبلاً راسَ على نعشِهِ
كيفًَ أطاقَ النعشُ أن يحملَكْ
وشاملُ الدّنيا بمعروفِهِ
أنّى لأَكفانِكَ أن تشمَلَكْ
وتأَملُ الآمالُ من بعدِهِ
بِتَكِّ صبري عمرِكَ المنبتَكْ
أبكيهِ لا للكأسِ بل للنّدى
والبأسِ والفَتْكِ إذا مافَتَكْ
أبكيهِ لِلخَصْمِ إذا ما احتَبَى
لحجّةٍ في مجلسٍ أو بَرَكْ
أبكيه للشّمْلِ الشّتيتِ الذي
حريمُهُ مِنْ بعده منهتِكْ
أبكي فتًى تبكي لفقدانِهِ الـ
ـغبراءُ فالخضراءُ ذاتُ الحَبكْ
أبكي كريماً لو يرى مثلَهُ
ثمّ رأى طلعةَ ضيفٍ ضَحكْ
نادِبهُ قُلْ فيه ما شئتَ لَنْ
يجحدَكَ الشّاني ولن يكذبَكْ
ياساكنَ الأطرافِ أين الذي
أعهدُهُ من حُسنِ ذاك الحَرَكْ
يا لابسَ الأكفانِ قل لي لِمَنْ
تركْتَ من بَعْدِكَ لبسَ التكَكْ
ويا هلالاً مَحَقَتْ نورَهُ
أيدي البلى ما أوحشَ المجدَ لَكْ
زهدتَ في العيشِ وَقَبَّحْتَهُ
عندي فَمَا في العَيْش لي من دَرَكْ