عجبت من قناعتي وقعودي
المظهر
عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي
عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي
غلبَ الجدُّ غالياتِ الخُدُودِ
إِنْ تكُوني أنكَرْتِ منِّي نُحوسِي
فَلَقَد طَالَما حَمَدْتِ سُعُودي
ما وَفى لي بوعدِهِ الدَّهْرُ إِلاَّ
لِيَفِي بعدَ وعدِهِ بالوعِيدِ
إنْ ذَوَى غُصْنُ نِعْمتي فَرُوَيدا
فَعَسَى أَنْ تنوبَ نضرةُ عودِي
ما تَنَاهَبَتْنِي السّنُونُ ولا قَا
رَبَتُ خَطْوِي ولا انحَنَى بي عُودِي
بَعُدَتْ هِمَّتِي وما أَنا مِمَّنْ
أَبعدَتْ فيهِ هِمَّتِي بِبَعِيدِ
وأبى لي القنوطُ أَنَّ عَدُوِّي
في رداءٍ من الشَّبابِ جَدِيدِ
حُبِّيَ الحَمْدَ كانَ أكبرَ أسْبَا
بِ ذَهَابي بطارِفي وتَلِيدِي
واعْتِيَاضِي من الغِنَا بالغَوَاني
واعتقادِي هَوَى ابنهِ العنقودِ
أُقسِمُ الدَّهرَ بينَ وَصْلِ حبيبٍ
تحتَ ظلِّ الصّبَا وَوَصْلِ وَدُودِ
وغُدُوِّي على غَطَارفَ شوسٍ
ورَوَاحِي إلى كواعبَ غيدِ
بينما أَسْتكهلُ في صدرِ ديوا
نٍ تصابَيْتُ بينَ نايٍ وَعُودِ
مُعْتِبا أَرْسُغي أَكُفَّ ظِبَاءٍ
مُوطِياً أخمَصِي رقَابَ الأُسودِ
لايزالُ العَزيزُ ينقادُ من فَضْل
عُبَابي قَوْدِي لتلكَ الجنودِ
وغرامي بلذّةِ الجودِ ما إنْ
زالَ يوماً حتَّى على موجُودِي
قَدْ لَعَمْري رأيتُ وَجْهَ رَشَادٍ
لاَحَ لي إذْ رأيتُ وَجْهَ الرّشيدِ
صَفْوَةُ الأَكرمين من آلِ عبّا
سٍ وَحَبْلُ المكارمِ الممدودِ
وخطيبُ المهذّبينَ بني العبّا
سِ في كلِّ مَحْفَلٍ مشهودِ
يردُ المشهَدَ الوفودُ ويأتي
وحدَه مِنْ بيانِهِ في وفودِ
وعقيدُ النّدَى تُنالُ بهِ الآمـ
ـالُ إذْ ليس للنّدَى من عقيدِ
وترى نحوهُ المسامِعَ تُصْغِي
لحديثٍ يٌفيضُهُ أَو نَشِيدِ
فتهابُ العيونُ أنْ تتملاّهُ
وفيهِ لها مرادُ مُرِيدِ
وكأن الرؤوسَ من فوقها الـ
ـطّيرُ سكوناً لآخرٍ مِنْ مجيدِ
مِلءُ صَدْر وَمِلءُ سَرْجِ وعينٍ
وفؤادٍ ورغمَ أنفٍ حسودِ
بَحْرُ علمٍ عداةَ حجَّةِ خَصْمٍ
طُودُ حِلمٍ هلالُ ليلةِ عيدِ
لو يُبَاري سحبانَ في مُحْكَمِ الـ
ـقَوْلِ لأمْسَى سحبانُ غيرَ سديدِ
أو يناجي عَبدَ الحميدِ لما
أَعجَبَ مروانَ لفظُ عبدِ الحميدِ
يا بنَ مَوْلَى أبي نصرٍ السّنـ
ـديّ رُكْنِ الخِلاَفةِ الموطُودِ
جامعِ السّيفِ للخليفةِ والأ
قْلاَمِ أعْظِمْ بسيّدٍ وَمَسُودِ
شهدَتْ غرّةُ الرّشيدِ على
وجهِكَ بالمولى الزّكيِّ السّعيدِ
شَبَهٌ مِنْه فيكَ كانَ كإرْثٍ
لسليمانَ حِيزَ عَنْ داودِ
كَرَّ أَلفَاظَهُ لَنَفْعِ وَضُرٍّ
وإشاراتِهِ لِبَأْسٍ وَجُودِ
ولساناً يستنزلُ العُصْم لِيناً
فإذا اشتدَّ قالَ للأَرضِ مِيدِي
قمتَ فنا مُقامَ جَدّكَ عبدِ
اللّه أكْرِمْ بجدِّهِ في الجُدودِ
إنْ سأَلْنَاكَ عن حُدُودِ كتابِ اللّهِ
أَوْضَحْتَ مشكلاتِ الحدودِ
أَو سَمِعْنَا منكَ الحديثَ فإسْنَا
دُكَ لابالوَاهِي ولا المردُودِ
أَو طَلَبْنَا بكَ الرّياسَةَ والجا
هَ عُضِدْنَا بالعزّ والتّأْييدِ
قَدْ تَنَاوَلْتَ دُوْنَهُمْ خصْلَةَ السّبْـ
ـقِ وجاؤوا كأَنَّهُمْ في قيودِ
ما ترى عُطْلتي وكرّةُ قومٍ
شُغِلوا بالخراجِ أَو بالبَرِيدِ
وَلَو أنَّ الزّمانَ حيّزَ عَنّا
وتمادَى بنا المدى في صعيدِ
وَدَواتِي تشكو الفَرَاغَ وأقلا
مِي ظماءٌ حوائمٌ للوُرُودِ
وَلَوَ أَني أعملت جرت لشبهٍ
كشتيتِ الرياضِ أو كالبُرودِ
مِنْ سُطُورِ أعدَّهَا جَدّيَ السّنـ
ـديَ مِنْ حُسْنِ نَقْشِهِ في النّقُودِ
كلُّ نونٍ كعطفة الصّدْعِ يَهْوى
ألفاً مثلَ قامةِ المقدُودِ
ومعانٍ مِثْلِ الأهِلَّةِ بيضٍ
في مدادٍ مِثْلِ اللّيالي السّودِ
كُنْ شَفِيعي فأَنْتُمُ شُفَعَائي
في الحياةِ دوماً ودارِ الخلودِ
سُدْتَ حتَّى لو ابتَغَيْتَ مَزِيداً
فوقَ ما سُدْتَ لم تجدْ من مَزِيدِ